روحانيات مسيحـية

رسالة قداسة البابا فرنسيس بمناسبة اليوم العالمي السابع والثلاثين للشباب

بمناسبة اليوم العالمي السابع والثلاثين للشباب الذي سيحتفل به في العشرين من نوفمبر ٢٠٢٢ وجّه قداسة البابا فرنسيس رسالة إلى الشباب تحت عنوان “قامَت مَريمُ فمَضَت مُسرِعَةً” كتب فيها كان موضوع اليوم العالمي للشباب في بناما: “أَنا أَمَةُ الرَّبّ، فَليَكُنْ لي بِحَسَبِ قَوْلِكَ”. بعد ذلك الحدث، استأنفنا الطريق نحو هدف جديد – لشبونة ٢٠٢٣ – وسمحنا بأن يتردّد في قلوبنا صدى دعوة الله لكي نقوم وننهض.

 في عام ٢٠٢٠، تأمّلنا في كلمة يسوع: “يا فَتى، أَقولُ لَكَ: قُمْ!”. في السنة الماضية، ألهمتنا شخصيّة القدّيس بولس الرّسول، الذي قال له الرّبّ يسوع القائم من بين الأموات: “انهَضْ! سأَجعَلُ مِنكَ شاهِدًا لِهذهِ الرُّؤْيا”. في الفترة التي لا تزال تفصلنا عن لشبونة، سنسير مع عذراء النّاصرة، التي وبعد أن نالت البشارة “قامَت ومَضَت مُسرِعَةً” لكي تذهب وتساعد نسيبتها أليصابات. إنَّ الفعل المشترك في المواضيع الثّلاثة هو “القيام”، وهو تعبير يأخذ أيضًا معنى “القيامة”، و”الاستيقاظ على الحياة”. في هذه الأزمنة الصّعبة الأخيرة، التي تمزّق فيها مأساة الحرب البشريّة، التي قد امتحنتها الجائحة، تفتح مريم مجدّدًا للجميع ولاسيما لكم، أيّها الشّباب مثلها، درب القرب واللقاء. أتمنّى، وأؤمن بشدّة، أنّ الخبرة التي سيعيشها الكثيرون منكم في لشبونة، في آب أغسطس من السنة المقبلة، ستكون بداية جديدة لكم أيّها الشّباب – ومعكم – للبشريّة جمعاء.

تابع البابا فرنسيس يقول كان بإمكان مريم، بعد البشارة، أن تركّز على نفسها، وعلى همومها ومخاوفها بسبب وضعها الجديد. لكنّها لم تفعل ذلك. بل وضعت كلّ ثقتها بالله. وفكّرت بالحريّ في أليصابات. قامت وخرجت إلى حيث الحياة والحركة، وعلى الرّغم من أنّ بشارة الملاك الصّادمة قد أحدثت “زلزالاً” في خططها، إلّا أنّ الشّابة لم تسمح لهذا الأمر بأن يشلَّها، لأنّ يسوع، قوّة القيامة، كان في داخلها.

واستطرد: كانت تحمل في داخلها منذ الآن الحمل المذبوح والحيّ إلى الأبد. قامت وانطلقت، لأنّها وثقت أنّ خِطط الله هي أفضل مشروع ممكن لحياتها. وبالتالي أصبحت مريم هيكل الله، وصورة للكنيسة التي تسير، والكنيسة التي تخرج وتضع نفسها في الخدمة، والكنيسة التي تحمل البشرى السّارّة! إنَّ اختبار حضور المسيح القائم من بين الأموات في حياتنا الشخصيّة، ولقاؤه “حيًّا”، هو أعظم فرح روحيّ، وانبعاث نور لا يمكنه أن يترك أحدًا “جامدًا” في مكانه. بل يضعنا في حركة على الفور ويدفعنا لكي نحمل هذه البشرى إلى الآخرين، ونشهد لفرح هذا اللقاء.

واكمل: هذا ما حرّك التّلاميذ الأوائل لكي يسرعوا ويروا ما حدث في الأيام التي تلت القيامة: “فتَركَتا القَبرَ مُسرِعَتينِ وهُما في خوفٍ وفَرحٍ عَظيم، وبادَرتا إِلى التَّلاميذِ تَحمِلانِ البُشْرى”. غالبًا ما تستخدم روايات القيامة فعلَين: “أيقظ وقام”،  مع هذين الفعلَين، يدفعنا الرّبّ يسوع لكي نخرج إلى النور، ونسمح له بأن يقودنا لكي نتجاوز عتبة  جميع أبوابنا المغلقة. إنّها صورة معبّرة للكنيسة. نحن أيضًا، كتلاميذ للرب وكجماعة مسيحيّة، مدعوّون لكي نقوم بسرعة وندخل في ديناميكيّة القيامة ونسمح للرّبّ بأن يقودنا على الدروب التي يريد أن يَدُلَّنا عليها. إن والدة الرب هي نموذج للشّباب الذين يسيرون ولا يقفون جامدين أمام المرآة يتأملون في صورهم الخاصّة أو “في أشراك” شبكة الإنترنت. لقد كانت مندفعة نحو الخارج. إنّها امرأة الفصح، وفي حالة خروج دائم، خروج من نفسها نحو الآخر بامتياز الذي هو الله، ونحو الآخرين، الإخوة والأخوات، لا سيّما الأشدَّ عوزًا، كما كانت نسيبتها أليصابات.

أضاف الأب الاقدس يقول كتب القدّيس أمبروسيوس، في تعليقه على إنجيل القديس لوقا، أنّ مريم انطلقت مسرعة نحو الجبل “لأنّها كانت سعيدة بالوعد وترغب في أن تقوم بخدمة بإخلاص، بالدفع الذي كان يأتي من فرحها الداخليّ. وإذ امتلأت من الله، أين كان بإمكانها أن تذهب مسرعة، إلّا نحو العُلى؟ إن نعمة الرّوح القدس لا تتحمَّل الإبطاء”. لذلك، فسرعة مريم هي عناية الخدمة، والإعلان الفرح، والإجابة الفورية على نعمة الرّوح القدس. لقد سمحت مريم لحاجة نسيبتها المسنّة بأن تسائلها. فلم تتراجع، ولم تبقَ غير مبالية. لقد فكّرت في الآخرين أكثر مما فكرت في نفسها. فأضفى هذا الأمر ديناميكيّة وحماسة على حياتها. يمكن لكلّ فردٍ منكم أن يسأل نفسه: ما هي ردّة فعلي إزاء الاحتياجات التي أراها من حولي؟ هل أفكّر مباشرة في مبرّر لكي لا ألتزم، أم أهتمّ وأكون مستعدًّا للخدمة؟ بالتّأكيد، لا يمكنكم أن تحلّوا مشاكل العالم كلّها. لكن، ربّما يمكنكم أن تبدأوا بمشاكل الأشخاص القريبين منكم، وبقضايا بلدكم. قالوا مرة للأم تيريزا: “إنَّ ما تقومين به هو مجرّد قطرة في المحيط”. فأجابت: “لكن، إن لم أقم به، فسينقص المحيط قطرة واحدة”. أمام حاجة ملموسة ومُلِحّة، علينا أن نتحرّك بسرعة. كم من الأشخاص في العالم ينتظرون زيارة من شخص ما لكي يعتني بهم! كم من المسنّين، والمرضى، والمساجين، واللاجئين يحتاجون إلى نظرتنا الشفوقة، وزيارتنا لهم، وإلى أخ أو أخت يذهبون أبعد من حواجز اللامبالاة!

تابع البابا فرنسيس متسائلاً ما هي الـ “سرعة” التي تحرّككم، أيّها الشّباب الأعزّاء؟ ما الذي يجعلكم تشعرون بضرورة التحرّك، لدرجة أنّكم لا تستطيعون أن تراوحوا مكانكم؟ كثيرون – إذ يتعذبون بسبب الجائحة، والحرب، والهجرة القسريّة، والفقر، والعنف، وكوارث المناخ – يتساءلون: لماذا يحدث هذا لي؟ ولماذا أنا بالتّحديد؟ ولماذا الآن؟ فيما أن السّؤال الجوهري لحياتنا هو: لِمَن أنا؟. إنّ سرعة امرأة النّاصرة الشّابّة هي مثلُ سرعة الذين تلقّوا مواهب مميّزة من الرّبّ ولا يسعهم إلّا أن يشاركوها ويجعلوا النعمة الكبيرة التي اختبروها تفيض على الآخرين. إنّها سرعة الذين يعرفون كيف يضعون احتياجات الآخرين فوق احتياجاتهم. مريم هي مثال الشّابّة التي لا تضيّع وقتها في البحث عن انتباه الآخرين أو موافقتهم – كما يحدث عندما نعتمد على الـ “أعجبني” على وسائل التّواصل الاجتماعيّ – بل هي تتحرّك لكي تبحث عن التّواصل الأصيل، الذي يأتي من اللقاء، والمشاركة، والمحبّة والخدمة. بعد حَدَثِ البشارة، ومنذ أن انطلقت من بيتها لكي تذهب لزيارة نسيبتها، لم تتوقف مريم أبدًا عن عبور المسافات والأزمان لكي تزور أبناءها الذين يحتاجون إلى مساعدتها المُحِبّة. إذا أقام الله في مسيرتنا، فستقودنا عندها مباشرة إلى قلب كلّ أخ وأخت لنا. كم من الشهادات تصلنا من أشخاص زارتهم مريم العذراء، أمّ يسوع وأمّنا! وكم من الأماكن النّائية على الأرض، وعلى مرّ القرون، زارت فيها مريم شعبها بالظهورات أو بنِعَمٍ خاصّة! عمليًّا، لا يوجد مكان على هذه الأرض لم تزره مريم. إنَّ أمّ الله تسير في وسط شعبها، يدفعها حنانها المفعم بالمحبّة، وتأخذ على عاتقها ما قلقنا وتقلباتنا. وحيثما يوجد مزار، أو كنيسة، أو “كبيلا” مكرّسة لها، يتدفّق إليها أبناؤها بأعداد كبيرة. ما أكثر طرق التعبير عن التّقوى الشعبيّة. رحلات الحجّ، والأعياد، والتضرّعات، واستقبال الصّور في البيوت وأمثلة أخرى ملموسة تدلّ على العلاقة الحيّة بين أمّ الرّبّ يسوع وشعبها، الذين يزورون بعضهم بعضًا بشكل متبادل!

أضاف الحبر الأعظم يقول إنَّ السّرعة الجيّدة تدفعنا دائمًا نحو العُلى ونحو الآخر. ولكن هناك أيضًا السّرعة السيّئة، على سبيل المثال السّرعة التي تقودنا لكي نعيش بشكل سطحيّ، ونأخذ كلّ شيء بخفّة، دون التزام أو اهتمام، ودون أن نشارك فعلًا في الأمور التي نقوم بها، السّرعة عندما نعيش، وندرس، ونعمل، ونلتقي مع الآخرين، دون أن نعيش اللحظة بعمقها. يمكن أن يحدث هذا في العلاقات بين الأشخاص: في العائلة، عندما لا نصغي حقًّا للآخرين ولا نكرّس لهم وقتًا أبدًا، وفي الصّداقات، عندما نتوقّع من صديق ما أن يسلّينا ويستجيب لمتطلباتنا، ثمّ نتجنّبه مباشرة ونذهب إلى آخر إن رأينا أنّه في أزمة ويحتاج إلينا، وحتّى في العلاقات العاطفيّة، بين المخطوبين، قليلون هم الذين يصبرون لكي يتعرفوا على بعضهم البعض ويفهموا بعضهم البعض في العمق. هذا الموقف عينه يمكننا أن نجده في المدرسة، وفي العمل وفي مجالات أخرى من الحياة اليوميّة. لذا فإن جميع هذه الأمور التي تُعاش بسرعة من الصّعب جدًّا أن تُثمر. وهناك الخطر بأن تبقى عقيمة. وفي هذا السياق نقرأ في سفر الأمثال: “أَفكارُ المُجِدِّ إِنَّما هي لِلرِّيحْ، وكُلُّ عَجولٍ – أي السّرعة السيّئة – إِنَّما هو لِلعَوَز”.

تابع البابا يقول عندما وصلت مريم أخيرًا إلى بيت زكريّا وأليصابات، تمَّ لقاء رائع! اختبرت أليصابات في نفسها تدخّلًا عجيبًا من الله، الذي منحها ابنًا في شيخوختها. لقد كان لديها كلّ الدوافع لكي تتكلّم عن نفسها أوّلًا، لكنّها لم تكن ممتلئة من نفسها، بل مندفعة لكي تستقبل نسيبتها الشّابّة وثمرة بطنها. ما أن سمعت سلامها، امتلأت أليصابات من الرّوح القدس. تحدث مفاجآت وتدخلات الرّوح القدس هذه، عندما نعيش الضيافة الحقيقيّة، وعندما نضع الضّيف في المكان الأوّل، لا أنفسنا. وهذا ما نراه أيضًا في قصة زكّا. نقرأ في إنجيل لوقا: “فلَمَّا وَصَلَ يسوعُ إِلى ذلكَ المَكان [حيث كان زكّا]، رَفَعَ طَرْفَه وقالَ له: يا زَكَّا انزِلْ على عَجَل، فيَجِبُ عَلَيَّ أَن أُقيمَ اليَومَ في بَيتِكَ. فنَزَلَ على عَجَل وأَضافَه مَسرورًا”. كثيرون منا قد اختبروا لقاء يسوع بشكل غير متوقع: وللمرّة الأولى اختبروا فيه القرب والاحترام، وغياب الأحكام المسبقة والإدانات، ونظرة رحمة لم يجدوها أبدًا في الآخرين. ولكن ليس هذا وحسب، بل شعرنا أيضًا أنّ يسوع لا يكتفي بأن ينظر إلينا من بعيد، ولكنه يريد أن يقيم معنا، ويشاركنا حياته. وفرح هذه الخبرة ولَّد فينا السّرعة لكي نستقبله، والحاجة الملحّة لأن نقيم معه ونتعرّف عليه بشكل أفضل. لقد استضاف زكريا وأليصابات مريم ويسوع! لنتعلّم من هذين المُسنَّين معنى الضّيافة! واسألوا والديكم وأجدادكم، وكذلك الشّيوخ في جماعاتكم، ماذا يعني بالنّسبة لهم أن يكونوا مضيافين لله وللآخرين. سيساعدكم أن تستمعوا إلى خبرة الذين سبقوكم. أيّها الشّباب الأعزّاء، لقد حان الوقت لكي تنطلقوا مجدَّدًا بسرعة نحو لقاءات ملموسة، ونحو استقبال حقيقي لمن هو مختلف عنّا، كما حدث بين مريم الشّابّة وأليصابات المسنّة. هكذا فقط سنتغلّب على المسافات – بين الأجيال، وبين الطّبقات الاجتماعيّة، وبين المجموعات العرقيّة، وبين المجموعات والفئات من كلّ نوع – والحروب أيضًا. الشّباب هم على الدوام رجاء وحدة جديدة للبشريّة المجزّأة والمنقسمة. ولكن فقط إن كان لديهم ذاكرة، وإن أصغوا فقط إلى مآسي وأحلام المسنين. ليس من قبيل الصّدفة أن تعود الحرب إلى أوروبا في الوقت الذي يختفي فيه الجيل الذي عاشها في القرن الماضي. وبالتالي هناك حاجة إلى عهد بين الشباب والمسنين لكي لا ننسى دروس التاريخ، ولكي نتغلّب على استقطاب وتطرّف هذا الزّمن.

أضاف الحبر الأعظم يقول عندما كتب إلى أهل أفسس أعلن القدّيس بولس: “في المسيحِ يَسوع، أَنتُمُ الَّذينَ كانوا بالأَمْسِ أَباعِدَ، قد جُعِلتُم أَقارِبَ بِدَمِ المسيح. فإِنَّه سَلامُنا، فقَد جَعَلَ مِنَ الجَماعتَينِ جَماعةً واحِدة وهَدَمَ في جَسَدِه الحاجِزَ الَّذي يَفصِلُ بَينَهما، أَيِ العَداوة”. يسوع هو جواب الله على تحدّيات البشريّة في كلّ زمن. وهذا الجواب، كانت مريم تحمله في داخلها عندما ذهبت للقاء أليصابات. وأعظم هديّة قدّمتها مريم لنسيبتها المسنّة هي أنّها حملت إليها يسوع. بالتأكيد، كانت المساعدة الملموسة التي قدّمتها لها ثمينة جدًّا أيضًا. لكن، لا شيء كان بإمكانه أن يملأ بيت زكريّا بفرح عظيم ومعنى كبير مثل حضور يسوع في حشا مريم العذراء، التي أصبحت مسكن الإله الحيّ. في تلك المنطقة الجبليّة، ومن دون أن ينطق بكلمة واحدة، أعلن يسوع، بحضوره، أول عظة له على الجبل: لقد أعلن، بصمت، الطوبى للصغار والمتواضعين الذين يتّكلون على رحمة الله. وبالتالي فإن رسالتي إليكم، أيّها الشّباب، والرّسالة الكبرى التي تحملها الكنيسة هي يسوع! نعم، هو نفسه، ومحبّته اللامتناهية لكلّ فرد منّا، وخلاصه والحياة الجديدة التي منحنا إيّاها. ومريم هي النّموذج الذي يعلّمنا كيف نستقبل هذه العطيّة الكبيرة في حياتنا وكيف نوصلها إلى الآخرين، فنصبح بدورنا حاملين للمسيح، وحاملين لمحبّته الرؤوفة، ولخدمته السخيّة للبشريّة المتألّمة.

تابع الأب الأقدس يقول لقد كانت مريم فتاة ككثيرين منكم. لقد كانت واحدة منّا. وهكذا كتب عنها المطران تونينو بيلّو: “يا قدّيسة مريم، […] نحن نَعلَم جيّدًا أنّه قد قُدِّرَ لكِ أن تبحري في أعماق المحيط. لكن إن أرغمناك على أن تبحري بالقرب من سواحلنا، فهذا ليس لأنّنا نريد أن ننزلك إلى مستويات ملاحتنا الساحليّة. وإنما لأننا عندما نراكِ قريبة من شواطئ إحباطنا، يمكننا أن ندرك بأنّنا مدعوّون نحن أيضًا إلى أن نغامر، مثلك، في محيطات الحريّة”. من البرتغال، كما ذكرت في الرّسالة الأولى لهذه الثلاثيّة، غادر شباب كثيرون خلال القرنين الخامس عشر والسادس عشر، – من بينهم مرسَلون كثيرون- إلى عوالم مجهولة، لكي يشاركوا أيضًا خبرتهم مع يسوع مع شعوب وأمّم أخرى. وإلى هذه الأرض، في بداية القرن العشرين، أرادت مريم أن تقوم بزيارة خاصّة، عندما أطلقت من فاطيما إلى جميع الأجيال الرّسالة القويّة والرائعة لمحبّة الله التي تدعو إلى الارتداد والحريّة الحقيقيّة. إلى كلّ فرد منكم أجدّد دعوتي الحارّة للمشاركة في الحجّ الكبير للشّباب عبر القارّات، الذي سيبلغ ذروته في اليوم العالمي للشباب في لشبونة في آب أغسطس من العام المقبل، وأذكّركم أنّه في ٢٠ تشرين الثّاني نوفمبر المقبل، في عيد المسيح الملك، سنحتفل باليوم العالمي للشّباب في الكنائس الخاصّة المنتشرة في جميع أنحاء العالم. في هذا الصّدد، يمكن للوثيقة الأخيرة التي أصدرتها دائرة العلمانيّين والعائلة والحياة – “إرشادات رعويّة للاحتفال باليوم العالمي للشّباب في الكنائس الخاصّة” – أن تكون مفيدة جدًّا لجميع الأشخاص الذين يعملون في راعويّة الشّباب.

وختم البابا فرنسيس رسالته بمناسبة اليوم العالمي السابع والثلاثين للشباب بالقول أيّها الشّباب الأعزّاء، أحلم بأن تتمكّنوا من أن تختبروا  مجدّدًا في اليوم العالمي للشباب فرحَ اللقاء مع الله والإخوة والأخوات. بعد فترات طويلة من البعد والعزلة، سنجد معًا في لشبونة – بعون الله – فرح العناق الأخويّ بين الشّعوب وبين الأجيال، عناق المصالحة والسّلام، وعناق الأخوّة الجديدة المُرسَلة! ليُضرم الرّوح القدس في قلوبكم الرّغبة في النّهوض وفرح السّير معًا جميعًا بأسلوب سينودسيّ، مُتخلِّينَ عن الحدود الزّائفة. لقد حان الآن وقت النّهوض! لننهض بسرعة! ولنحمل مثل مريم، يسوع في داخلنا لكي ننقله للجميع! وفي هذه المرحلة الجميلة من حياتكم، سيروا قدمًا، ولا تؤجّلوا ما يمكن للروح القدس أن يحققه فيكم! وأنا أبارك من كلّ قلبي أحلامكم وخطواتكم.

(المصدر راديو الفاتيكان)

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى