Uncategorized

البابا فرنسيس: أحث الجميع على أن يختبروا جمال صلاة مسبحة الوردية والتأمل مع مريم في أسرار المسيح

في تحيّته بعد تلاوة صلاة التبشير الملائكي جدد البابا فرنسيس النداء من أجل الحوار بين أذربيجان وأرمينيا ويتحدّث عن صدور إرشاد رسولي حول رسالة القديسة تريز الطفل يسوع في ١٥ أكتوبر الجاري.

بعد تلاوة صلاة التبشير الملائكي حيا البابا فرنسيس المؤمنين المحتشدين في ساحة القديس بطرس وقال أيها الإخوة والأخوات الأعزاء، بالأمس، في بياتشنسا، تم إعلان تطويب الأب جوزيبي بيوتي، الذي قُتل بسبب إيمانه في عام ١٩٤٤، كراعٍ بحسب قلب المسيح، لم يتردد في أن يقدّم حياته لحماية القطيع الذي أوكل إليه لنصفّق للطوباوي الجديد!

تابع البابا فرنسيس يقول: أتابع في هذه الأيام الوضع المأساوي للنازحين في ناجورنو كاراباخ، وأجدد ندائي من أجل الحوار بين أذربيجان وأرمينيا، آملا أن تؤدي المحادثات بين الطرفين، بدعم من المجتمع الدولي، إلى التوصل إلى اتفاق دائم يضع حدا للأزمة الإنسانية. أؤكد صلواتي من أجل ضحايا انفجار مستودع الوقود الذي وقع بالقرب من مدينة ستيباناكيرت.

أضاف الأب الأقدس يقول اليوم يبدأ شهر أكتوبر، شهر مسبحة الوردية والرسالات، أحث الجميع على أن يختبروا جمال صلاة مسبحة الوردية، والتأمل مع مريم في أسرار المسيح، وطلب شفاعتها من أجل احتياجات الكنيسة والعالم لنصلِ من أجل السلام في أوكرانيا المعذبة وفي جميع الأراضي التي جرحتها الحرب ولنصلِّ من أجل تبشير الشعوب، وكذلك من أجل سينودس الأساقفة، الذي سيعقد هذا الشهر جمعيته الأولى حول موضوع السينودسية في الكنيسة.

تابع البابا يقول نحتفل اليوم بعيد القديسة تريز الطفل يسوع، قديسة الثقة، قديسة الثقة فينا، وسيُنشر إرشاد رسولي حول رسالتها في ١٥ أكتوبر، لنرفع صلاتنا إلى القديسة تريز الطفل يسوع والعذراء مريم: لكي تساعدنا القديسة تريز على أن نتحلّى بالثقة ونعمل من أجل الرسالات.

وخلص البابا فرنسيس إلى القول اليوم، يمكنكم أن تروا بقربي خمسة أطفال يمثلون القارات الخمس، معهم أود أن أعلن أن بعد ظهر يوم ٦ نوفمبر في قاعة بولس السادس، سألتقي بأطفال من جميع أنحاء العالم. وهذا الحدث الذي ترعاه دائرة الثقافة والتعليم سيكون موضوعه: “لنتعلم من الأطفال”، إنه لقاء من أجل تحقيق حلم الجميع، لكي نعود إلى التحلي بمشاعر النقية مثل الأطفال، لأن الذين هم مثل الأطفال ينتمون لملكوت الله. إنَّ الأطفال يعلموننا وضوح العلاقات والاستقبال العفوي للغرباء والاحترام للخليقة كلها، أيها الأطفال الأعزاء، أنا أنتظركم جميعًا لكي أتعلم منكم أيضًا.

(راديو الفاتيكان)

البابا فرنسيس: هدرنا للغذاء هو سلب له من أيادي الفقراء وإساءة لهم وحرمانهم من حق أساسي

بمناسبة اليوم الدولي للتوعية بفقد الأغذية وهدرها ٢٩ سبتمبر، وجه البابا فرنسيس رسالة إلى المدير العام لمنظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة السيد شو دونيو شكره في بدايتها على توفيره هذه الفرصة له كي يوجه تحية قلبية إلى جميع المشاركين في اللقاء الذي تعقده المنظمة لمناسبة هذا اليوم. وقال قداسته إن فقراء العالم ومعوزيه، الذين يجمعون بقايا الغذاء الذي يلقي به آخرون، هم مَن ينظرون اليوم إلى هذا اللقاء، وأن الشباب هم مَن يطالبوننا بوضوح بأن نقضي بشكل نهائي على ما لفقدان وهدر الغذاء من تبعات على الأشخاص وعلى الأرض، كما ويطالبوننا بوعي أكبر كي لا تتكرر هذه الأفعال الضارة.

وتابع الأب الأقدس أن آفة فقد الغذاء وهدره تثير القلق مثل آفة الجوع التي تضرب البشرية بقسوة، وقال: إنه يربط بين هاتين المأساتين لأنه يعتبرهما مشتركتين في جذر واحد، ألا وهو الثقافة السائدة التي نزعت عن الغذاء قيمته جاعلة منه مجرد سلعة تبادلية، وتضاف إلى هذا اللامبالاة العامة إزاء الفقراء، إلى جانب غياب العناية بالخليقة وما لذلك من تبعات ضارة.

وتابع البابا فرنسيس أن كل هذه التصرفات، التي يمكن اعتبارها ناتجة عن الأنانية، تجعل من جهة كثيرين يتخلصون بشكل غير مسؤول ومبالغ فيه من خيور أساسية، وتؤدي من جهة أخرى إلى عدم الاستياء أمام رؤية أعداد كبيرة من الأشخاص الذين لا تتوفر لهم ضروريات العيش، وأضاف قداسته ان هذه الأنانية تَبرز أيضا في منطق الربح السائد الذي يحدد العلاقات الاجتماعية، وفي الاستغلال غير العقلاني والشرس للموارد الطبيعية.

وشدد قداسة البابا بالتالي على ضرورة أن نقتنع جميعا بالحاجة العاجلة إلى تغير جذري في النموذج، فلا يمكننا بعدْ الاكتفاء بقراءة الواقع من وجهة نظر اقتصادية أو من تطلُّع لا يشبع إلى الربح، وتحدث الأب الأقدس هنا عما للتغذية من أساس روحي وأكد أن التعامل معها بشكل صحيح يستدعي تبَني تصرفات أخلاقية. وحين نتحدث عن الغذاء، واصل البابا، يجب أن نأخذ بعين الاعتبار الخير الذي، وأكثر من أي خير آخر، يضمن الحق الأساسي في الحياة، إلى جانب كونه أساس العيش الكريم لكل شخص، يجب بالتالي التعامل مع التغذية باحترام لما تتضمن من قدسية تنطلق من القدسية الأساسية لكل شخص والتي تعترف بها تقاليد ثقافية ودينية كثيرة.

وأراد البابا فرنسيس التشديد في رسالته على أنه لا يمكن أبدًا اعتبار الغذاء مشكلة، كما ولا يمكننا الاستمرار في اعتبار النمو السكاني في العالم سبب عجز الأرض عن تغذية الجميع بشكل كافٍ، وذلك لأن الأسباب الحقيقية لانتشار الجوع في العالم هي غياب رغبة سياسية ملموسة في توزيع خيور الأرض بشكل يجعل الجميع يستفيدون مما تهبنا الطبيعة، وأيضا التوزيع المستهجَن للغذاء انطلاقا من التطلع إلى المكاسب الاقتصادية. وتحدث الأب الأقدس بعد ذلك عن هدر الغذاء كشكل من ازدراء متعجرف لكل ما هو خلف إنتاج الغذاء من وجهتَي النظر الاجتماعية والإنسانية، فالإلقاء بالغذاء يعني عدم تقدير التضحية والعمل والطاقة المستخدمة لتوفير غذاء جيد النوعية، كما ويعني ازدراء مَن يجتهدون يوميا في قطاعات الزراعة والصناعة والخدمات.

وعن كيفية إنهاء فقد الغذاء وهدره قال البابا فرنسيس إن من الضروري استثمار موارد مالية وتوحيد النوايا والانتقال من التصريحات إلى اتخاذ قرارات بعيدة النظر وحاسمة، ولكن يجب في المقام الأول تعزيز قناعتنا بأن الغذاء الملقى به هو إساءة إلى الفقراء، وتابع قداسته أن من الضروري أن يدفع حس العدل إزاء المعوزين كل واحد منا إلى تغيير حاسم في العقلية وفي التصرفات.

وأكد قداسته أن ما نلقي به في القمامة هو غذاء نسلبه بظلم من أيادي مَن هم محرومون منه، كما وشدد على ضرورة إنعاش وعينا بالانتماء إلى عائلة بشرية واحدة.

وفي ختام رسالته أكد البابا فرنسيس تضرعه إلى الله كي تعود عائلة الأمم عائلة حقيقية وأن تلمس تلك الفسحة التي يغلب فيها الوفاق والسخاء والمساعدة المتبادلة والمُحبة بين الأخوة، كما وشكر الأب الأقدس منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة على كل ما تقوم به من مبادرات وبرامج من أجل إنهاء فقد الغذاء وهدره.

(راديو الفاتيكان)

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى