البابا فرنسيس: السينودس ليس حوارًا تلفزيونيًا إنما حوار بين معمّدين حول حياة الكنيسة والعالم
أكد البابا فرنسيس على أنّه لا مكان للأيديولوجية في جمعية الأساقفة المقبلة حول السينودسيّة، والتي ستنعقد من 4 وحتّى 28 أكتوبر المقبل، مشيرًا إلى أنّها ليست مكانًا “للثرثرة السياسيّة”، أو أنّها “حوار تلفزيوني”، إنما “وقفة دينيّة” وحوار بين المعمّدين حول حياة الكنيسة ومشاكل البشريّة.
وفي معرض إجابته على سؤال صحفي، على متن طائرة العودة من منغوليا إلى إيطاليا، قال الحبر الأعظم: إنّ “السينودس هو حوار بين المعمّدين، بين أعضاء الكنيسة، حول حياة الكنيسة، حول الحوار مع العالم، حول المشاكل التي تلمس البشرية اليوم”.
وأشار قداسته إلى أنّه “عندما نفكر (في السير) في درب إيديولوجي، ينتهي السينودس، لا مكان للأيديولوجية في السينودس، وإنما هناك مجال للحوار، نقاش بين بعضنا البعض، بين إخوة وأخوات، ونقاش مع عقيدة الكنيسة. للمضي قدمًا”.
السينودس ليس موضة
وقال البابا: “إن السينودسيّة ليست من اختراعي: وإنما (من تحدّث عنها أولاً) كان القديس بولس السادس، فبعد انتهاء المجمع الفاتيكاني الثاني، أدرك أنّ الكنيسة في الغرب فقدت البعد السينودسي، أما الكنيسة الشرقية فكانت لا تزال تحتفظ به. ولهذا أنشأ أمانة سر سينودس الأساقفة، التي قامت خلال هذه السنوات الستين بالتفكير بطريقة سينودسيّة، مع تقدّم مستمر، والمضي قدمًا”.
أضاف: “عندما كانت الذكرى الخمسين لقرار القديس بولس السادس هذا، قمت بتوقيع ونشر وثيقة حول ماهيّة السينودس وما تمّ المضي به قدمًا، لقد تطوّر الأمر الآن، ونضج أكثر، ولهذا السبب اعتقدت أنه من الجيد جدًا أن يكون هناك سينودس حول السينودسيّة، التي ليست موضةً، وإنما شيء قديم، وهو موجود في الكنيسة الشرقية منذ البدايات”.
الجو السينودسي
وحول عيش السينودسيّة دون الوقوع في الأيديولوجيات، تابع البابا فرنسيس حديثه مشدّدًا على أهميّة المحافظة على “الجو السينودسي”. وقال: “إنّه ليس برنامجًا تلفزيونيًا نتحدث فيه عن كل شيء. لا، إنّه وقفة دينيّة، هناك وقفة تبادل ديني”.
وأشار إلى أنّه في المقدمات السينودسيّة سيكون هنالك ثلاث مداخلات لمدة ثلاث إلى أربع دقائق لكل منها، وبعد ذلك سيكون هناك صلاة صامتة لمدة ثلاث إلى أربع دقائق. ثم ثلاث مداخلات، وصلاة صامتة، وجدّد الحبر الأعظم التأكيد على أنّه “من دون روح الصلاة لا توجد سينودسيّة، بل تكون سياسة، ويكون هناك برلمانيّة. والسينودس ليس برلمانًا”.
انتقادات داخلية
وحول الانتقادات داخل الأوساط الكاثوليكية للسينودس، استذكر البابا هذه القصة وقال: قبل بضعة أشهر اتصلتُ بدير للراهبات الكرمليات. (وسألت) “كيف حال الراهبات أيتها الأم الرئيسة؟”، كان دير للكرمليات غير إيطالي، وأجابتني الرئيسة، وفي النهاية قالت لي: “يا صاحب القداسة. نحن خائفات من السينودس”. فأجبتها مازحًا: “ماذا يحدث؟ هل تُردنَ إرسال راهبة إلى السينودس؟ (فقالت) “لا، نحن نخشى أن يغيّر عقيدتنا”.
أضاف: “هناك هذه الفكرة، ولكن إذا ذهبتَ إلى جذور هذه الأفكار ستجد إيديولوجيات. دائمًا، عندما نريد أن نفصل مسيرة الشركة في الكنيسة، فإن ما يفصل (المؤمنين) دائمًا هو الإيديولوجية، ويتهمون الكنيسة بهذا أو ذاك، لكنهم لا يتهمونها أبدًا بما هو حقيقي: بكونها خاطئة. لا يقولون أبدًا إنها خاطئة، بل يدافعون عن عقيدة بين علامتي الاقتباس”.
وأوضح بأنّ “عقيدة مثل الماء المقطر، ليس لها طعم، وهي ليست العقيدة الكاثوليكية الحقيقية الموجودة في قانون الإيمان. والتي غالبًا ما تسبّب حجر عثرة، تمامًا كما تشكل حجر عثرة فكرة أن الله صار جسدًا، وأن الله صار إنسانًا، وأن السيدة العذراء حافظت على بتوليّتها”.
(موقع أبونا)