أكد الكرسي الرسولي على لسان أمين سره، الكاردينال بييترو بارولين، أن “الصدفة التاريخية التي شهدت تعايش اثنين من خلفاء بطرس في الوقت نفسه، خلقت حالة مؤسساتية غير مسبوقة للكنيسة، والتي كان من الممكن أن تكون حساسة أيضاً”.
وقال الكاردينال بارولين، في مقابلة مع صحيفة (كورييري ديلا سيرا) الإيطالية الخميس، إنه “قد يكون هناك من سولّت له نفسه بالتفكير بالاستفادة من هذا الظرف، وربما حاول بث اللبس، لكن كل من سلك هذه الطريق، فشل في نواياه”.
وتابع وزير خارجية الفاتيكان: “لقد رأينا جميعًا التقارب الأخوي بين البابا فرنسيس والبابا الفخري بندكتس السادس عشر، والعاطفة التي عبرا عنها في معانقتهما، بالنظرات والكلمات التي تبادلاها في لقاءاتهم، والتي كانت سببًا لعاطفة وعزاء للكثيرين بالتأكيد. لقد تميزت هذه اللحظات بمزاجات، حساسيات، أفكار، تفضيلات ومسارات وجودية مختلفة”.
وأشار المسؤول الفاتيكاني إلى أن “هذا أيضًا يمثل جزءاً من جمال الكنيسة وخدمة خلفاء بطرس. الكنيسة مُزيَّنة بربها بجواهر كثيرة، ولا يوجد بابا مستنسخ عن بابا آخر، وما يضمن المسيرة هو الإيمان المشترك بيسوع، باتباعه، لكل منهم كنوزه الخاصة وفقره. إيمان بطرس الذي وحّد بندكتس والبابا فرنسيس”.
واسترسل بارولين مذكِّراً: “لقد عملت في سكرتارية الدولة ووكيل دائرة العلاقات مع الدول خلال السنوات الأربع الأولى لحبرية البابا بندكتس السادس عشر، منذ عام 2005. في عام 2009، عينني سفيرًا رسوليًا لفنزويلا ووافق على رسامتي أسقفًا في كنيسة القديس بطرس مع أربعة كهنة آخرين. كان فرحًا كبيرًا بالنسبة لي وتجربة لا تُنسى. لقد أثارت العظة التي ألقاها في تلك المناسبة إعجاب الجميع، تغلغلت في أعماق قلبي واستمرت في كونها مرشدة لرحلتي وخدمتي للكنيسة”.
يقول وزير خارجية الفاتيكان: “في نظر البابا راتسنجر، لم يكن اللطف مجرد سمة مزاجية، بل انعكاسًا للكيفية التي صاغ بها الإنجيل قلبه وروحه بمرور الزمن. لقد كان أحد أعظم اللاهوتيين في القرن العشرين. في الوقت نفسه، عاش هذه الهبة بدون غطرسة أو تفاخر، يدفعه حماس روح المشاركة مع الجميع ومشاطرتهم كنوز التقليد، تعليم آباء الكنيسة واللاهوت العظيم”.
(المصدر آكي)