أخبار مشرقية

مسيحيو الموصل يرمّمون كنائسهم المدمرة ويبحثون عن ضمانات للعودة

أفاد تقرير بريطاني بأن تنظيم داعش الإرهابي حول كنائس الموصل إلى مراكز تعذيب وإعدامات ونشاطات عسكرية، منوهاً إلى أن المسيحيين يحاولون إعادة ترميمها بعد تحرير المدينة.و

ذكر تقرير لمجلة (كريسجيانتي) البريطانية ترجمته (المدى)، أن “تنظيم داعش الإرهابي عندما اقتحم مدينة الموصل، مركز محافظة نينوى، في حزيران 2014، قام بتدمير معالم المدينة التاريخية ومن بينها أقدم كنائس المسيحيين في المنطقة”.

وأضاف التقرير، أن “التنظيم خلال احتلاله لنينوى حول كنائس الى مراكز تعذيب واعدامات ومصانع قنابل وميادين رمي ومراكز لتدريب الأطفال على حمل السلاح”.

وأشار، إلى أن “تنظيم داعش وقبل ان تبدأ معارك استرجاع المدينة قام بتدمير جميع اللوحات الفنية في الكنائس وسرقة مخطوطات نادرة كانت موجودة فيها”.

وأوضح التقرير، أن “أكثر من 30 كنيسة قد تم تحويلها او الحاق الضرر بها او تدميرها”، لافتاً إلى ان “الكثير من هذه الأبنية كانت تمثل كنائس قديمة يعود تاريخها لبداية المسيحية في العراق”.

وبين أن “احدى الأمثلة على ذلك هي كاتدرائية مار توما للسريان الارثوذوكس في الموصل القديمة التي يعتقد ان تاريخ بنائها يعود لأكثر من 1500 سنة مضت، وهو الموقع الذي عاش فيه القديس توما اثناء مكوثه في المدينة خلال القرن الأول”.

وشدد التقرير، على أن “أكثر من 50 ألف مسيحي كانوا يعيشون في الموصل العام 2003، اما اليوم فان اعداد قليلة من 70 عائلة قد عادت الى المدينة”.

وأورد، أن “الأب ايمانويل كالو راعي كنيسة البشارة للسريان الكاثوليك في شرق الموصل، كان من أوائل المسيحيين العائدين للموصل بعد تحريرها من تنظيم داعش الارهابي عام 2017″، ولفت التقرير، إلى ان “كنيسة كالو والأبرشية المحيطة بها كانت قد تحولت الى حطام”.

ويقول كالو، إن “الكنيسة خلال زيارتي الأولى لها بعد الحرب وجدتها محطمة، نظرت الى ركام الأحجار وتذكرت مراسيم قداس أيام الاحد التي كانت الكنيسة تكتظ بمجاميع الزوار ولم تكن هناك مقاعد كافية لهم”.

وأضاف التقرير، أن “الاب ايمانويل كالو كان قد جمع أموالا من تبرعات لإعادة بناء كنيسة البشارة التي كان يرعاها على مدى 15 عاماً وتمت إعادة افتتاحها رسميا في عام 2019”.

وأوضح، أن “يوحنا يوسف، 64 عاماً، كان قد اجبر على مغادرة الموصل في عام 2006 عندما هدده تنظيم القاعدة الإرهابي في حينها بخطف أولاده ما لم يدفع فدية”.

وذكر يوسف “لم أزل احتفظ ببيتي في الموصل، انا لم أقدم على بيع بيتي او تأجيره؛ لأننا كنا نعيش الأمل بالعودة للبيت يوماً ما، سهل نينوى يعتبر مركز تجمع المسيحيين وتاريخهم وارثهم في المحافظة، والموصل تعتبر رمز حريتنا الدينية.”

ورأى يوسف، أن “ضمانات السلامة ليست كافية لتشجيع المسيحيين الاخرين للعودة، كثير منهم قد فقد الامل وبنى له حياة جديدة من أماكن أخرى”.

أعرب يوسف عن أمله، بأن “يحتفظ المسيحيون في الموصل بممتلكاتهم، الكثير من البيوت محطمة ومنذ تحرير المدينة لم يعد سوى 100 شخص يسعون لاسترجاع مهنهم القديمة لتأمين حياتهم وحياة عوائلهم، وكان للأب ايمانويل دور في تشجيع المسيحيين الاخرين للعودة الى المدينة، وان كنيسة البشارة تعتبر رمزا لبقاء المسيحيين.”

ونوّه التقرير، إلى أن “الشماس نبيل من مدينة الموصل استقر أيضا للعيش في مدينة دهوك بإقليم كردستان ويتمنى ان يعود يوما مرة أخرى للعيش في الموصل مع عائلته، يقول انه اعتاد ان يحضر قداس يوم الاحد في كنيسة البشارة في الموصل مع عائلته منذ ان تمت إعادة بنائها”.

وقال الشماس نبيل، “عندما عدت للمرة الأولى للموصل في عام 2017 غمرني الحزن كثيراً عند رؤيتي لحطام الكنيسة، وبعد ذلك قررت الذهاب للكنيسة عند إعادة اعمارها، الكنيسة ليست فقط بناية ولكنها رمز لبقائنا وتجمعنا.”

ومضى التقرير، إلى أن “هيثم وعائلته فروا من مدينة قرة قوش في سهل نينوى عند مجيء تنظيم داعش الإرهابي، وذهبوا الى منظمة دار إغاثة المتضررين الخيرية في شمالي البلاد، ومنذ ذلك الحين ساعدت المنظمة الخيرية في إعادة اعمار بيتهم وتزويده بمنحه إقامة مشروع صغير يوفر لهيثم وعائلته مصدر عيش من خلال محل بيع المحاصيل الزراعية”.

(المصدر الاقباط اليوم)

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى