رهبان حراسة الأرض المقدسة في الأيام العالمية للشبيبة في لشبونة
انتهت مؤخراً الأيام العالمية للشبيبة، التي أقيمت في لشبونة (البرتغال)، وقد حضرت مجموعة كبيرة من الرهبان التابعين لحراسة الأرض المقدسة، مقدمين الدعم بحضورهم وعملهم لهذا الحدث العظيم الذي يتكرر منذ 38 عامًا.
كان للرهبان في مهمتهم في البرتغال مهام مختلفة. فقد رافق الشباب من القدس وبيت لحم ورام الله وجنين الأب جورج حداد والأب ساندرو توماشيفيتش، بينما رافق الشبيبة الفرنسيسكانية من الناصرة، مع بعض رعايا البطريركية في منطقة الجليل، الأب باولو فرانسيسكو باوليستا والأب جوني جلوف مع الأب ثيودوروس كاهن رعية نيقوسيا والأب برونو فاريانو، مع المجموعة من قبرص. قاد الأب أبوليناريو سويد المجموعة الكاثوليكية الناطقة باللغة العبرية. من ناحية أخرى شارك كل من الأب مارك فيرتيدو والأب أنجيليتو دي جافا في العمل بين المتطوعين الدوليين لاستدامة الفعاليات. أخيرًا، شارك كل من الأب جان لوك غريغوري والأب كارلو مولينا كقادة لنشاط الـJPIC – لجنة العدل والسلام وسلامة الخليقة.
وقد علق الأب جورج حداد قائلاً: “كان من المهم لشبابنا حقًا الخروج من هذا البلد. فإننا نعلم جيداً ماهية الظروف الصعبة فيه، وقد كان من المهم التعرف على واقع آخر والتعرف على مجموعات جديدة تشترك في الإيمان نفسه. حول التعليم المسيحي باللغة العربية اجتمعنا معا من كافة أنحاء الشرق الأوسط: الأردن ولبنان وسوريا والعراق ومصر وقد كانت لحظة غنية حقًا لنا جميعًا”.
من ناحيته، أوضح الأب جوني جلوف، قائلاً: “كانت تلك المرة الأولى التي يشارك فيها شباب ينتمون للكنيسة اللاتينية من قبرص. وكانت كل زيارة للأماكن المقدسة خلال هذا الأسبوع المليء بالأحداث مناسبة لتجديد إيماننا، كما وحصلنا على نعمة الدخول إلى مزار القديس أنطونيوس البادوي، شفيع الحراسة والشفيع الرسمي أيضًا للأيام العالمية للشبيبة هذا العام. يحافظ المزار على ذكرى المكان الذي ولد فيه القديس أنطونيوس، وقد عهدنا إليه بأمر كل هؤلاء الشباب لمساعدتهم على اكتشاف علاقتهم بالرب وجمال الإيمان، دون أن يفقدوا الرجاء بالمستقبل”.
من ناحية أخرى، علق الأب ساندرو توماشيفيتش، قائلاً: “كانت أكثر الفعاليات تأثيراً خلال هذه التجربة هي السجود للقربان الأقدس الذي أقيم في كامبو دا غراسا (حقل النعمة)، بحضور عدد كبير من الناس (أكثر من مليون!)، صامتين ومتحدين في صلاة السجود نفسها: كان الصمت مذهلاً حقًا، لقد كان إحساسًا مثيرًا للغاية. أعتقد أن شبابنا قد رأوا بأنفسهم ما يعنيه العثور على الوحدة في التنوع: المسيح حاضر حقًا في حياة جميع الشباب من جميع البلدان في العالم”.
أما الأب باولو فرانسيسكو باوليستا، فقد صرح قائلاً: “في البداية، بعد المغادرة مباشرة، لم يبدو الشباب مستعدين للتعامل مع هذا النوع من الرحلات، ولكن في فاطمة كان هناك التغيير الأول: هناك شعروا أن السيدة العذراء تحتضنهم، فصلوا المسبحة ثم حضروا القداس. ساعدتهم تجربة فاطمة على الوصول إلى الروح الصحيحة. بعد ذلك، في لشبونة، كنا محظوظين بما يكفي لقضاء ليلتين بالقرب من مدينة الفرح، “حديقة المصالحة”، حيث أقيم 150 كرسي اعتراف من صنع نزلاء السجن: هنا اختبر شبابنا رحمة الله”.
من ناحيته، أكد الأب جوني جلوف قائلاً: “كانت لحظة المصالحة مؤثرة للغاية لكثير من الشباب الذين لم يعترفوا منذ سنوات. حيث تمكنوا من تجديد عزمهم على أن يكونوا شبانًا مسيحيين فاعلين ينقلون فرح الرب وسلامه. أكد الكثير منهم أيضًا على روح الأخوة والتضحية التي عاشوها خلال هذا الحدث، خاصة في الأوقات التي اضطروا فيها إلى المشي لمسافات طويلة للوصول إلى أماكن الفعاليات المختلفة.
وقد أكد الأب باولو، قائلاً: “في بعض الأحيان كانت الأماكن بعيدة. لكنها كانت نعمة، لأن هذا ما أدخلنا مزيداً في بُعد الحج سيرًا على الأقدام، مما أتاح لنا فرصة الوصول إلى وجهتنا متعبين ولكن سعداء، إذ كنا أثناء سيرنا قادرين على خوض تجربة التضامن والدعم والأخوة”.
(المصدر أبونا)