Uncategorized

البابا يستقبل أعضاء الأخوية الرسولية للرحمة وجماعة بيت الرحمة الصغير في جيلا

استقبل البابا فرنسيس في الفاتيكان أعضاء الأخوية الرسولية للرحمة وجماعة بيت الرحمة الصغير في مدينة جيلا الصقلية، ووجه لضيوفه خطاباً سلط من خلالها الضوء على أهمية التواضع وشدد في الوقت نفسه على ضرورة أن يساعدوا دوما الأشخاص الذين يعتنون بهم على اللقاء الشخصي مع وجه الله الرحوم.

استهل البابا كلمته معبرا عن سروره بهذا اللقاء الذي يتزامن مع الذكرى السنوية الخمسين لتأسيس الأخوية الرسولية للرحمة والذكرى السنوية العاشرة لتأسيس بيت الرحمة الصغير في جيلا. وحيا الحبر الأعظم أسقف بياتسا أرميرينا، المطران روزاريو جيزانا وجميع الكهنة والشمامسة الحاضرين فضلا عن راهبات مريم الطاهرة، وأعضاء الأخوية وتعاونية “رافايل” فضلا عن المتطوعين والشبان والمؤمنين.

بعدها أكد البابا أن ضيوفه جاؤوا إلى روما كعائلة كبيرة، يتمتع فيها كل فرد بمواهب ووظائف مختلفة ويكمل بعضها البعض الآخر. ولفت إلى أن هذا التنوع الغني يتحدث عن المسيرة التي من خلالها يتم تطوير المشاريع الخيرية، بطريقة مفصلة وملموسة. وأشار فرنسيس إلى أنه انطلاقاً من أوضاع الحاجة والعوز عمل ضيوفه على معانقة المحبة حيال كل شخص متجاوبين مع مختلف الاحتياجات من خلال مبادرات متنوعة، شأن قاعة الطعام ومشاغل الصناعات اليدوية، والمساعدة المدرسية والحوار مع العائلات التي تواجه صعوبات. وقال إنهم يكترثون باحتياجات الأخوة والأخوات الذين وضعهم الله في دربهم، لاسيما الأشخاص المحتاجين. وبهذه الطريقة اقتربوا منهم وسعوا إلى الاعتناء بهم، بإبداع وشجاعة وسخاء.

في هذا السياق شجع البابا فرنسيس ضيوفه على متابعة السير في هذه الدرب وطلب منهم في الوقت نفسه أن يعملوا على إرساء أسس الركائز التي منحت قوة وصلابة لعملهم، ألا وهي روحانية الرحمة والخبز الأوحد، هذه الروحانية التي تتطلب منا أن نكون تلامذة متواضعين للرب وأن نسعى إلى الكشف عن وجه الآب، تماماً كما أوصانا البابا الراحل يوحنا بولس الثاني والذي ترى الجماعة في تعاليمه مصدر إلهام كبير. وشدد البابا فرنسيس أيضا على ضرورة الكشف عن حنان وجه الآب، طالبا من الحاضرين ألا ينسوا، وسط الكثير من انشغالاتهم اليومية، أن هذا الأمر هو في صلب نشاطهم ودعوتهم.

مضى الحبر الأعظم إلى القول: افعلوا كل شيء تحرككم رغبة واحدة ألا وهي أن يتمكن الأشخاص الذين تلتقون بهم من التعرف على الرب. وطلب من ضيوفه، في هذا السياق، أن يتركوا فسحة للرب، مشددا على أهمية التواضع ومذكرا بما كانت تقول القديسة فاوستينا كوفالسكا: إن النفس المتواضعة تؤثّر على مصير العالم برمته، وذلك لأن التواضع يجعلنا قريبين من الله والأخوة، وقادرين على ممارسة المحبة بطريقة صامتة ومتكتمة تجعل العطاء نبيلاً، وتجعل الأخذ سهلاً، والمقاسمة طبيعية.

هذا ثم دعا البابا ضيوفه إلى التعامل مع الأشخاص الذين يضعهم الرب في دربهم بلطف، تماماً كما يفعل الوالدون والأخوة والأخوات الذين يكونون دوماً حاضرين بطريقة طبيعية جداً، وقد تكون غير مرئية مرات كثيرة. ولفت إلى أن الله يحبنا بهذه الطريقة ويمنحنا كل شيء دون أن يطلب شيئاً بالمقابل. في ختام كلمته إلى أعضاء الأخوية الرسولية للرحمة وجماعة بيت الرحمة الصغير في جيلا شاء البابا أن يشجع ضيوفه على متابعة مسيرتهم يحركهم الاهتمام الخلاق حيال الآخرين وروح التواضع ليكونوا دائما مستعدين لتلبية احتياجات الأخوة والأخوات، ولكي يقودوا الجميع نحو اللقاء الشخصي مع الوجه الرحوم للآب، وطلب منهم أن يصلوا من أجله.

(راديو الفاتيكان)

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى