تستضيف أسونسيون، عاصمة باراجواي، أعمال المؤتمر الأمريكي اللاتيني الثاني حول الوقاية من التعديات الجنسية على القاصرين والتي بدأت الثلاثاء وتستمر حتى الخميس، ومن بين المشاركين في اللقاء الكاردينال شون أومالي الذي قرأ على الحاضرين رسالة من البابا فرنسيس.
استهل الحبر الأعظم الرسالة موجهة تحية إلى جميع المؤتمرين مسمياً إياهم بـ”رسل الوقاية” لافتا إلى أن المؤتمر ينظمه مجلس أساقفة باراغواي بالتعاون مع اللجنة الحبرية لحماية القاصرين، بغية تسليط الضوء على الأدوات الناجعة والكفيلة بالتصدي لآفة التعديات الجنسية على القاصرين. ورحّب البابا باحتفال تدشين المركز الجديد للدراسات حول الكرامة البشرية والوقاية من التعديات، الذي أبصر النور في أسونسيون ولفت إلى أنه سيشكل مرجعاً على الصعيد الوطني. وحيا فرنسيس بعدها الكاردينال أدالبيرتو مارتينيز وجميع المشاركين في المؤتمر، والقادمين من أمريكا اللاتينية وعدد من البلدان الأوروبية، مشيرا إلى أن عملهم ملح وأساسي من أجل توفير الحماية للأشخاص الضعفاء.
بعدها أكد الحبر الأعظم أن سنة تقريباً مرت على إصداره الدستور الرسولي Praedicate Evangelium الذي حثّ من خلاله الكوريا الرومانية على تقديم خدمة أكبر للكنائس المحلية، مشددا على ضرورة أن يتم تبني إجراءات واضحة من أجل توفير الحماية للأشخاص الضعفاء. كما لا بد أن ينال ضحايا تلك الانتهاكات العدالة التي يبحثون عنها. وإذ أشار البابا إلى مشكلة النقص في الموارد، لفت إلى ضرورة ألا تعاني الكنائس من انعدام المساواة السائد في المجتمع.
تابع البابا فرنسيس رسالته مذكراً بالاجتماع الذي عُقد في الفاتيكان لأربع سنوات خلت وشهد مشاركة أساقفة ورؤساء عامين من أنحاء العالم كافة، بالإضافة إلى أعضاء الكوريا الرومانية، من أجل التباحث في هذه المشكلة والتطرق إلى سوء التعامل مع حالات التعديات الجنسية على القاصرين من قبل قادة الكنيسة. وأوضح فرنسيس أن هذه الانتهاكات من قبل الإكليروس ومحاولات طمسها من قبل الأساقفة والرؤساء العامين تركت جرحاً كبيراً في جسد المسيح، الذي هو الكنيسة، بسبب الضرر الذي ألحقته بالعديد من الأشخاص. وقال إن التعديات الجنسية من قبل أي شخص في الكنيسة، وأينما حصلت، تعرض للخطر رخاء شعب الله، كما أن سوء إدارتها ينتقص من رسالة الإنجيل في أعين الجميع.
هذا ثم لفت البابا إلى أن قادة الكنيسة فعلوا الكثير من أجل التصدي لهذا الشر والحيلولة دون تكراره، والمؤتمر المنعقد حالياً يعكس هذه الرغبة في التغيير، وهو تعبير أيضاً عن المسيرة السينودسية للقاء والإصغاء والتأمل والمساعدة المتبادلة من أجل الوقاية من الانتهاكات. وأوضح فرنسيس أنه طلب من اللجنة الحبرية المعنية بحماية القاصرين أن تشرف على السياسات والخطوات المتبعة في هذا السياق وأن تتحقق منها وتُعدَ تقريراً بهذا الشأن.
ختاما أكد البابا أنه يوكل أعمال المؤتمر إلى شفاعة سيدة الانتقال، شفيعة باراجواي، آملا أن تصبح قدوة للكنيسة في أمريكا اللاتينية في هذه المرحلة من حياتها، ومصدر قوة لجميع الملتزمين في هذا العمل المؤلم والضروري بالنسبة لخدمة الكنيسة. وطلب من الكل أن يصلوا من أجله.
( المصدر راديو الفاتيكان)