Uncategorized

البطريرك الراعي: ندعو المجلس النيابي للقيام بواجبه الدستوري الأساسي. الالتزام بدورات متتالية لانتخاب رئيس للجمهورية

ترأس البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس القداس الإلهي الأحد الثاني عشر من نوفمبر في كنيسة الصرح البطريركي في بكركي، وألقى عظة في أحد تجديد البيعة قال فيها “تحتفل الكنيسة اليوم بأحد تجديدها بحيث تتجدد بأبنائها ومؤسساتها، وتجدد إيمانها بالمسيح “شمس” العالم الذي تدور حوله، مثلما تدور الأرض حول الشمس، وتستمد منه نور الكلمة، وحياة النعمة، وحرارة المحبة”.

في عظته مترأسا قداس الأحد، قال البطريرك مار بشارة بطرس الراعي إن “الاحتفال بتجديد البيعة (الكنيسة) الذي يبدأ اليوم ويدوم طيلة الأسبوع، يعني أيضًا التعمق اللاهوتي والروحي في إيماننا المسيحي، لكي نتمكن من تقديمه للإنسان المعاصر، في أي حالة وظرف ومكان شخصي أو جماعي كان؛ ولكي نتمكن من إعلانه للفقير والغني، لصاحب السلطة والمواطن، للمريض والمعاق، للشاب والعجوز. ترفق الكنيسة إعلان الإيمان بالحوار الصادق وشهادة المحبة، وتجسده بتعزيز ثقافة السلام من خلال التضامن الفعال تجاه الفقراء والمتألّمين، مع التعاون في تأمين حياة لائقة لجميع الشعوب. نعم، نحن مدعوون اليوم لنجدد هذا الايمان فنكبر وننمو فيه”.

وأشار غبطته إلى” أن الكنيسة، بحكم المسؤولية المعطاة لها من المسيح الرب، تعمل في سبيل خلاص الشخص البشري، خلاصًا شاملًا روحيا وماديا ومعنويا، وتسعى مع المسؤولين السياسيين إلى تأمين الخير العام الذي منه خير جميع المواطنين وخير كل مواطن. لكنها لا تستطيع أن تقف مكتوفة الأيدي عندما تتخلّف السلطة السياسية عن هذا الواجب. وكونها مؤتمنة من المسيح الرب على الشريعة الأخلاقية فمن واجبها أن تحكم في صلاح الأعمال أو شرّها بما فيها السياسة بالنسبة إلى كلام الله في كتبه المقدسة. ومن واجبها أن تخاطب ضمائر المسؤولين من دون أن تسترضي أحدًا في قول الحقيقة وإدانة الباطل والدفاع عن الخير العام (راجع “الكنيسة في عالم اليوم، 76). وعليه، قال البطريرك الراعي، “ندعو المجلس النيابي تكرارًا للقيام بواجبه الدستوري الأساسي، وهو الالتزام في دورات متتالية لانتخاب رئيس للجمهورية قبل أي عمل آخر. فالمرشحون متوفّرون وكلهم أكفاء. وعلى هذا الأساس نرفض رهن انتخاب الرئيس لشخص معيّن أو فئة أو حزب أو مشروع؛ ونرفض البقاء من دون رئيس، فيما أوصال الدولة تتفكك، والمؤسسات الدستورية، والعامة تتهاوى، والشعب يفتقر ويتسوّل، وقوانا الحية تهاجر إلى أوطان أخرى، والدستور يُنتهك”.

وأضاف البطريرك مار بشارة بطرس الراعي يقول “إننا نشجب ونُدين مرة أخرى الحرب الإبادية الوحشية على قطاع غزة، وقد تجاوز عدد الضحايا الأحد عشر ألفًا، ونصفهم تقريبًا من الأطفال. نشجب وندين التدمير المبرمج للمنازل والمدارس والمستشفيات، والكنائس والمساجد بهدف طرد الفلسطينيين من أرضهم، والقضاء على قضيتهم بعد خمس وسبعين سنة. هذه الحرب الإبادية الوحشية الخالية من أي روح إنساني، والحصار الذي يمنع وصول الماء والغذاء والدواء لمليون ونصف من المهجرين من دون سقف، يشكلان وصمة عار في جبين هذا الجيل وأمراء هذه الحرب. فإننا نعلن من جديد تضامننا مع الفلسطينيين ونصرّ على أن الحل الوحيد، على المدى القريب والبعيد، هو قيام الدولتين. وإذ نعلن عن قربنا منهم، نعزّي أهالي الضحايا ونصلّي من أجل شفاء الجرحى. ونطالب المجتمع الدولي بفرض وقف النار والحرب بشكل فوري ودائم، والمبادرة بمفاوضات الحل السياسي. كما إننا نتبنى مضمون بيان قمة الرياض المنعقد يوم أمس، آملين أن تعمل الدول العربية والإسلامية على تنفيذ بنوده، فيكون حكّامها صانعي سلام بشجاعة، ملتزمين بقرار المبادرة العربية للسلام التي تم إعلانها في قمة بيروت عام 2002، والتي تبنّت حل الدولتين، كمدخل للسلام والاستقرار في الشرق الأوسط”.

وفي ختام عظته مترأسا قداس الأحد في كنيسة الصرح البطريركي في بكركي، قال البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي “نصلّي إلى الله كي يعضد ذوي الإرادة الحسنة في سعيهم لإيقاف الحرب الإسرائيلية على غزة وعلى الشعب الفلسطيني، وأن يحمي لبنان من امتدادها إليه. له المجد والشكر والتسبيح، الآن وإلى الأبد آمين”.

(راديو الفاتيكان)

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى