البطريرك الراعي: لا نسكت، بل نرفض شل البلاد وتعطيل الدستور
قدّم البطريرك الماروني بشارة بطرس الراعي تعازيه للشعب البريطاني بوفاة الملكة إليزابيث الثانية، وقال إنّ الملكة الراحلة “طبعت أمتها وعصرها وتاريخها بصفحات مجيدة، وأظهرت أنّ قوّة الحاكم هي بالتزامه الدستور واحترامه القيم وقربه من الشعب وترفعه عن الخلافات. وقد عملت الملكة الراحلة على تعزيز العلاقات البريطانية اللبنانية، لاسيما مع البطريركية المارونيّة. ولطالما أشادت بالتعدديّة اللبنانية وتمنت أن تنجح في تثبيت الشراكة الوطنية”.
وفي العظة قداس الأحد الذي ترأسه في كنيسة الصرح البطريركي الصيفي في الديمان، توجه غبطته أيضًا بالتهنئة إلى الملك شارلز الثالث. وقال: إنّنا “نعلق كبير الآمال على مواصلة هذه السياسة، خصوصًا في هذه المرحلة الدقيقة التي يمر فيها لبنان وتجتازها أوروبا في ظل الحرب الضروس في أوكرانيا. إننا نعهد بهذه التعازي وبهذه التهاني إلى سعادة سفير المملكة المتحدة البريطانية في لبنان”.
وحول الشأن المحليّ، أشار إلى أنّ “الندامة والتوبة فضيلتان ضروريتان للعيش معًا. إنهما مطلوبتان في العائلة الصغيرة كما وفي الكبيرة. ومطلوبتان على مستوى الجماعة السياسيّة والعائلة الوطنية. فلا يمكن العيش في جو من الأحقاد والكيديات والإتهامات والإساءات، على صعيد الأحزاب والتكتلات السياسية، كما يجري اليوم، بكل أسف. مثل هذا الجو يسم أجواء الحياة بين المواطنين، من دون أن يكونوا مسؤولين عن بخ هذا السم. مأساتنا في لبنان أن كثيرين لا يعترفون بأخطائهم وخطاياهم ولا يندمون عليها، فبتنا نعيش في ’هيكلية خطيئة‘. وبلغ هذا الواقع إلى تعطيل الحياة الدستورية والمؤسسات”.
أضاف: “لذلك نحن لا نسكت بل نرفض: “لا نسكت بل نرفض شل البلاد، لا نسكت بل نرفض تعطيل الدستور، لا نسكت بل نرفض الحؤول دون تشكيل حكومة، لا نسكت بل نرفض منع انتخاب رئيس جديد للجمهورية، لا نسكت بل نرفض فرض الشغور الرئاسي، لا نسكت بل نرفض استباحة رئاسة الجمهورية، لا نسكت بل نرفض الإجهاز على دولة لبنان وميزاتها ونموذجيتها ورسالتها في هذا الشرق وفي العالم”.
تابع: “إننا ننتظر من المواطنين المخلصين المؤمنين بلبنان-الرسالة أن يشاركونا في رفض هذه البدع، وأن يقفوا وقفة تضامن حتى تشكيل حكومة جديدة، وانتخاب رئيس جديد للجمهورية قبل 31 تشرين الأوّل المقبل، يكون رئيسًا من البيئة الوطنيّة الإستقلاليّة ورئيسًا جامعًا. من المؤسف أن يصل اللبنانيون إلى حالة اللاثقة التي باتت تشكك في كل نية ولو صادقة، وإلى حالة التسييس التي ترى مسيّسًا كل قرار أو تدبير. وهاتان الحالتان تؤديان إلى التعطيل. هذه حال ما يحصل اليوم بين أهالي ضحايا تفجير مرفأ بيروت ووزير العدل. إنه نزاع تبرره حالتا اللاثقة والتسييس، ويؤدي إلى التعطيل وأصبح إبداء الرأي ولو موضوعي محكومًا عليه بالتشكيك والتسييس”.
(المصدر ابونا)