افتتاحية العدد

ما بعد مؤتمر المُناخ 2022.. الأب رفيق جريش

ها هو مؤتمر المُناخ قد انتهى بعد نجاح باهر رفع من شأن مصر أمام عيون العالم، من حيث التنظيم ومن حيث المشاركون من الضيوف سواء كان مستوى التمثيل رفيع من رؤساء ورؤساء الوزارات أو من حيث الخبراء الذين تقاطروا إلى شرم الشيخوأيضاً من المشاركين لأسباب مختلفة وانبهروا بمدينة شرم الشيخ التي أعلنت مدينة “خضراء” أي تطبق بحذافيرهشروط البيئة متمنين أن تحذوا مدن مصرية أخرى حذوها.

ماذا بعد المؤتمر؟ ضرورةتطبيق قرارات وتوصيات المشاركين في المؤتمر على المستوى المحلي المصري أوعلى مستوى العالم ونستطيع أن نلخصها في النقاط التالية:

  1. الاستعجال أي الإلحاح في تطبيق التوصيات والوصول إلى “طموح التخفيف”بغية الوصول إلى تخفيف رفع حرارة الأرض من 1,5 درجة مئوية الشهيرة إلى ما هو أدنى حيث أن في حالة الفشل ستكون قد تعدينا الفرصة وأصبحنا في طريق اللاعودة كما يحذرنا العلماء مما سيتسبب في ارتفاع الحرارة من احتباس حراري ومخاطر وخيمة على الأرض وسكانها.
  2. المسؤولية والتضامن حيث الجميع حكومات وافراد على التحلي بالمسؤولية تجاه “بيتنا المشترك” والعمل على الحفاظ على البيئة بل الشعور بالتضامن مع الشعوب. لا سيما الأفريقية والفقيرة والمتضررة من اللامبالاة من بعض دول الشمال فيزداد الفقراء فقراً ومرضاً، كما يجب ضمان الآليات المنفذة لمنع التدهور البيئي والاجتماعي خاصة نحو الدول والناس الأكثر هشاشة.
  3. التعليم لرفع الوعي نحو “الصحة البيئية” إذا جاز التعبير – لدى الافراد والحكومات حتى يتحمل كل شخص مسؤوليته من أصغر منزلة إلى أكبر مؤسسة.لذا ندعو وزارة التربية والتعليم إلى إضافة مناهج علمية وعملية لتعليم وتكوين ورفع الوعي بالبيئة والمناخ للطلبة في المدارس وكذلك في الجامعات.

لا يجب أن ننسى أن هناك ارتباطا وثيقاً بين المناخ وأزمات الطعام والماء التي يجب أن توضع في اعتبار الاستراتيجيات المُناخية سواء التي يخطط لها على المستوى الوطني أو المستوى العالمي، التي تقاوم التصحر وضمور الرقعة الزراعية.

التطبيق العملي لمؤتمر المُناخ الذي أنعقد في مصر يجب أن تكون فيه مصر المثل الأعلى رغم صعوبة التطبيق إذ يحتاج إلى كثير من الوعي وكثير من المال للتحول من الملوثات إلى بيئة صحية والتي تبدأ بأشياء صغيرة تستطيع كل عائلة العمل بها على سبيل المثال الحد من استعمال أكياس النيلون أو إلقاء زجاجات البلاستيك في النيل أو البحر وما إلى ذلك. ولا يخفى أن لأجهزة الإعلام الدور الأكبر في رفع الوعي البيئي لدى المشاهدين والمستمعين ومن الضروري أن الدولة المصرية تضع جدولاً زمنياً كهدف لتحقيق الوعي البيئي الكامل والحد من ارتفاع الملوثات ومن ثم حرارة الأرض.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى