Uncategorized

البطريرك الراعي يترأس قداس عيد العنصرة في كابيلة القيامة ببكركي

ترأس البطريرك الماروني الكاردينال بشارة بطرس الراعي قداس عيد العنصرة على مذبح كنيسة الباحة الخارجية للصرح البطريركي في بكركي، عاونه فيه المطرانان سمير مظلوم وانطوان عوكر، الرئيس العام للرهبانية المريمية المارونية الآباتي ادمون رزق، أمين سر البطريرك الاب هادي ضو، ومشاركة عدد من المطارنة والرؤساء العامين والرئيسات العامات والكهنة والراهبات، وحشد من الفاعليات والمؤمنين.

بعد الانجيل المقدس ورتبة تبريك الماء، ألقى غبطته عظة قاال فيها أنّ الكنيسة “تُعيّد اليوم حلول الروح القدس على التلاميذ في العليّة وكانوا كلّهم مجتمعين. هي الكنيسة الأولى الناشئة: الإثني عشر، ومريم أمّ يسوع وأقرباءه وبعض النساء (أع 1: 13-14 و26). إنّه عيد معموديّة الكنيسة وتثبيتها وانطلاقتها الرسوليّة شاهدة للمسيح، كما وعدها يسوع قبيل صعوده إلى السماء: يوحنّا عمّد بالماء، أمّا أنتم فسوف تعمّدون بالروح القدس بعد بضعة أيّام… وستنالون قوّة بحلول الروح القدس عليكم، وتكونون لي شهودًا في أورشليم وفي كلّ اليهوديّة والسامرة، حتّى أقاصي الأرض” (أع 1: 5 و8). الشرط لإعطائه هو محبّة المسيح بحفظ وصاياه: “إذا كنتم تحبّوني، فاحفظوا وصاياي، وأنا أطلب من أبي أن يعطيكم برقليطًا آخر ليكون معكم إلى الأبد، روح الحقّ” (يو 14: 15-17)”.

وأضاف: “بعد خمسين يومًا من قيامة الربّ يسوع حلّ الروح القدس على الكنيسة الناشئة. يُسمّى هذا الحدث العنصرة بالنسبة إلى العناصر المرئيّة كعلامات لحلول الروح، وهي: الصوت المدوّي كعاصفة ريح ملأت البيت، الألسن الناريّة المنقسمة التي استقرّت على كلّ واحد من المجتمعين، النطق بلغات مختلفة فهمها الجمع الحاضر في أورشليم، فكان كلّ واحد منهم يسمعهم يتكلّمون بلغته (أع 2: 2-6). ويسمّى باليونانيّة “البندكستيّ” Pentecoste التي تعني اليوم الخمسين، وهو عيد معروف في العهد القديم “بعيد الأسابيع” (خر 34: 22)، في ختام الأسابيع السبعة التي تلي عيد الفصح اليهوديّ، شكرًا لله على بواكير غلّة الحنطة. اليوم ينتهي زمن القيامة ويبدأ زمن الروح القدس الذي يدوم حتى عيد ارتفاع الصليب، وفيه نعود إلى السجود، بادئينه في هذا القدّاس الإلهيّ. كما يبدأ زمن القطاعة أيّام الجمعة. إنّه زمن الروح القدس الذي يقود المؤمنين والكنيسة إلى الحقّ كلّه”.

وتابع: “العنصرة التي تعني “حلول الروح القدس”، حصلت يوم القيامة، عندما “نفخ الربّ القائم من الموت في الرسل المجتمعين في البيت، والأبواب موصدة، وقال: “خذوا الروح القدس” (يو 20: 22). أعطاهم الروح الذي يفعل “فيهم” و “في” كلّ شخص يقبله؛ وفي اليوم الخمسين، أعطاهم الروح إيّاه الذي يفعل “من خلالهم” و “من خلال” كلّ من يطلبه. يوم القيامة، أعطاهم الروح الذي يشكّل هو نفسه الخلاص، “الروح الحيّ والمحيي” كما نعلن في قانون الإيمان. أمّا في اليوم الخمسين، فأعطاهم الروح الذي يمكّنهم من أن يحملوا الخلاص إلى أقاصي الأرض، فهو الناطق بالأنبياء، وبالرسل، واليوم بالكنيسة، على ما نعلن أيضًا في قانون الإيمان”.

وقال: لكنّ الروح القدس البارقليط يعطى للذين يحبّون المسيح ويحفظون وصاياه (يو 14: 15). فكما أعطي ليسوع وملأ بشريّته، بسبب حبّه اللامتناهي للآب وطاعته الكاملة لإرادته في خلاص العالم وفدائه، هكذا يعطى للذين يحبّون المسيح ويتمّمون وصاياه المختصرة في واحدة تحوي الجميع: “أحبّوا الله من كلّ قلبكم وفكركم وإرادتكم. وأحبّوا بعضكم بعضًا كما أنا أحببتكم” (لو10/ 27؛ يو 15: 12). حفظ الوصايا الإلهيّة يستحقّ عطيّة الروح القدس: “إذا كنتم تحبّوني، إحفظوا وصاياي وأنا أطلب إلى أبي فيعطيكم بارقليطًا آخر، ليكون معكم إلى الأبد” (يو 14: 15-16). والروح القدس يحرّر ويمنح حريّة أبناء الله. “فحيث روح الربّ، هناك الحريّة” (2 كور 3: 17). الوصايا الإلهيّة طريقنا إلى الحريّة، “بقدر ما نخدم الله بحفظ وصاياه نكون أحرارًا، بقدر ما نخدم شريعة الخطيئة، نكون عبيدًا” (القدّيس أغسطينوس، شرح إنجيل يوحنّا، 41: 10). حريّة الإنسان وشريعة الله لا تتنابذان، بل تتجاذبان، لأنّ ثمّة رباطًا قائمًا بين الحريّة والشريعة الإلهيّة، ولأنّ تلميذ المسيح مدعوّ للحريّة (غلا 5:13) (تألّق الحقيقة، 17). كما أنّ المسيح بموته وقيامته، مات عن الجميع وقام من أجل الجميع، تكفيرًا عن خطاياهم، ربًّا للحياة الجديدة فيهم، هكذا الروح القدس مفاض على جميع الناس بمواهبه السبع”.

وأشار البطريرك الراعي إلى أنّنا “نصلّي لكي يمسّ ضمائر المعطّلين انتخاب رئيس للجمهوريّة وربطه حاليًّا بحرب غزّة. فمن أجل هذه الحرب، يجب أن يكون للبنان رئيس ذو صلاحيّة كاملة للتفاوض في هذا الشأن. وبما أنّ الحالة التفاوضيّة بشأن لبنان والمنطقة، فمن الضرورة بمكان وجود رئيس للجمهوريّة يستطيع دون سواه الجلوس إلى مائدة المفاوضات. فلا يوجد بالنسبة إلينا أي سبب مبرِّر لعدم انتخاب رئيس للجمهوريّة لكي تنتظم المؤسّسات الدستوريّة وتتمّ المحافظة على الدستور والكفّ عن مخالفته يوميًّا. فعلى حفظه يقسم رئيس البلاد يمينه الدستوريّة. ففي غيابه لا دستور، ولا قانون، سوى النافذين بكلّ أسف”.

(أبونا)

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى