أجرى موقع فاتيكان نيوز الإلكتروني مقابلة مع المطران ماريانو كروتشاتا الرئيس الجديد للجنة المجالس الأسقفية في الاتحاد الأوروبي الذي انتُخب خلفاً للكاردينال هولريتش، وتناول سيادته مسائل عدة من بينها الحرب الدائرة بين روسيا وأوكرانيا مؤكدا أنه من الصعب أن نُطلق عملية سلمية دون إشراك البلدين فيها، وتطرق أيضا إلى ظاهرة الهجرة مؤكدا أنها ليست غزوا كما يصورها البعض.
استهل سيادته كلمته متحدثا عن اللقاء الذي جمعه مع البابا فرنسيس يوم الخميس عندما استقبل المشاركين في الجمعية العامة للجنة المجالس الأسقفية في الاتحاد الأوروبي، وقال إن اللقاء كان بسيطاً ومفعماً بالمضامين والمعاني، وقد طُبع بالأجواء العائلية.
وتطرق بعدها المطران كروتشاتا إلى الحرب الدائرة في أوكرانيا التي تبعث على القلق، خصوصا وأن تبعاتها تؤثر على استقرار القارة الأوروبية بأسرها، وأكد أن الاتحاد الأوروبي تمكن من تبني موقف موحد حيال ما يجري على حدوده، وذلك على الرغم من المشاكل والأزمات الاجتماعية والاقتصادية الراهنة التي تولد توترات بين البلدان وداخل البلدان أنفسها. وعبر عن أمله بأن يتم تخطي كل تلك الأزمات.
هذا ثم ذكر سيادته بالمساعي الهادفة إلى فتح قنوات للحوار بين الطرفين المتنازعين، وقال إن الصعوبات كبيرة، لأن الطرفين يرفضان إطلاق عملية سلمية وهذه العملية لا يمكن إطلاقها بدون مشاركة الجانبين المتنازعين، على الرغم من عدم تكافؤ المسؤوليات المتعلقة بهذا الصراع.
واعتبر المطران كروتشاتا أنه ما ينبغي فعله في الوقت الراهن هو التشجيع على متابعة الاتصالات واللقاءات، وهي ديناميكيات سياسية بحتة، ولفت إلى وجود قوى عالمية يمكن أن تؤثر على هذا الصعيد، بغية إيجاد مخرج لتلك الأزمة وبداية حوار جاد.
وقال إن هذا ما يتمناه الأساقفة الأوروبيون ويصلون من أجله موضحا أن البابا فرنسيس لم يوفر جهداً وقد تطرق إلى هذا الصراع في أكثر من مناسبة محاولا أن يلامس قلوب المسؤولين. وأكد سيادته أن الأساقفة يدعمون البابا ويؤيدون جهوده مشددا على ضرورة عدم الاستسلام وتحمل المسؤوليات.
بعدها انتقل رئيس لجنة المجالس الأسقفية في الاتحاد الأوروبي إلى الحديث عن مسألة أخرى تعني أوروبا بشكل مباشر ألا وهي الهجرة، وقال إن بلدان الاتحاد الأوروبي تفتقر إلى الوحدة حول هذا الموضوع، إذ تبنت الدول مواقف مختلفة، ما حال دون اتخاد موقف أوروبي موحد. وأشار إلى أن بعض الأحزاب تستخدم قضية اللاجئين لأغراض سياسية. ورأى أنه من الأهمية بمكان أن تتناول أوروبا أوضاع الهجرة بطريقة نزيهة، مع الأخذ في عين الاعتبار أحداث الغرق المأساوية وكانت آخرها مأساة “كوترو” التي قضى فيها عدد من المهاجرين.
وأكد كروتشاتا في هذا السياق أنه لا بد من التعاطي مع المسببات الكامنة وراء ظاهرة الهجرة، ويجب أن تسعى أوروبا إلى التعامل مع هذه القضية بموقف موحد، مسلطاً الضوء على ضرورة سن قوانين ملائمة، واتخاذ تدابير اقتصادية ناجعة. وختم سيادته قائلا إن الهجرة ليست غزواً كما يصورها البعض، إنما هي ظاهرة تدار بشكل سيء، وتولد المآسي. ولا بد من جعلها فرصة تعزز العلاقات بين أوروبا والبلدان التي يأتي منها المهاجرون.
(المصدر راديو الفاتيكان)