Uncategorized

الكاردينال جريتش: قلب “بدون سلاح” يعرف كيف يصغي إلى صوت الله الذي يتكلم مع الأخيرين

بمناسبة عيد قلب يسوع الأقدس، ترأس الأمين العام للسينودس القداس الإلهي في كنيسة الجامعة الكاثوليكية في روما، بحضور المونسنيور جوليودوري، المساعد الكنسي العام.

في عظته خاطب الكاردينال جريتش الطلاب الشباب في الجامعة الكاثوليكية واصفًا إياهم في الكنيسة اليوم، “كلمة الله” الحية التي تثير تُسائلنا. وقال إنَّ الخبرة التي يعيشونها معًا “في المشاركة في الدراسة، وفي التنشئة التي يقدمونها ويحصلون عليها، وفي البحث، وفي العمل اليومي، وفي بناء حياتهم وفي الالتزام بأن يكونوا في خدمة بعضهم البعض وفي خدمة الخير العام”، هي أعظم مساهمة يمكنهم أن يقدموها للكنيسة والمجتمع. وبالتالي يمكن لخبرتهم أن تكون أيضًا “مختبرًا للسينودسيّة”.

وإذ ذكّر بكلمات يسوع: “َتَتَلمَذوا لي، فَإِنّي وَديعٌ مُتَواضِعُ القَلب” أوضح الكاردينال جريتش أن القلب في الكتاب المقدس “هو مكان الذكاء والضمير والقرارات. وللقيام بذلك، في القلب وبالقلب على المرء أن يصغي أولاً”، ولكن لكي يكون الإصغاء حقيقيًّا من الضروري أن “نثقِّف” قلوبنا أي أن “نفسح المجال لله وللآخرين”، ونأخذ استراحة من الوتيرة اليومية المحمومة. فنفسح المجال أمام الله، أولاً وبشكل خاص في الصلاة والعبادة طالبين من الله بجرأة أشياء عظيمة. “

على الشاب – تابع الكاردينال جريتش يقول – أن يشعر بضرورة أنه مدعو لكي يقوم بأشياء عظيمة! لأنّه لن يكون شابًا إذا لم يكن الأمر هكذا. وبالتالي علينا أن نسمح للشباب بأن يتحلوا بالجرأة، ويفكروا على مستوى كبير. ولا يمكننا أن نفعل غير ذلك لأن الله أيضًا يفكّر بهذه الطريقة لهم ولحياتهم”. وقدّم الكاردينال جريتش في هذا السياق مثال الشاب سليمان الذي يحدّثنا عنه الكتاب المقدس حيث نقرأ أنَّ الملك الجديد قد أظهر جرأة في الصلاة. فطلب سليمان من الرب قلبًا مُطيعًا يعرف كيف يميز الخير من الشر. و “القلب المطيع” يعني قلبًا قادرًا على الاصغاء إلى كلمة الله، وبالتالي فهو مُستعدٌّ لكي يفعل مشيئته، ويتحرر “من كل مقاومة، من كل تجربة للهروب أمام الصعوبات”.

لكنَّ كلمة الله لا توجد فقط في الكتاب المقدس، وإنما أيضًا من خلال التنبّه لـ “صوت شعب الله” ولاسيما لصوت الصغار والمهمّشين. “إن صوت شعب الله المقدس هو” سجل “غالبًا ما يغفل عنه الذين يريدون معرفة خطة الله – كما يلاحظ الكاردينال جريتش -. وفي الفقراء، نحن نلتقي بالمسيح الذي هو الكلمة المتجسد. إذا أفسحنا المجال للفقير وتنبّهنا له نحن نعطي بعبارة أخرى، فسحة في قلوبنا لهذه الكلمة”.

طريقتان يشير إليهما يسوع لكي يكون لدينا قلب قادر على الإصغاء الحقيقي إلى الله والإخوة: الوداعة والتواضع. “الوداعة هو درب صعب بالنسبة لنا”، يلاحظ الكاردينال غريتش، لأن منطق العالم هو عكس ذلك، ويدفعنا لكي “نعيش كل شيء كمنافسة”، ولكن الوداعة “ثمينة أمام الله”. وهي الأسلوب الذي عاشه يسوع. أما الأسلوب الثاني فهو التواضع. والمتواضعون هم “الصغار”، أي الذين يقدمون أنفسهم “عُزَّل وبدون أسلحة” في الحياة. ويقول الكاردينال: “غالبًا ما نفكر العكس ونسلح أنفسنا قدر الإمكان عندما ندخل في حوار مع أحد، لنستطيع الرد عليه، وندافع عن مواقفنا. ولكننا – تابع الأمين العام للسينودس يقول – نختبر أن قلوبنا في “سباق التسلح” هذا لا يمكنها أن تجد السلام، ولا يمكنها أن تختبر الاصغاء الحقيقي والأصيل، لأننا نكون مهتمين بالاجابة أكثر من اهتمامنا بالإصغاء”. فيما أن سر الحكمة الحقيقية هو القلب الأعزل.

تابع الكاردينال جريتش متسائلاً “كلمتان بسيطتان ولكنهما متطلبتين”، الوداعة والتواضع كيف نعيشهما في الحياة اليومية؟ “بالنظر إلى الشخص الموجود أمامنا وبالتعامل معه بدون تحفظات، فنفرح مع الفرحين، ونبكي مع الباكين، ونضع أنفسنا في الخدمة مع عضلاتنا وذكائنا …”. وبالنظر مجدّدًا إلى خبرة الجامعة، أكّد الكاردينال جريتش أنها “مدرسة إصغاء، ومختبر سينودسيّة أصيل. ومختبر حياة”. لذلك حث الكاردينال جريتش الطلاب الشباب على قبول دعوة يسوع اليوم “يتتلمذوا له”، ويتعلّموا أن يصغوا ويعلّموا فنَّ الإصغاء. وختم الكاردينال ماريو غريتش، الأمين العام للسينودس عظته مؤكِّدًا أنَّ “هذا جانب من جوانب رسالة الجامعات في حياة الكنيسة: أن تصبح مدرسة “سينودسيّة”، لأنها مختبر للإصغاء الحقيقي، على مثال يسوع، في الوداعة والتواضع”.

( المصدر راديو الفاتيكان)

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى