أهم الاخبار

البطريرك الكلداني: حدث “صرخة سلام”، صرخة أمل للبشرية جمعاء

قال البطريرك الكلداني مار لويس ساكو: اسمحوا لي أن أشكر جماعة سانت إيجيديو الكاثوليكية على هذا اللقاء من أجل السلام، تحت عنوان: “صرخة السلام”، فهو صرخة أمل للبشرية جمعاء، لا سيما في وضع عالمي كهذا الراهن، الذي يشكل مصدر قلق كبير.

وأضاف بطريرك الكلدان: “لنأخذ على سبيل المثال، الحرب بين روسيا وأوكرانيا، والتوترات القوية والصراعات الفوضوية التي نشهدها في الشرق الأوسط، وهي مرعبة أيضاً. فعدد القتلى والجرحى مرتفع، مدارس وجامعات عديدة أغلقت، وحياة المواطنين الأبرياء شبه مشلولة. إنهم يعيشون في حالة ذعر ولا يعرفون ماذا سيكون الغد. هذا فظيع!”.

وذكر الكاردينال ساكو، أنه “لبناء السلام يجب علينا تعزيز التنوع الثقافي والديني والتقارب والتضامن وجهود جميع الدول والأديان لوقف الخطر المباشر للوباء! يجب أن نقوم بالتضامن الدولي الذي تعلمناه خلال الوباء، بالسعي لإنهاء الحرب العبثية بين روسيا وأوكرانيا وكذلك الحروب الأخرى. نختار الحوار الدبلوماسي والسلام لحل المشاكل وليس استخدام السلاح”.

وشدد البطريرك، على أنه “لا يمكن تحقيق السلام دون الاحترام، المحبة، الأخوة، تضامن جميع الأفراد والشعوب، والعمل من أجل إحلال الأمن والرفاه المشتركَين للجميع”، مبيناً أن “السلام، في الواقع، هو عملية تشكيل، ولتحقيق ذلك على المرء أن يتدرب، أن يعمل على نفسه”. كما أن “السلام تحدٍ أيضًا بالطبع، لكن اختلافاتنا، العناصر التي يبدو أنها تفرقنا، ينبغي أن تسمح لنا في الواقع بأن نكون متكاملين. لكل منا ولبلداننا، موهبة نقدمها للمجتمع ككل”.

وذكّر رأس الكنيسة الكلدانية في العراق والعالم، بـ”أننا نعيش في عالم جديد يتطلب التأكيد على أهمية التنوع، وهو ما يتماشى مع النهج العالمي الذي يطمح إلى تحقيق المساواة في حقوق الإنسان وضمان احترام الحرية والكرامة للجميع”.

وأوضح البطريرك الكلداني، أن “من هذه الاختلافات والعناصر التكاملية، نعتمد بشكل طبيعي على بعضنا البعض: عندما أعلم أنني بحاجة إلى جاري، فأنا أوليه مزيداً من الاهتمام للعيش معه في سلام. من الضروري اليوم أن نخرج من أنفسنا للعمل بطريقة بسيطة ومحددة، بالصداقة، لبناء السلام: “طوبى لصانعي السلام!”، يقول المسيح في إنجيل متى 5: 8.

ونوه ساكو، بأنه “لبناء السلام في مجتمعاتنا، يُعدّ تطوير المواطنة الحقيقية شرطاً ضرورياً للتعايش المتناغم”، مبيناً أن “أولئك الذين يتركون بلادهم للمجيء إلى الغرب، يطالبون بالحقوق والكرامة”.

وذكر الكاردينال، أن التعايش ينقسم إلى عدة مستويات، فـ”من الناحية الدينية، نؤمن جميعًا بإله واحد، على الرغم من اختلاف تعابيرنا”. اجتماعيا، “نحن جميعا إخوة تحت مظلة الإنسانية”. سياسيًا، “نحن جميعًا مواطنون على الكوكب نفسه”، لكن “التطرف الديني شوه التعايش، والطائفية المسيسة دمرت الفسيفساء البشرية وهدم الفساد المجتمع”.

وأشار البطريرك الكلداني، إلى “الحاجة إلى هيكل قوي للتنوع، كثروة. ليست هناك مشكلة في أن تكون ما أنت عليه، لكن المهم هو العيش بسلام، التعاون مع الآخرين واحترام وتكريم الصالح العام”.

وأوضح الكاردينال ساكو، أن “دور المؤسسات التعليمية، لا يقتصر قبل كل شيء على توفير التدريس ليتمكن الأشخاص من العثور على عمل، بل هو تنشئة الأجيال الجديدة على الانفتاح واحترام التنوع والتعددية وترسيخ التضامن والتعايش من خلال جملة أمور، كتنمية مهارات الطلاب من خلال الحوار الصادق والصداقة”.

ودعا بطريرك الكلدان إلى “تعزيز المصالحة والتضامن بين مختلف الشعوب والأديان والثقافات، لتحقيق السلام والازدهار لجميع المواطنين، كما كرر البابا فرنسيس ذلك خلال زيارته للعراق في مارس 2021”. وأوضح أن “هذا التعليم هو أساس التعايش على ضوء النزاعات والانقسامات القائمة، وما العوائق إلا نتيجة الجهل، الثقافة الموحدة والأنانية والمصالح الشخصية”.

وذكر البطريرك ساكو، أنه “من وجهة النظر هذه، أدعو جميع الغربيين والشرقيين لمراجعة التقاليد الموروثة بعقلانية منفتحة، لتغييرها وإزالة كل تعبيرات الأصولية والكراهية وعدم الاحترام، للتكيف مع الواقع الحالي والتنوع الاجتماعي”. علاوة على ذلك، “من الضروري العمل الجاد لبناء نموذج مدني وديمقراطي يقوم على المواطنة وليس على نظام طائفي يقسّم”. واختتم بالقول إنه “لبناء السلام في مجتمعاتنا، يُعدّ تطوير المواطنة الحقيقية شرطاً ضرورياً للمستقبل”.

(المصدر آكي)

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى