Uncategorized

كنيسة في بيت لحم تستبدل شجرة ومغارة الميلاد بأنقاض ترمز إلى الدمار في غزة

أعدت كنيسة الميلاد الإنجيلية اللوثرية في مدينة بيت لحم، مدينة الميلاد، بالضفة الغربية المحتلة، زينة مختلفة لعيد الميلاد لهذا العام، وذلك باستخدام الأنقاض بدلاً من شجرة عيد الميلاد، وذلك استنكارًا للهجمات الإسرائيلية على قطاع غزة.

وفي الوقت الذي تزين فيه شوارع العالم بألوان زاهية وتضاء المدن خلال احتفالات عيد الميلاد، امتنعت الكنائس في الأرض المقدسة، ولاسيما في فلسطين، عن الأنشطة الاحتفالية، حيث اقتصرت احتفالات عيد الميلاد على الصلوات والطقوس الدينيّة.

وأعلنت البلديات والكنائس في بيت لحم ورام الله الشهر الماضي، إلغاء احتفالات عيد الميلاد في الضفة الغربية تضامنا مع غزة. ودعا بطاركة ورؤساء الكنائس في القدس جميع الرعايا إلى تقييد الاحتفالات وجمع التبرعات بدلاً من ذلك لضحايا غزة.

وقال راعي كنيسة الميلاد الإنجيلية اللوثرية التاريخية في بيت لحم، القس منذر إسحاق، لوكالة الأناضول: بينما تُرتكب الإبادة الجماعية ضد شعبنا في غزة، لا يمكننا الاحتفال بميلاد يسوع المسيح هذا العام بأي شكل من الأشكال. لا نشعر بالرغبة في الاحتفال.

وهكذا، بدلاً من تزيين شجرة عيد الميلاد هذا العام، اختارت الكنيسة زخرفة مصنوعة من الأنقاض ترمز إلى الدمار في غزة. وتتضمن الزخرفة كومة مكونة من قطع خرسانية حول غصن زيتون، وفي وسط هذه الكومة وضع مشهد الطفل يسوع، ملفوفًا بالكوفية الفلسطينية، بين الأنقاض. وحول هذا الحطام تم وترتيب أغصان الأشجار المكسورة والأيقونات المختلفة والشموع.

وقال القس منذر إسحاق: إن عرض زخارف الحطام بدلاً من زينة عيد الميلاد في الكنيسة هو رسالة لهم وللعالم. إنّ رسالتنا لأنفسنا هي: الله معنا في هذا الألم. لقد ولد المسيح متضامنا مع الذين يعانون من الألم والمعاناة. الله مع المظلومين”.

تابع: “ثانيًا، أردنا أن نقول للكنائس في جميع أنحاء العالم: للأسف، عيد الميلاد في فلسطين هو هكذا. سواء كنا مسيحيين أو مسلمين، هذا هو الوضع الذي نمر به في فلسطين. نحن نتعرّض لحرب إبادة جماعية تستهدف جميع الفلسطينيين. وللأسف، عندما نفكر في ولادة الطفل المسيح، نفكر في الأطفال الذين قُتلوا بوحشية في غزة”، مؤكدًا أن الهجوم الإسرائيلي على غزة “قتل روح عيد الميلاد”.

وتضامنًا مع غزة… مهد المسيح يتشح بالحداد على مشارف عيد الميلاد

على غير العادة لم تتجمل مدينة ميلاد السيد المسيح هذا العام بزينة عيد الميلاد، بما فيها شجرة بيت لحم، بينما تواصل إسرائيل حربها في قطاع غزة، يقول الفلسطينيون في الضفة الغربية، وبيت لحم خاصة إنه “لا عيد هذا العام بينما تواصل إسرائيل حرب الإبادة بحق أطفال قطاع غزة”، ففي كنيسة المهد التي شيدت على المغارة التي ولد فيها السيد المسيح، تقام الصلوات من أجل أطفال غزة، بينما تبدو الساحة شبه فارغة من المارة والسياح. ومنذ 7 أكتوبر يشن الجيش الإسرائيلي حربًا مدمرة على قطاع غزة، خلّفت أكثر من 16 ألف قتيلاً، فضلاً عن دمار هائل في البنية التحتية و”كارثة إنسانية غير مسبوقة”، بحسب مصادر رسمية فلسطينية وأممية.

وفي مثل الوقت من كل عام كانت بيت لحم تعج بالحجاج والسياح الذين يزورن المدنية احتفالاً بعيد الميلاد، حيث تقام احتفالات وتضاء شجرة الميلاد التي تعد واحدة من أهم أشجار الميلاد في العام. وخلت أزقة البلدة القديمة وأسوار الكنيسة من أي مظاهر للزينة والعيد. وبدت ساحة المهد التي تشهد دومًا حركة نشطة وتنصب فيها كل عام شجرة الميلاد شبه فارغة إلا من سكان محليين، ويقول رئيس بلدية بيت لحم حنا حنانيا، إن “مهد المسيح تتشح بالحداد هذا العام غضبًا على أرواح الفلسطينيين في قطاع غزة واستمرار العدوان، إلى جانب الإغلاقات والقتل في الضفة الغربية”، وأضاف: “لا يمكن ولا يعقل أن تحتفل بيت لحم في ظل هذا العدوان وقتل الأطفال في القطاع، لذلك قررت البلدية مع الكنائس ومؤسسات المجتمع اقتصار العيد على الشعائر الدينية فقط”، وتابع: “بيت لحم لن تكون مزينة، أو تحتفل، ولن يكون شجرة بسبب الأوضاع”.

ويعتمد اقتصاد بيت لحم على قطاع السياح، لكنه هذا العام شهد ضربة كبيرة في أهم موسم مما أثر سلبًا على الوضع الاقتصادي في المدينة بحسب رئيس البلدية، ولفت إلى أن البلدية ترسل رسائل إلى المدن التي تعقد معها شراكة حول العالم والتي تفوق 100 مدينة مطالبة المجتمع الدولي بالوقوف مع الشعب الفلسطيني ودعم حق تقرير المصير وإقامة الدولة المستقلة، وأشار رئيس بلدية بيت لحم حنا حنانيا إلى أن “كنائس بيت لحم وكنيسة المهد، مهد السيد المسيح، تصلي اليوم وفي العيد لأطفال غزة التي تقتلهم إسرائيل وتحرقهم”. وأضاف: “من مهد المسيح نرسل رسالة للعالم مفادها بأن أوقفوا هذه الحرب، حرب الإبادة”.

ويقول الفلسطيني جورج نصار إن “بيت لحم هذا العام حزينة، لا مكان للفرح والبهجة بينما يقتل شعبنا المسيحي قبل المسلم في قطاع غزة”، وأضاف: “ندعو الله في صلواتنا من هنا من مهد المسيح أن ينهي الحرب والدمار وأن يعيش شعبنا بسلام”، سيف صبح، مرشد سياحي وصاحب متجر لبيع التحف الشرقية في بيت لحم، قال إن “الوضع السياحي في بيت لحم صعب للغاية”، وأضاف: “لا يوجد أي مظاهر للفرح أو العيد بالمطلق، توقفت السياحة بشكل كامل منذ يوم 7 أكتوبر الماضي، وأشار إلى أن “الوضع أصعب من حالة وباء كورونا، الأمر الذي تسبب بخسارة كبيرة للقطاع الأهم في بيت لحم”، لافتًا إلى أن “ذروة السياحة في بيت لحم في أشهر أكتوبر ونوفمبر وديسمبر ويناير من كل عام”.

(أبونا)

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى