بطريرك الأرمن الكاثوليك يبدأ زيارته الرعوية الأوّلى إلى مدينة حلب السورية
وصل كاثوليكوس بطريرك بيت كيليكيا للأرمن الكاثوليك روفائيل بيدروس الحادي والعشرين ميناسيان، إلى مدينة حلب، شمال سوريا، في زيارة رعويّة هي الأولى لغبطته منذ انتخابه بطريركًا على الكنيسة الأرمنيّة الكاثوليكيّة.
وانطلق الموكب، يتقدّمه الفرق الكشفيّة، نحو إلى كنيسة الصليب المقدّس للأرمن الكاثوليك، حيث كان في استقبال غبطته عدد من أساقفة وكهنة من مختلف كنائس حلب، وحشد من المؤمنين. وداخل الكنيسة، ألقى المطران بطرس مراياتي كلمة رحّب خلالها بالبطريرك ميناسيان في زيارته الرعويّة الأولى لمدينة حلب الشهباء، وتطرّق فيها إلى أهمية الزيارة لكلّ من المدينة والكنيسة.
وألقى البطريرك ميناسيان كلمة، فيما يلي نصها: لقد اشتهت نفسي منذ زمن بعيد أن أكون معكم ولكن الظروف الحياتية لن تسمح لي أن أحقق أمنيتي حتى اليوم فلذا أشكر قبل كل شيء الحياة التي منحني إياها مخلصي وفادي يسوع المسيح. أشكره على الحياة التي عشتها ولا أزال أعيشها في خدمته وخدمة الكنيسة منذ خمسين عامًا، أشكره على نوره ورحمته وعونه الذي غمرني به طوال أيام رسالتي الكهنوتية. خمسون عامًا وأنا أعيش بغمرة محبته وعنايته الفائقة.
أشكر أخي العزيز سيادة المطران بطرس لهذه الزيارة الرعوية المباركة، التي منحني إياها لألتقي معكم وأعبر لكم عن محبتي مؤكدًا لكم بأني كنت غائبًا جسديًا، حين أوجاعكم وعذباتكم الجمة التي تعرضتم لها منذ سنين عديدة حتى الهزة الأرضية التي صدمت الكثير منكم، فلذا أريد أن أؤكد لكم بأني كنت معكم روحيًا بصلواتي من أجلكم ومن أجل أخوتنا وأخواتنا الذين فارقونا في هذه الظروف الصعبة واتحدوا مع مخلصنا في الحياة الأبدية السعيدة. لقد فارقونا بولادة جديدة لأبدية وعدنا بها مخلصنا يسوع ابن الله الأب حين قال لا تضطرب قلوبكم إنكم تؤمنون بالأب الله فأمنوا بي أيضا، في بيت أبي منازل كثيرة ولو لم تكن، أتراني قلت لكم إني ذاهب لأعد لكم مقاما؟ وإذا ذهبت وأعددت لكم مقاما ارجع فآخذكم إلي لتكونوا أنتم أيضا حيث أنا أكون (يوحنا 1: 2-14).
قد تقولون لي مبارك الآتي باسم الرب. فأقول لكم مبارك اسم الرب الذي أرسلني اليوم إليكم لكي أعزيكم باسمه واثبتكم في مشيئته وأعطيكم بركته السماوية التي بها تقاومون الصعاب ومنها تستقون النعم وتندهوا على المحن وبها تعيشون الأمل، الأمل بالقيامة الروحية والقيامة الزمنية لتنتشلوا حياتكم من هذه الأزمات الاجتماعية والخراب الذي يحيط بكم.
نعم في هذه الأيام نشهد الفوضى ففي كل مكان وفي كل أنحاء العالم. ولكننا نحن المؤمنون بالله المخلص نرتكز ونقوى بكلامه الذي يعزينا دائما ويرشدنا إلى طريق الخلاص يقوله لا تخاف أيها القطيع الصغير فقد حسن لدى أبيكم أن ينعم عليكم بالملكوت (لوقا 32:12). ولكن كي نستحق هذه النعمة علينا أن نبقى أمناء على وصاياه، والوصيّة واضحة من يعترف بي أمام العالم، أعترف به أمام أبي في السموات (متى 32:10)، وهذا الاعتراف يتحقّق في صلواتنا الدائمة في السراء والضراء. لا تخافوا المحق ولا تخافون الاضطهادات، فالله الذي يرى إيمانكم فيكم هنا وفي الآخرة.
أختم كلمتي هذه وفي نفسي ينبع محبة عميقة أكنها لكم أملاً، متمنيًا وراجيًا ربّي ومخلّصي بأن يمنّ عليكم بركاته السماويّة، ويغمركم بمحبته، ويرافقكم بواسطة القربان الأقدس الذي هو كيانه الحق في جميع أيام حياتكم، ويكون لكم المليء الوحيد، والشاطئ الأمين لكل أمالكم وأحلامكم وأعمالكم. فكونوا أنتم أيضًا أولاده الأمناء الذين بحياتهم الشخصية والاجتماعية شهودًا أمام اللاحدين والناكرين فتصبحون نوره المشع.
ويترأس سيامة المونسنيور نرسيس جوزيف زاباريان أسقفًا لأبرشية بغداد للأرمن الكاثوليك
خلال زيارته التاريخية لأبرشيّة حلب، ترأس بطريرك الأرمن الكاثوليك روفائيل الحادي والعشرين ميناسيان، مساء الأحد 27 أغسطس 2023، السيامة الأسقفيّة للمونسنيور نرسيس جوزيف زاباريان، رئيسًا لأساقفة بغداد للأرمن الكاثوليك، وذلك في كاتدرائية سيّدة الانتقال للسريان الكاثوليك.
ووسط حضور لفيف من الإكليروس والمؤمنين، من الكنيسة الأرمنيّة ومن مختلف الكنائس المسيحيّة الشقيقة، قام المطران أنترانيك ايفازيان، أسقف أبرشية الجزيرة والفرات، بقراءة الرقيم البطريركي الخاص بإعلان انتخاب المطران زاباريان أسقفًا على أبرشية بغداد للأرمن الكاثوليك.
وألقى المطران الجديد كلمة جاء فيها: “عندما أقول مع صاحب المزامير ’يا رب أني أحببت جمال بيتك‘، أعني أنني سأبذل ما أستطيع للحفاظ على جمال بيته وعلى الطقوس في هذه الأرض الطيبة حيث أسّس المسيح كنيسته وجعلها قوية، نمت وكبرت وأثمرت ثمرًا طيبًا على مدار أكثر من ألفي عام، عاشت فيها أيام حلوة وأيام مرة، لكنها حافظت دائمًا على جمالها ونقاوتها وخصوبتها لأنها مزروعة في أرض طيبة”.
وقام المطران بطرس مرياتي، مطران أبرشية حلب للأرمن الكاثوليك، بإلقاء كلمة من القلب شكر فيها باسم البطريرك ميناسيان كل من شارك في الاحتفال، خاصًا بالذكر رؤساء الكنائس الذين بمشاركتهم عبّروا عن محبتهم للكنيسة الأرمنيّة، وكذلك كل الأساقفة والكهنة الذين أتوا من بعيد للمشاركة في هذه الفرحة الكنسيّة الكبيرة.
وبعد نهاية القداس الاحتفالي وعلى أنغام فرق الكشافة، توجه الجميع إلى صالون الكاتدرائية حيث تقبّل البطريرك ميناسيان والمطران الجديد زاباريان التهاني بالمناسبة.
يُشار إلى أنّ المطران الجديد من مواليد مدينة حلب عام 1969. دخل إكليريكيّة الأرمن الكاثوليك في حلب عام 1990، وفي عام 1992 ذهب إلى المعهد الحبري البابوي في روما لبيدأ دراسته الفلسفة واللاهوتيّة. درس اللاهوت الشرقي في المعهد الشرقي للاهوت لمدّة عام، من ثمّ تابع دروسه اللاهوتيّة في جامعة الآباء اليسوعيين في روما (الغريغورية) حيث أنهى دراسته عام 1999.
سيم كاهنًا في 31 أكتوبر 1999. عُيّن نائبًا لكاهن رعيّة القديسة بربارة ومدرسًا ومساعدًا في مدرسة الإيمان الخاصة التابعة لأبرشيّة حلب. في العام 2002 تسلم إدارة مدرسة الإيمان في حلب. وفي عام 2004 عيّن كاهنًا لرعيّة كنيسة الصليب المقدّس، وأصبح مرشدًا لجميع الأخويات والمنظمات التابعة لها. في العام 2010 أسّس أخوية الصليب المقدس التابعة للكنيسة، وأصبح أستاذًا ومحاضرًا في معهد اللاهوت المسيحي في حلب. عيّن في العام 2016 مدبرًا بطريركيًا لأبرشيّة بغداد وتوابعها. وعيّن في العام 2019 مدبرًا بطريركيًا لأبرشيّة الأردن والأراضي المقدّسة لمدة سنتين.
(المصدر ابونا)