
اغتيال الصحفيين – الأب رفيق جريش
قدمت لنا جريدتنا الغراء “المصري اليوم” يوم الثلاثاء 12 أغسطس 2025 ملفاً خاصاً عن “اغتيال الصحفيين” في غزة من قبل جيش الاحتلال الإسرائيلي، وأوضحت ما أصبح معروفاً عالميا عن الانتهاكات الإسرائيلية تجاه الصحفيين الفلسطينيين والغزاويين بعد أن منعت تماماً دخول أي تواجد لصحفي من الصحف العالمية في غزة، وذلك بهدف عدم نشر هذه الجرائم عالميًا، ولكن بفضل العمل الجبار للصحفيين الفلسطينيين صار العالم كله يعرف عن المجازر التي تتم في غزة فهؤلاء قدموا انفسهم شهداء من أجل بلادهم والمآسي التي تتم فيها، والمجاعة التي طالت الجميع منهم الصحفيون ذاتهم الذين يقومون بتغطية وتوثيق كل الانتهاكات الإجرامية الإسرائيلية.
وإليكم بعض الأرقام التي أصدرها المكتب الإعلامي الحكومي في غزة ونقابة الصحفيين الفلسطينيين حسب ما ورد في جريدة المصري اليوم؛ ارتفع عدد الشهداء الصحفيين في غزة إلى 238، و665 شهيدا من أقارب وعائلات الصحفيين. الاحتلال نفذ 739 انتهاكا بحق الصحفيين والعاملين في قطاع الإعلام خلال النصف الأول من 2025، وتسبب بـ66 إصابة بالرصاص والشظايا، واغتيال 41 شهيد من أقارب الصحفيين، وتسبب بـ70 حالة استهداف مباشر بالرصاص، 25 حالة اعتقال، 228 منع من التغطية والاحتجاز،36 حالة ضرب واعتداء الجسدي، 32 تدمير منازل صحفيين، و30 مصادرة وتحطيم معدات.
إسرائيل التي كانت تقدم نفسها كواحة الديموقراطية الوحيدة في الشرق الأوسط، ظهرت على حقيقتها أمام أعين العالم كله، وآخرها استهدافها المتعمد لخيمة الصحفيين غرب مدينة غزة واستشهاد 6 صحفيين فلسطينيين. وعلى إثر ذلك انتفض العالم والجماعة الإعلامية لتلك الجرائم.
وأشار المرصد الأورومتوسطى إلى أن إسرائيل حولت حربها المروعة المتواصلة على قطاع غزة -منذ 22 شهرا- إلى “مقتلة” للصحفيين الفلسطينيين عبر استهدافهم في مقار عملهم بشكل منهجي في مسعى لفرض تعتيم إعلامي حقيقي وشامل على القطاع بأكمله. ووثق المرصد الأورومتوسطى مقتل أكثر من 230 صحفيا من جميع الفئات الإعلامية العاملة في قطاع غزة، فضلا عن إصابة واعتقال العشرات، بما يمثل أكبر حصيلة دامية لضحايا من الصحفيين أثناء الحروب والنزاعات في التاريخ الحديث.
إن استهداف إسرائيل للصحفيين في غزة جاء مع سبق إصرار وترصد، إذ لم تترك لهم أي مكان آمن، فهاجمتهم خلال عملهم وهم يرتدون ستراتهم الصحفية المميزة في الميدان، وفى الخيام المقامة قرب المستشفيات، لتيسير التغطية الإعلامية، وحتى داخل منازلهم مع أسرهم، حيث جرى تدمير البيوت فوق رؤوسهم فضلا عن قصف وتدمير المقار الإعلامية بشكل مباشر.
ودعا الأورومتوسطى لحقوق الإنسان، ونحن نؤيد ذلك بشدة، إلى فتح تحقيق دولي مستقل في جرائم إسرائيل بحق الصحفيين، لاسيما بالنظر إلى سجلها في استهدافهم بالأرض الفلسطينية المحتلة وبخاصة خلال جريمة الإبادة الجماعية في قطاع غزة وإنهاء واقع الإفلات من العقاب الذي أدى على مدار سنوات إلى زيادة وتيرة استهداف الصحفيين.
العالم كله أدان قتل الاحتلال الإسرائيلي للصحفيين وذلك لتكميم الأفواه الحرة ولكن إلى متى ستستمر هذه الجرائم، رحم الله الزملاء الصحفيين شهداء الواجب وأدخلهم فسيح جناته.