عُقد مؤتمر صحفي في روما تم خلاله تقديم كتاب للأب اليسوعي أنتونيو سبادارو صدر باللغة الصينية بعنوان “تعليم البابا فرنسيس: دليل لقراءة رسائله العامة وإرشاداته الرسولية”. وقد شارك في المؤتمر الصحفي الكاردينال أنتونيو تاجل، عميد دائرة تبشير الشعوب، الذي ألقى مداخلة سلط فيها الضوء على العلاقة المميزة القائمة بين البابا فرنسيس والمؤمنين الكاثوليك في الصين.
استهل نيافته المداخلة معربا عن ثقته بأن هذا المجلد الجديد سيلقى ترحيباً كبيراً في أوساط الجماعات الكاثوليكية في الصين نظراً للمحبة الكبيرة التي يكنها الكاثوليك للبابا، وهم يتابعون باهتمام كبير تعاليمه والتوجيهات القادمة من كنيسة روما ومن أسقفها، الحبر الأعظم. وأكد أن الأنباء الواردة من هذا البلد تسلط الضوء على النشاطات اليومية التي تقوم بها الرعايا الكاثوليكية في الصين منذ أكثر من عشرين عاما، فهي تتألف من جماعات تتمتع بإيمان حي وقوي. ولفت على سبيل المثال إلى أنه عندما مات البابا يوحنا بولس الثاني عام ٢٠٠٥ رُفعت الصلوات في مختلف الرعايا من أجل راحة نفسه، كما صلى الكاثوليك في الصين من أجل البابا المنتخب بندكتس السادس عشر.
مع البابا فرنسيس أيضا عبر الكاثوليك في الصين وببساطة عن رغبتهم في السير على درب الإيمان تعضدهم تعاليم الحبر الأعظم. وهذا ما تبين في مناسبات عدة، كما حصل على سبيل المثال خلال السنة المقدسة للرحمة. والعديد من الأساقفة الصينيين أصدروا رسائل رعوية ساهمت في نشر تعاليم البابا فرنسيس حول الرحمة. وهذا الأمر، مضى الكاردينال تاغل يقول، يُظهر أنه على الرغم من كل الصعوبات والمشاكل حافظ المؤمنون الكاثوليك في الصين على علاقتهم الوثيقة مع الحبر الأعظم.
في سياق حديثه عن كتاب الأب سبادارو قال نيافته إن المجلد يشكل بحد ذاته هدية ستساهم بدون أدنى شك في تعزيز علاقة الشركة بين المؤمنين الكاثوليك والبابا فرنسيس، وهي مسألة سلط عليها البابا الضوء في أكثر من مناسبة، كما فعل مثلا في الرسالة التي وجهها إلى الكاثوليك في الصين وإلى الكنيسة الجامعة في السادس والعشرين من سبتمبر عام ٢٠١٨.
ولفت الكاردينال تاجل إلى أن البابا أكد في تلك الرسالة أن الكاثوليك الصينيين حاضرون دوما في صلواته، وعبر باسمه وباسم الكنيسة الجامعة عن امتنانه وتقديره لعطية الأمانة والمثابرة وسط المحن، والثقة الراسخة في العناية الإلهية التي يتمتع بها الكاثوليك في الصين. كما توقف البابا في رسالته عند إيمان الكاثوليك في الصين الذي طُبع بخبرة الاستشهاد، معتبرا أن هذا الإيمان هو كنزٌ للكنيسة في الصين ولشعب الله الحاج على هذه الأرض. وأكد للسلطات الصينية أن الكنيسة المحلية ليست غربية عن تاريخ البلاد، ولا تطالب بأي امتيازات لها.
(المصدر راديو الفاتيكان)