Uncategorized

رئيس أساقفة كييف للروم الكاثوليك سفياتوسلاف شيفشوك: الحرب أدت إلى عملية من الارتداد الرعوي بكل معنى الكلمة

أكد رئيس أساقفة كييف المطران سفياتوسلاف شيفشوك الأن المواطنين الأوكرانيين ما يزالون على قيد الحياة، ولديهم الرجاء، وحيا سيادته الكهنة القريبين من الأشخاص المتألمين والنساء اللواتي يحملن على أكتافهن عبء الصراع المسلح.

استهل سيادته حديثه مشيرا إلى أهمية الاحتفال بقيامة الرب يسوع من بين الأموات في خضم الأوضاع الصعبة التي تعيشها أوكرانيا، ولفت إلى ضرورة أن يختبر المؤمنون حدث القيامة في حياتهم، مؤكدا أن القيامة تعني الشهادة للإيمان المسيحي، وأن الأوكرانيين يختبرون اليوم حضور الرب القائم من الموت في وسطهم.

بعدها تطرق رئيس الأساقفة شيفشوك إلى المعاناة التي يعيشها الأوكرانيون، معتبرا أن المخاطر المحدقة بهم تحملهم على الارتداد والتوبة، وأكد أن العديد من الأشخاص باتوا يبحثون عن الله اليوم، وثمة العديد من الملحدين الذين يصلون على نية الجنود كي يعودوا بسلامة من جبهات القتال. ورأى سيادته أن الألم والمعاناة يطرحان تساؤلات وجودية على الكائن البشري، والرسالة المسيحية هي مصدر للرجاء، لأن آفاق الحياة المسيحية تتخطى الموت، وهي تعطي للمؤمن قوة داخلية تدفعه إلى الاستمرار في البناء وسط من يزرعون الدمار.

ردا على سؤال بشأن مدى تأثير الحرب على النشاط الرعوي قال سيادته إن الحرب أدت إلى عملية من الارتداد الرعوي بكل معنى الكلمة، لافتا إلى أن الكهنة لا يعتبرون أنفسهم من النخب الاجتماعية، بل أصبح الكاهن من ينحني ويركع أمام الأشخاص المتألمين والمجروحين، ويعزي من يبكون أحباءهم. وهذا ما جعل الناس يكتشفون بُعد الخدمة في حياة الكاهن، كما قال الرب يسوع. وأضاف رئيس أساقفة كييف أن الفترة الصعبة التي تمر بها أوكرانيا تميزت بالعلاقات الوطيدة مع الكهنة، موضحا أنه يقف إلى جانبهم ويداوي جراحهم، وأكد أن علاقة الشركة هذه داخل الكنيسة، بين الكهنة والمؤمنين، وبين الأساقفة والكهنة، هي سر المقاومة والصمود وقوة الكنيسة وسط الظروف الصعبة التي تمر بها.

بعدها تطرق سيادته إلى الدور الهام الذي تلعبه المرأة في المجتمع الأوكراني، وأشار إلى أن النساء أصبحن الأغلبية في عدد من القرى التي فقدت رجالها إذ يوجدون كلهم على جبهات القتال. ما يعني أن المرأة باتت تحمل اليوم على كتفيها عبء الصراع المسلح، وهي تسعى أيضا إلى الإسهام في النشاطات التطوعية والإنسانية. وأوضح أن المرأة لعبت دوراً هاماً داخل الكنيسة الأوكرانية إذ إن تسعة وتسعين بالمائة من معلمي التعليم المسيحي هم من الإناث، كما أن تسعين بالمائة من كهنة كنيسة الروم الكاثوليك الأوكرانية متزوجون، والزوجات يؤدين خدمة هامة في الرعايا.

في ختام حديثه لموقعنا الإلكتروني حذر رئيس الأساقفة شيفشوك من المخاطر التي تترتب على الحقد والعنف اللذين يزرعان الدمار، كما قال، وأكد أن الكنيسة في أوكرانيا لا تسعى إلى تنمية الأحقاد تجاه العدو، لافتا إلى أن قادة الكنيسة المحلية لا يباركون العنف كما يحصل في الطرف الروسي.

(المصدر راديو الفاتيكان)

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى