Uncategorized

البابا فرنسيس: لتساعدنا العذراء مريم لكي ننمو في المحبة والحبِّ للكلمة وفي المغفرة

بمناسبة عيد القدّيس إسطفانوُس، أوّل الشهداء تلا قداسة البابا فرنسيس صلاة التبشير الملائكي مع المؤمنين المحتشدين في ساحة القديس بطرس بالفاتيكان وقبل الصلاة ألقى الأب الأقدس كلمة قال فيها لقد احتفلنا بالأمس بعيد ميلاد الرب والليتورجيا، لكي تساعدنا لنقبله بشكل أفضل، تُمدَّد مدة العيد حتى الأول من كانون الثاني يناير: لمدة ثمانية أيام، أيام ثمانيّة عيد الميلاد. لكن من المدهش أننا في هذه الأيام عينها، نتذكّر بعض الشخصيات المأساويّة لشهداء قديسين. اليوم، على سبيل المثال، نتذكّر القديس إسطفانُوس، أول شهيد مسيحي؛ وبعد غد، الأطفال الشهداء الذين أمر الملك هيرودس بقتلهم خوفًا من أن ينتزع منه يسوع العرش. باختصار، يبدو أن الليتورجيا تريد حقًا أن تبعدنا عن عالم الأضواء ووجبات الغداء والهدايا التي يمكن أن نستقر فيه إلى حد ما في هذه الأيام. لماذا؟

تابع البابا فرنسيس يقول لأن عيد الميلاد ليس حكاية خرافية لولادة ملك ما، وإنما مجيء المخلص الذي يحررنا من الشر آخذًا على عاتقه شرنا: الأنانية والخطيئة والموت. والشهداء هم الأكثر شبهًا به، لا بل إن كلمة “شهيد” تعني الشاهد، وبالتالي فالشهداء هم شهود أي إخوة وأخوات يظهرون لنا من خلال حياتهم يسوع الذي انتصر على الشر بالرحمة. وحتى في أيامنا هذه الشهداء كثيرون. نصلي اليوم من أجل هؤلاء الإخوة والأخوات المضطهدين الذين يشهدون للمسيح. لكن لنحاول أن نسأل أنفسنا: هل نشهد له نحن؟ وكيف يمكننا أن نتحسَّن في ذلك؟ يمكن أن تساعدنا في ذلك شخصية القديس إسطفانُوس.

أضاف الأب الأقدس يقول أولاً يخبرنا سفر أعمال الرسل أنه كان أحد الشمامسة السبعة الذين كرَّستهم جماعة أورشليم لخدمة الموائد وخدمة المحبة. وهذا يعني أن شهادته الأولى لم يُقدِّمها بواسطة الكلمات وإنما من خلال المحبة التي خدم بها الأشخاص الأشدّ عوزًا. لكن إسطفانُوس لم يكتفِ بعمل المساعدة هذا. لقد كان يتحدث عن يسوع مع الذين كان يلتقي بهم: كان يشارك إيمانه في ضوء كلمة الله وتعليم الرسل. هذا هو البعد الثاني لشهادته: أن نقبل الكلمة وننقل جمالها، ونخبر كيف غيّر اللقاء مع يسوع حياتنا. كان هذا الأمر مهمًا جدَّا بالنسبة لإسطفانُوس لدرجة أنه لم يسمح بأن تُرهبَه حتى تهديدات مُضطهديه، ولا حتى عندما رأى أن الأمور تسير بشكل سيء بالنسبة له. محبة وإعلان، هذا ما كان عليه إسطفانُوس. ولكنَّ شهادته الكبرى هي أخرى: إنها شهادة من عرف كيف يجمع المحبة والإعلان. وقد تركها لنا قبل أن يموت، عندما وعلى مثال يسوع غفر لقاتليه.

تابع الحبر الأعظم يقول هذا هو الجواب على سؤالنا: يمكننا أن نحسِّن شهادتنا من خلال المحبة تجاه الإخوة والأمانة لكلمة الله والمغفرة. محبّة، كلمة، مغفرة. إن الغفران هو الذي يقول لنا ما إذا كنا حقًا نعيش المحبة تجاه الآخرين وإذا كنا نعيش كلمة يسوع. المغفرة هي في الواقع، العطية الأعظم، عطيّة نقدمها للآخرين لأننا ليسوع وهو قد غفر لنا. لنفكر في قدرتنا على المغفرة، في هذه الأيام التي ربما نلتقي فيها، من بين العديد من الأشخاص الآخرين، بعض الأشخاص الذين لم نتفق معهم، والذين قد جرحونا، والذين لم نصلح العلاقات معهم أبدًا. لنطلب من يسوع المولود حديثًا حداثة قلب قادر على المغفرة: القوة لكي نصلّي من أجل الذين سببوا لنا الأذى ولكي نقوم بخطوات انفتاح ومصالحة.

وختم البابا فرنسيس كلمته قبل تلاوة صلاة التبشير الملائكي بالقول لتساعدنا العذراء مريم، سلطانة الشهداء، لكي ننمو في المحبة والحبِّ للكلمة وفي المغفرة.

(المصدر راديو الفاتيكان)

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى