الذكرى التاسعة لسقوط الموصل بيد تنظيم داعش
ما أن يحل شهر يونيو من كل عام والذاكرة تتقد بأحداث مؤلمة حدثت في مطلع الشهر المذكور عام 2014 لتجد المدينة في فوضى عارمة وتوجيهات من قبل عناصرها الأمنية بضرورة الإسراع إلى المنازل مما خلق فوضى كبيرة في الشوارع حيث اعلن عن حظر تجوال مفاجئ صدم الجميع وجعلهم في حيرة من أمرهم فلم يجد الطلاب بدا من قطع كيلومترات طويلة للسير نحو منازلهم إلى جانب الموظفين فيما كانت طوابير السيارات تختنق في زحام لا ينتهي والكل في حيرة من أمره وبقي الحال على ما هو عليه بينما كانت عوائل الجانب الأيمن مضطرة للسير كيلومترات عديدة قبل الوصول للجانب الأيسر بغية التخلص من المواجهات التي قيل أنها من جانب العناصر الأمنية التي بدت بصد هجوم من عناصر داعش في تلك الفترة وكانت الذاكرة تسجل الأحداث في ريبة وشك من غياب التوجه الحكومي المطلوب لوقف بضعة مقاتلين تقدر قوتهم القتالية بالمئات.
وهم يتوسعون بمناطق المدينة التي يسيطر عليها نحو 20 الف عنصر امني ما بين جيش وشرطة محلية وشرطة اتحادية مجهزين بأسلحة قتالية وعجلات وكل ما من شانه صد هجوم كبير إلا أن المؤشرات كانت هزيمة تلك العناصر بشكل مؤسف وإبقاء مصير الأهالي بيد المسلحين ممن بدأوا باستهداف تلك العناصر وقلب كفة الميزان لاستفحال الشر في المدينة أمام جموع غفيرة من المتفرجين حتى حل العاشر من يونيو إلى سيطرة كاملة على مدينة تعد الثانية من بين مدن العراق.
وباءت بالفشل جهود عسكريين مرموقين تم الاستعانة بهم من العاصمة بغداد لمواجهة الاضطرابات التي تشهدها المدينة التي كانت واقعة تحت سطوة الإرهاب منذ أعوام عديدة ولم تنجح في فك قيودها بينما راح ضحية ذلك الاضطراب أناس أبرياء دفعوا الثمن غاليا دون أن يشهدوا التعويض المناسب واسهم العاشر من حزيران بموجة نزوح لم تنتهي حتى عند حافة عامها التاسع وبقيت الموصل تبكي مسيحييها بصمت بعد أن غادروها ليمحو تاريخا مهما كتبه أجدادهم في كل شبر من المدينة.
(المصدر عنكاوا)
العراق.. الإرث الأرمني الضائع بالموصل
الذي يمر بشارع الدواسة لابد له أن يطلع على حاضرتين مهمتين كانتا مقترنين بالحضور الأرمني بمدينة الموصل أولهما مدرسة الأرمن في الشارع المؤدي لحديقة الشهداء والذي تم تدميرها استعدادا لبنائها من جديد وذلك قبيل عام 2014 إلا أن الأحداث التي جرت بعد ذلك العام تعذر على القائمين على المدرسة الاهتمام بإعادة مدرسة الأرمن التي كانت حاضرة تاريخية تبرز الحضور الأرمني بالمدينة والذي اقترن بهجرة الأرمن على اثر المذابح التي حدثت لهم في تركيا وذلك قبيل الحرب العالمية الأولى والتي مرت عليها قبل أعوام الذكرى المئوية.
بينما تنتهي من تلك المدرسة التي تحولت إلى مراب وتقترب من خطواتك من العمارة التي كانت عبارة عن نادي الهومنتمن والذي يعد من الأندية الأرمنية المميزة بالمدينة وانجب على مدى تاريخه عددا من الرياضيين المشهود لهم بالتميز إلا أن حاضر تلك العمارة بدا مهجورا بالرغم من أنها كانت مركزا لممارسة رياضة الشطرنج وذلك للأعوام التي تلت عام 2003 إلا أن العمارة هجرت تماما بعد أحداث سيطرة داعش على المدينة.
(المصدر عنكاوا)