Uncategorized

للتضامن مع غبطة الكاردينال ساكو.. بيان عن الكنيسة الكلدانية الكاثوليكية في مصر

أصدرت الكنيسة الكلدانية الكاثوليكية في مصر بيانًا للتضامن مع غبطة الكاردينال لويس رافائيل ساكو، جاء فيه : ببالغ الحزن والأسف ومزيد من الحيرة والقلق، نراقب التطورات الأخيرة التي طالت الكنيسة الكلدانية ورئاستها المتمثلة بغبطة أبينا الكاردينال لويس روفائيل ساكو بطريرك الكنيسة الكلدانية في العراق والعالم، حيث أصدر فخامة السيد الدكتور عبد اللطيف رشيد رئيس جمهورية العراق الجزيل الاحترام، مرسوم رئاسي يسحب بموجبه قرار تعيين غبطة أبينا البطريرك لويس ساكو فيما يخص توليته القانونية على أوقاف الكنيسة الكلدانية. والذي كان قد صدر سنة 2013 من قبل الرئيس الراحل جلال الطالباني، بحجة عدم استناده للدستور العراقي.

واستغرابنا بإن المادة 43 الفقرة الأولى النقطة ب من الدستور العراقي تنص على أولا :- اتباع كل دين أو مذهبٍ أحرار في، إدارة الأوقاف وشؤونها ومؤسساتها الدينية، وينظم ذلك بقانون.

وما هذا إلى تماشياً مع العادة المتعارف عليها في الكنيسة منذ القرن الرابع الميلادي، حيث كانت السلطات تمنح السلطان القانوني للقيادات الروحية المسيحية وحتى عند مجيء الإسلام ومنذ زمن النبي محمد عليه السلام ومروراً بالخلفاء ونخص هنا الخلافة العباسية ومقرها بغداد حيث كان الكرسي البطريركي ولازال.

وبعد سقوطها بيد المغول الذين منحوا توليةً مماثلة للبطريرك الكلداني وفي عهد السلطنة العثمانية وانتهاء بتأسيس الدولة العراقية الحديثة سنة 1921.

الكنيسة في العراق والشرق عموماً لم تكن كنيسة دولة، بل عاشت في وئام مع السلطات المدنية في كل الأزمنة، فالكنيسة تلتزم بالقوانين وتتأقلم معها من أجل خير أبنائها، لا بل أبعد من ذلك فالكنيسة كانت ولاتزال شريكة أبناء الوطن الواحد وتعمل وتصلي من أجل خيره ورفاهية شعبه.

ما حدث في العراق من تحجيم وتهميش لرئيس أكبر كنيسة في العراق وأكثرها حضوراً شعبياً ومؤسساتيا، يدق ناقوس الخطر في بلدٍ لازال يعاني من تبعيات الحروب وعدم الاستقرار السياسي.

الإرهاب المتمثل بداعش والذي شرد أبناء الشعب العراقي بكل أديانه وأطيافه سنة 2014، فلم يرحم مسلماً أو مسيحياً أو يزيدياً أو صابئياً، لم يفرق بين الكنيسة والجامع والمعبد، حيث طال التفجير والنهب والسلب والقتل كل أطيافه.

موقف الكنيسة الكلدانية متمثلاً بشخص غبطة أبينا البطريرك والأساقفة أعضاء السينودس المقدس وسائر مؤسسات الكنيسة الكلدانية من كنائس وأديرة وأملاك وأوقاف وضعت بخدمة كل أبناء الشعب العراقي بدون تمييز، لابل إن الكنيسة ساهمت برفع العوز والضيقة عن كل المواطنين في سائر العراق.

وموقف غبطة البطريرك يمتد لخارج القطر العراقي، فنحن كلدان مصر ساهمنا ونساهم علنياً وبالخفاء بما أوتينا من إمكانيات للدعم والمساعدة في بلدنا الحبيب مصر مثلما دعمنا من مصر أشقائنا في العراق وبدون تمييز.

البطريرك الكلداني لا يعين من أي جهة كانت، بل ينتخب من قبل الأساقفة في السينودس ويحتفل بقداس الشركة الرسولية مع بابا روما، سلطانه الروحي يأتي من المسيح مباشرةً وليس من قوة مدنية.

لكن مثلما أشرنا فالكنيسة ملتزمة بقانون الدولة التي تتواجد فيها، فلا يمكن لرئاسة الكنيسة والمتمثلة هنا بشخص البطريرك، أن تمارس حقها القانوني، دون توافق قانوني وودي مع السلطات المدنية.

الخطر المتمثل بإلغاء المرسوم الجمهوري يمس وجود الكنيسة وعلى رأسها البطريرك كشخصية اعتبارية أمام القضاء وتجعل أملاك وأوقاف الكنيسة مسلباً لكل من هب ودب.

الكاردينال البطريرك لويس ساكو ليس بطريرك الكنيسة الكلدانية في العراق والعالم فقط، بل هو شخصية معروفة عالمياً وعلى كل المستويات، سواء في دوائر دولة الكرسي الرسولي / الفاتيكان أو المنظمات الدولية.

فهو كان ولايزال وسيظل داعماً لدولة المواطنة والمؤسسات وحريصاً على وحدة العراق السياسية وتنوعه الديني، لمسنا ذلك في تحقيقه لزيارة قداسة البابا فرنسيس للعراق وما جلبته من وحدة الشعب وانفتاح العراق على العالم.

ولا ننسى زيارته الأخيرة لمصر ولقائه القيادات المختلفة كزيارته لفخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي وفضيلة الإمام الأكبر الشيخ أحمد الطيب وقداسة البابا تواضروس الثاني ورئيس مجلس الشيوخ معالي المستشار عبد الوهاب عبد الرازق.

كل هذا يأتي من حرصه على إدامة أواصر المحبة والتعاون وتعزيز هوية العراق العربية وكذلك الإسلامية على السواء.

نناشد من هذا المنبر ومن أرض الكنانة مصر الحبيبة التي لجأ إليها ربنا يسوع المسيح والعائلة المقدسة والتي احتضنت ولاتزال كل من يلجأ إلى حماها وخصوصاً العراقيين الكلدان.

نناشد فخامة السيد الدكتور عبد اللطيف رشيد رئيس جمهورية العراق الجزيل الاحترام بإلغاء المرسوم الرئاسي الصادر بحق رئيس كنيستنا وأبو الآباء والشعب غبطة أبينا البطريرك مار لويس روفائيل ساكو الكلي الطوبى، وعودة الأمور لطبيعتها الأولى.

العراق بحاجة لتوحيد الصفوف ليعود قوياً مثلما كان. استذكر في الختام كلمة الرئيس عبد الفتاح السيسي سنة 2019 عن مشكلة المياه في العراق والتي تحدث فيها عن أهمية أن يكون البلد قويا وعفياً ليفرض سيطرته.

دامت مصر قوية وحامية للكل تحت راية القيادة الحكيمة لمعالي الرئيس عبد الفتاح السيسي وليكن شعبينا المصري والعراقي مباركين ومحميين من كل قوه الشر.

(المصدر المكتب الإعلامي للكنيسة الكاثوليكية)

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى