أهم الاخبار

المجلة اليسوعية La Civiltà Cattolica (الحضارة الكاثوليكية) تنشر مقابلة مع البابا فرنسيس

أجرت المجلة اليسوعية La Civiltà Cattolica (الحضارة الكاثوليكية) مقابلة مع قداسة البابا فرنسيس، ووجهت المجلة إلى الأب الأقدس في البداية سؤالا حول الحرب في أوكرانيا وما يمكن أن يقدم من نصائح حول الاتصالات المتعلقة بهذا النزاع، كما وسألت المجلة الأب الأقدس مذكِّرةًّ بعمل اليسوعيين في أوكرانيا حول كيفية الإسهام من أجل مستقبل سلام في هذا البلد.

 وقال البابا فرنسيس إنه وللإجابة على هذه الأسئلة يجب الابتعاد عن منطق الأشرار والأبرار حيث هناك في هذا النزاع جوانب عالمية وعناصر متداخلة فيما بينها. وتحدث قداسته عن لقائه قبل الحرب رئيس دولة حكيما حسب ما ذكر تحدث عما تُعتبر استفزازات من قِبل الناتو لروسيا وأن هذا الحلف لا يدرك أن الروس لن يسمحوا لقوة أجنبية بالاقتراب منهم، وقال هذا الرئيس حينها إن هذا الوضع قد يؤدي إلى حرب. ثم توقف قداسة البابا عند فظائع وأهوال الحرب مشيرا في الوقت عينه إلى أننا لا نرى ما وراء هذه الحرب من مأساة، كما وسلط الضوء على السعي إلى تجريب وبيع الأسلحة انطلاقا من المصالح الخاصة.

وواصل الأب الأقدس أن البعض قد يعتبرونه مؤيدا لبوتين وأضاف أن هذا تبسيط خاطئ للأمور، فهو ببساطة يعارض اختزال الموقف المعقد إلى مجرد تفرقة بين أبرار وأشرار بدون التأمل في الجذور وفي المصالح فائقة التعقيد. وشدد على أنه من الضروري، وبينما نشهد قسوة القوات الروسية، ألا ننسى المشاكل من أجل السعي إلى حلها. وذكَّر البابا من جهة أخرى بما وصفه بشعب شجاع يكافح من أجل البقاء على قيد الحياة في إشارة إلى الشعب الأوكراني، وهو ما لم تكن تتوقعه روسيا.

هذا وأراد البابا فرنسيس التذكير بأننا نرى ما يحدث في أوكرانيا لأنها أكثر قربا ويلمس النزاع فيها حساسيتنا بشكل أكبر، إلا أن هناك دولا بعيدة لا تزال تشهد حروبا ولا يهتم بها أحد. وتابع أنه فكر منذ سنوات في التحدث عن حرب عالمية ثالثة مجزأة وأضاف أنه يعتبر أن هذه الحرب قد أُعلنت اليوم. علينا بالتالي التساؤل حول ما يحدث للبشرية التي شهدت ثلاث حروب خلال قرن من الزمان، ووصف هذا بكارثة. وتابع مجيبا على سؤال المجلة أنه ينصح العاملين فيها بالاهتمام بالجانب الإنساني للحرب والمساعدة على فهم المأساة الإنسانية للحرب. كما ودعا من جهة أخرى إلى الانتباه إلى أن الحماس في مساعدة اللاجئين قد يفتر مع الوقت ويجب التفكير بشكل أبعد من العمل الملموس في هذه اللحظة.

تلَقى الأب الأقدس سؤالا آخر حول ما يرى من علامات للتجدد الروحي للكنيسة، فقال إنه من الصعب رؤية علامات تجدد روحي باستخدام نماذج قديمة، فعلينا أن نجدد أسلوبنا في رؤية الواقع وتقييمه. وتابع أنه يرى في الكنيسة في أوروبا التجدد في تأسيس تلقائي لحركات ومجموعات وأساقفة جدد. وتحدث في هذا السياق عن عدم قبول المجمع الفاتيكاني الثاني في الكنيسة في بعض مناطق العالم بعد، وأضاف أن هناك حاجة لقرن من الزمن كي يتجذر مجمع وتتجذر نتائجه. وتحدث قداسته أيضا عن علامات تجدد تتمثل في مجموعات تمنح الكنيسة وجها جديدا من خلال العمل الاجتماعي والرعوي.

وفي إجابته على سؤال حول رأيه في اعتبار البعض المسيرة السينودسية في ألمانيا هرطقة بينما هي أكثر قربا من الواقع، وحول فقدان كثيرين الثقة في الكنيسة، قال البابا فرنسيس إنه قال لرئيس مجلس أساقفة ألمانيا إن هناك في هذا البلد كنيسة إنجيلية جيدة جدا وليست هناك حاجة لاثنتين. وتابع أن المشاكل تظهر حين ينطلق الطريق السينودسي من النخبة الفكرية ويتأثر بضغوط خارجية. كما وتم التطرق إلى المشاكل التي شهدتها أبرشية كولونيا الألمانية، وتحدث الأب الأقدس في هذا السياق عن مجموعات ضغط كثيرة، ومع مثل هذا الضغط لا يمكن القيام بالتمييز، كما وأن هناك مشكلة اقتصادية في هذه الأبرشية. وأضاف البابا أن وجود وجهات نظر مختلفة أمر جيد ولكن المشكلة تكمن في الضغط، وأشار إلى ان الخلافات توجد في أبرشيات أخرى في العالم لا في كولونيا فقط.

وحول الشباب وكيفية إشراكهم في مسيرة التمييز كان سؤال آخر وجهته المجلة اليسوعية إلى البابا فرنسيس الذي أكد في إجابته على ضرورة تفادي التوقف، فخلال العمل مع الشباب يجب دائما الانطلاق من منظور في حركة. وتابع مشددا على ضرورة أن نطلب من الرب النعمة والحكمة وأن يساعدنا للقيام بالخطوات الصحيحة. ويرى الأب الأقدس أنه يجب علينا جعل الشباب يسيرون قدما من خلال مُثل محددة وأفعال ومسيرات، لأن الشباب يحتاجون إلى السير على دروب، لا إلى التوقف، وأشار البابا فرنسيس إلى أن البعض قد يشعرون بالقلق لأنهم يرون الشباب بدون إيمان، وأضاف: لندع الله يعمل معهم، فواجبنا أن نضعهم على مسار.     

(المصدر راديو الفاتيكان)

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى