Uncategorized

في جائزة الأخوة الإنسانية.. فوز البروفيسور مجدي يعقوب والأم نيللي.. ونعلن أسماء المكرمين للعام 2024

أعلنت جائزة زايد للأخوة الإنسانيّة أسماء المكرمين بجائزتها للعام 2024، حيث يشترك في الجائزة كل من الجمعيتين الإسلاميتين في إندونيسيا جمعية نهضة العلماء والجمعية المحمدية، وجراح القلب المصري الشهير عالميًا السير مجدي يعقوب، والقائدة المجتمعية الأخت نيللي ليون كوريا من تشيلي.

تم اختيار المكرمين لهذا العام من قبل لجنة تحكيم مستقلة، اختارتهم بناءً على جهودهم الاستثنائية في مواجهة التحديات المجتمعية المعقدة والتشجيع على التعايش السلمي والتكافل بين الناس على المستوى المحلي والدولي. وسيتم تكريم الفائزين بالجائزة، خلال مراسم التكريم الذي يقام يوم 5 فبراير 2024 في صرح زايد المؤسس بالعاصمة الإماراتية أبوظبي.

جراح القلب مجدي يعقوب

ويتم تكريم جراح القلب صاحب الشهرة العالمية الواسعة، البروفيسور السير مجدي يعقوب، تقديرًا لجهوده في تمكين الرعاية الطبية لإنقاذ حياة من هم في أمسِّ الحاجة إليها، بما في ذلك الفئات المجتمعية الأضعف. وبصفته مؤسس مؤسسة مجدي يعقوب للقلب في مصر، ومنظمة سلسلة الأمل الخيرية في المملكة المتحدة، ساعد يعقوب في إنقاذ آلاف الأرواح، خاصة الأطفال. وقد افتتح مراكز للقلب في إثيوبيا وموزمبيق، ويجري حاليًا إنشاء مركز في كيغالي برواندا. يشار إلى أن تقنياته الجراحية الرائدة أحدثت ثورة في زراعة القلب، وقد حصل على العديد من الأوسمة، بما في ذلك وسام الفروسية البريطاني، ووسام النيل الكبير، ووسام الاستحقاق من الملكة إليزابيث الثانية.

“الأم نيللي”

أما نيللي ليون كوريا – المعروفة باسم «الأم نيللي»- فهي الرئيس والمؤسس المشارك لمؤسسة Fundación Mujer Levántate مؤسسة المرأة الصامدة، وهي منظمة غير حكومية تركز على تقديم الدعم الشامل للسيدات السجينات، وذلك اعتباراً من فترة وجودهن في السجن، وحتى مرور عام على إطلاق سراحهن حتى يتمكن من بناء حياة جديدة والاندماج مجدداً في مجتمعاتهن. تنطلق أعمال المؤسسة من منظور الأخوة الإنسانية، حيث تدير مأوى مؤقتاً للسجينات اللاتي ليس لديهن مكان يذهبن إليه عندما يتم إطلاق سراحهن. ومن الجدير بالذكر أن أربعة وتسعين بالمائة من المشاركات في برامج الأخت نيللي لا يواجهن إدانات جديدة، خلال عامين من إطلاق سراحهن من السجن.

جمعيتان إسلاميتان في إندونيسيا تم اختيار جمعية نهضة العلماء والجمعية المحمدية، أكبر جمعيتين إسلاميتين في إندونيسيا، وتضمان أكثر من 190 مليون عضو، لجهودهما الإنسانية القيمة ومساعيهما لنشر السلام. فقد نجحت الجمعيتان في تحسين حياة عدد لا يحصى من الإندونيسيين والفئات المجتمعية الضعيفة في جميع أنحاء العالم، من خلال إنشاء المؤسسات التعليمية والمستشفيات، ومشاريع التخفيف من حدة الفقر.

الكاردينال ساندري يحدثنا عن جائزة زايد للأخوة الإنسانية لعام ٢٠٢٤

أجرى موقع فاتيكان نيوز الإلكتروني مقابلة مع الكاردينال الأرجنتيني لويناردو ساندري، العميد الفخري لدائرة الكنائس الشرقية وعضو لجنة تحكيم جائزة زايد للأخوة الإنسانية لعام ٢٠٢٤، الذي أكد أن جميع البلدان مدعوة إلى جعل التعايش السلمي فيها يرتكز إلى مبدأ كوننا أخوة، مشيرا إلى أن العالم ما يزال يشهد حروباً وآلاماً وحقدا بين الأشخاص والدول وكل ذلك يتعارض مع قيم إعلان أبو ظبي.

تساءل الكاردينال ساندري كيف نستطيع المضي قدما في هذا العالم بغياب الأخوّة والسلام فيما بيننا؟ لافتا إلى أن هذا السؤال ينبغي أن يُطرح على ضمائر جميع البشر وقال إنه بغياب احترام المبادئ الواردة في وثيقة الأخوة الإنسانية، التي وقعها البابا فرنسيس وإمام الأزهر الشيخ أحمد الطيب في أبو ظبي لخمس سنوات خلت، سينزلق العالم في هاوية الحقد والانقسامات والدمار الذاتي.

بعدها شدد نيافته على الدور الواجب أن تلعبه الديانات المدعوة إلى إنقاذ العالم واتخاذ خطوات ملموسة إلى الأمام، موضحا أنه يتحدث بنوع خاص عن المسيحيين الذين يؤمنون بالله وبيسوع المسيح. وقال إن بعض الخطوات الملموسة تم اتخاذها، شأن جائزة زايد للأخوة الإنسانية، التي شهدت هذا العام أكثر من مائة وأربعين مرشحاً، وهو عدد مذهل. مع ذلك يرى الكاردينال ساندري أن المجتمعات وبلدان العالم كله، مدعوة إلى جعل الأخوة ركيزة لنشاطاتها وحواراتها وتعايشها. وعبر عن قلقه حيال سعي العديد من البلدان إلى اعتماد الحرب وسيلة لحل التوترات، وعوضا عن تعزيز القيم المذكورة آنفا ها هي ترسخ الحقد والانقسامات وتنال من الكرامة البشرية.

لم تخل كلمات نيافته من التوقف عند الرسالة التي وجهها البابا فرنسيس لمناسبة منح جائزة زايد للأخوة الإنسانية لعام ٢٠٢٤ وقال إن الحبر الأعظم شدد على أنه لا يوجد جهد فردي أو بشري قادر لوحده على تحقيق التقدم في درب الأخوة الإنسانية، لافتا إلى أنه من دون الانفتاح على الله، أب الجميع، لن توجد الركائز الصلبة للدعوة إلى الأخوة. وأضاف ساندري أن البابا يرى أن الفائزين بالجائزة يمكنهم أن يشكلوا مصدر تشجيع لنا جميعاً ليس بفضل أعمالهم الحسنة وحسب، إنما أيضا نتيجة حدسهم وقناعاتهم الدينية التي ألهمت الكثير من السخاء في قلوبهم. ولفت نيافته في هذا السياق إلى أن جميع الفائزين بالجائزة، مند تأسيسها لخمس سنوات خلت، أكانوا مسيحيين، مسلمين أو يهوداً، عملوا بفضل الزخم المتأتي من حضور الله في العالم وفي الأشخاص. وأكد أن وجود الإنسان والمجتمع وبالتالي الأخوة الكونية لا يتحقق إن لم يكن الله موجودا، وهذا ما يشير إليه إعلان أبو ظبي إذ شدد مراراً وتكراراً على أن الله هو في محور حياة الإنسان.

الكاردينال الأرجنتيني، الذي عمل في السلك الدبلوماسي للكرسي الرسولي في مدغشقر، والولايات المتحدة، وفنزويلا والمكسيك، قال إنه يرى في الفائزين الثلاثة بالجائزة لهذا العام شخصيات وجمعيات جعلت من محبة الله ركيزة لها، وعملت من أجل الإنسان والارتقاء به. وقد برزت إلى العيان لأنها عملت من أجل تعزيز كرامة الرجل والمرأة والمسنين والأطفال. وهو مبدأ عبرت عنه بوضوح وثيقة الأخوة الإنسانية أيضا فيما يتعلق بكرامة المرأة. وقد تحدث ساندري بالطبع عن المنظمتين الإسلاميتين الإندونيسيتين “نهضة العلامة” و”المحمدية”، فضلا عن جراح القلب المصري مجدي يعقوب والراهبة التشيلية نيلّي ليون، المعروفة بـ”أم السجينات”.

في سياق حديثه عن الأخت ليون قال العميد الفخري لدائرة الكنائس الشرقية إنها المرة الأولى التي تُمنح فيها الجائزة لشخصية من أمريكا اللاتينية، وأعرب عن سروره بفوز الراهبة التشيلية بالجائرة مع العلم أنها تنشط بشكل أساسي في سانتياجو. وذكّر بأن هذه الأخيرة، والتي أنشأت مؤسسة “انهضِ يا امرأة”، كرست حياتها للارتقاء بكرامة النساء، وتسليط الضوء على هذه الكرامة حتى عندما يتعلق الأمر بالنساء اللواتي يقضين عقوبة في السجن لارتكاب الجرائم. وقال الكاردينال ساندري في ختام حديثه لموقعنا الإلكتروني إنه يفكر بكلمات البابا فرنسيس حول كرامة المرأة وأهميتها في حياة الكنيسة والعالم.

(راديو الفاتيكان)

بمناسبة تكريم الفائزين بجائزة الأخوّة الإنسانية.. البابا: واصلوا بذر الرجاء

خلال حفل تكريم الفائزين بجائزة زايد للأخوّة الإنسانية ٢٠٢٤ في أبوظبي، تم عرض فيلم قصير يتحدث فيه كلُّ من قداسة البابا فرنسيس والدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر، وقد تحدث الأب الأقدس عما يقدم الفائزون من مَثل وعن مسيرة الأخوّة والضرورية، بعدها تم تكريم الفائزين بجائزة زايد للأخوّة الإنسانية ٢٠٢٤، وقد مُنحت الجائزة هذا العام لكلٍّ من الطبيب مجدي يعقوب جراح القلب المصري الشهير عالميًا لما يقدَّم من خدمات لأكثر المرضى فقرًا وخاصة الأطفال، والراهبة الأخت نيلي ليون كوريا من تشيلي الرئيسة والمؤسِّسة المشارِكة لمؤسسة “انهضي أيها المرأة” التي تدعم النساء في السجون وإعادة دمجهن في المجتمع، وجمعية نهضة العلماء والجمعية المحمدية من إندونيسيا الناشطتين في مجال المساعدات الإنسانية ودعم السلام.

وخلال الاحتفال تم التذكير بانطلاق هذه الجائزة من وثيقة الأخوّة الإنسانية التي وقعها في أبوظبي قداسة البابا فرنسيس وفضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر أحمد الطيب خمس سنوات مضت، في ٤ فبراير ٢٠١٩، وهو اليوم الذي أعلنته الأمم المتحدة يوميًا عالميًا للأخوّة الإنسانية، واختُتم الاحتفال بعرض وثيقة مصورة استرجعت لحظات هامة من توقيع الوثيقة المذكورة من قِبل قداسة البابا وفضيلة الإمام الأكبر، وما تلاها من مسيرة أخوّة، هذا إلى جانب كلمات لكلٍّ من فضيلة الإمام الأكبر أحمد الطيب وقداسة البابا فرنسيس.

ووجه الأب الأقدس إلى الفائزين التهنئة والشكر وقال: إنهم معروفون بنشاطهم التضامني لصالح ترقي الإنسانية وتعزيز التعايش السلمي، معربًا عن ثقته في أن ما يقدمون من مَثل سيكون تحفيزًا لآخرين على إطلاق مبادرات تنشأ عن تعاون مثمر بين أشخاص من أديان مختلفة في خدمة البشرية بأسرها، وذلك في احترام لكرامة كل فرد ونشر القيم التي تقترحها وثيقة الأخوّة الإنسانية.

ومع توجيهه تحية مودة وتقدير إلى فضيلة الإمام الأكبر أحمد الطيب قال قداسة البابا فرنسيس: إننا قد سرنا خلال هذه السنوات كأخوة واعين، وفي احترام لثقافاتنا وتقاليدنا المختلفة، بأنه من الضروري بناء الأخوّة في مواجهة الكراهية والعنف والظلم. ثم ختم الأب الأقدس: دعوني أقول لكم، كأمنية: واصلوا بذر الرجاء.

(راديو الفاتيكان)

البابا فرنسيس يوجه رسالة في الذكرى الخامسة لصدور وثيقة الأخوّة الإنسانية ولمناسبة جائزة زايد للأخوَّة الإنسانية

بمناسبة الذكرى الخامسة لصدور وثيقة الأخوّة الإنسانية من أجل السلام العالمي والعيش المشترك التي وقعها قداسة البابا فرنسيس وشيخ الأزهر الشريف الإمام الأكبر أحمد الطيب في أبو ظبي في الرابع من فبراير ٢٠١٩، ولمناسبة يوم الأخوّة الإنسانية الذي أعلنته الأمم المتحدة والدورة الجديدة من جائزة زايد للأخوّة الإنسانية، وجه البابا فرنسيس رسالة قرأها في بيت العائلة الإبراهيمي في أبو ظبي الكاردينال ميخيل أيوزو غويكسوت عميد الدائرة الفاتيكانية للحوار بين الأديان. ومن بين ما ذكر الأب الأقدس في رسالته أنه من المشجع أن نرى كيف تتواصل مسيرة الحوار والصداقة والتقدير المتبادل التي بدأت في أبو ظبي خمس سنوات مصت وكيف تعطي الثمار. وأشار البابا إلى تبعات غياب التضامن الأخوي والذي يؤدي في مناطق كثيرة من العالم إلى تدمير البيئة وتدهور اجتماعي ومعاناة ضخمة لأعداد كبيرة من أخوتنا وأخواتنا. من الضروري بالتالي، حسبما شدد البابا فرنسيس في رسالته، لفت الانتباه إلى المبادئ التي بإمكانها أن تقود البشرية في عتمة الظلم والكراهية والحرب نحو نور جماعة عالمية يطبعها تضامن اجتماعي ومحبة أخوية أكبر.

هذا وأراد البابا فرنسيس في رسالته تجديد الشكر إلى الإمام الأكبر أحمد الطيب ولرئيس دولة الإمارات العربية المتحدة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، وذلك وحسبما ذكر قداسته على دعمهما الهام للمبادرات الساعية إلى تعزيز قيم الأخوّة الإنسانية والصداقة الاجتماعية والتي تقوم على حقيقة أن البشر جميعا لا فقط قد خُلقوا متساوين بل هم في رباط وثيق كأخوة وأخوات، كأبناء أب سماوي واحد.

وتضمنت الرسالة من جهة أخرى تهنئة الأب الأقدس الفائزين بجائزة زايد للأخوّة الإنسانية ٢٠٢٤، أي جمعية نهضة العلماء والجمعية المحمدية والطبيب مجدي يعقوب والراهبة الأخت نيلي ليون، وذكر البابا فرنسيس أن الأعداد الكبيرة للمرشحين للفوز بالجائزة هي علامة إضافية على أن القيم التي يتم الاحتفاء بها وتعزيزها في يوم الاحتفال هذا تتردد أصداؤها في العائلة الإنسانية كلها. وفي سياق الحديث عن الفائزين قال قداسة البابا إن الجماعة الدولية التي يتخيلها تتميز بالقيم التي نراها في جهود الفائزين بالجائزة، ومن بين هذه القيم هناك محبة المختلف والاهتمام بالفقراء والمرضى، وخاصة الأطفال، والرغبة في مساعدة السجناء وإعادة تأهيلهم للاندماج مجددا في المجتمع. وأضاف البابا فرنسيس أن الفائزين جميعا قد سلطوا الضوء، كلٌّ بطريقته، على السير نحو تضامن اجتماعي ومحبة أخوية أكبر. وشدد قداسته على أن الجهود الفردية أو البشرية لا يمكنها بمفردها دفع هذا المسار إلى الأمام، وذلك لأنه بدون انفتاح على أب الجميع لن تكون هناك أسس راسخة وثابته للدعوة إلى الأخوّة.

وختم البابا فرنسيس رسالته مؤكدا أن الجميع يمكنهم أن يتشجعوا لا فقط بفضل ما يقدم الفائزون من أمثال على الأعمال الجيدة، ولكن أيضا بفضل القناعات الدينية التي حفزت في الفائزين سخاء القلب الكبير هذا. كما وأعرب الأب الأقدس عن الرجاء أن يتمكن جميع الأخوة والأخوات المتألمون من معرفة قرب واهتمام المؤمنين من العالم بكامله.    

(راديو الفاتيكان)

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى