
أكّد الرئيس الأذربيجاني إلهام علييف خلال رفعه علم بلده في عاصمة ناجورني قره باغ، أنه حقق “حلمًا أذربيجانيًا” قديمًا باستعادة الإقليم من الانفصاليين الأرمن، ونشر المكتب الرئاسي صورًا ظهر فيها علييف ببزة عسكرية وهو يزور أماكن وبلدات عدة في ناجورني قره باغ، فيما ظهر في صور أخرى راكعًا يقبّل العلم الأذربيجاني قبل رفعه.
هذه الزيارة هي الأولى للرئيس الأذربيجاني إلى المدينة منذ سقوطها في أيادي الانفصاليين الأرمن، وقال علييف “حققنا ما أردناه، حققنا الحلم الذي راود الشعب الأذربيجاني طيلة عقود”، وأشار إلى أن بلده “انتظر 20 عامًا” قبل أن تتمكن أذربيجان من بسط حكمها على ناغورني قره باغ. وأضاف “سيبقى هذا النصر محفورًا في تاريخنا إلى الأبد”.
حققت باكو انتصارًا خاطفًا في أيلول على الانفصاليين الأرمن في عملية انتهت بأقلّ من 24 ساعة، وأعلن الانفصاليون الأرمن عقب هزيمتهم حلّ الجمهورية المعلنة من طرف واحد، وفرّ معظم الأرمن الذين يقدر عددهم بنحو 120 ألفًا والذين كانوا يعيشون في الإقليم، عبر الحدود إلى أرمينياـ وحصل هذا الفرار الجماعي خشية تعرّض هذه الأقليّة الأرمنية لأعمال انتقامية على أيدي الأذربيجانيين.
وتزامنت زيارة علييف مع دعوة البابا فرنسيس إلى حماية الأديرة والكنائس الأرمينية القديمة، وقال البابا بعد صلاة التبشير الملائكي في ساحة القديس بطرس، الأحد، “بالإضافة إلى الوضع الإنساني الخطير للنازحين، أودّ أن أطالب بحماية الأديرة ودور العبادة في المنطقة”، داعيًا “السلطات” الجديدة في المنطقة “وجميع السكان” إلى “احترام أماكن الصلاة وحمايتها كجزء من الثقافة المحلية، تعبيرًا عن الإيمان ودليلًا على الأخوّة التي تسمح لنا بالعيش معًا رغم اختلافاتنا”.
واتهمت أرمينيا أذربيجان بتنفيذ “تطهير عرقي” في ناجورني قره باغ، لكن باكو نفت هذه الاتهامات. وشكّل الإقليم محور نزاع مديد. وخاضت الجمهوريتان السوفيتيان السابقتان أذربيجان وأرمينيا حربين بشأنه، إحداهما بين 1988 و1994 راح ضحيتها 30 ألف قتيل، والثانية في 2020 انتهت بهزيمة يريفان.
(أبونا)