روحانيات مسيحـية

البابا يحدث المؤمنين على أهمية أفعال التقدمة والشكر والمقاسمة

في صلاة التبشير الملائكي مع وفود الحجاج والمؤمنين المحتشدين في ساحة القديس بطرس بالفاتيكان؛ توقف البابا فرنسيس في كلمته عند معجزة تكثير الأرغفة الخمسة والسمكتين التي صنعها الرب يسوع، مشيرًا إلى أهمية التقدمة والشكر والمقاسمة.

وقال البابا فرنسيس أيها الأخوة والأخوات: إن إنجيل اليوم يحدثنا عن معجزة أرغفة الخبز والسمكتين، والمعجزة هي آية أو علامة تضمنت ثلاثة أفعال كررها يسوع خلال العشاء الأخير، ما هي هذه الأفعال؟ إنها التقدمة والشكر والمقاسمة.

مضى الحبر الأعظم يقول: إن الفعل الأول هو التقدمة، إذ إن الإنجيل يخبرنا عن وجود فتى كان يحمل خمسة أرغفة وسمكتين، وهو الفعل الذي نقر من خلاله بأنه لدينا شيء جيد يمكن أن نقدّمه، ونقول “نعم” حتى عندما يكون ما نملكه قليلاً جداً مقابل الاحتياجات، وهذا الأمر يُسلط عليه الضوء خلال القداس، عندما يقدّم الكاهن، على المذبح، الخبز والخمر، وكل واحد يقدم ذاته، وحياته الخاصة.

ولفت فرنسيس إلى أن هذا الفعل قد يبدو أمراً قليل الأهمية عندما نفكر بالاحتياجات الهائلة للبشرية، تمامًا كما كانت الأرغفة الخمسة والسمكتان إزاء حشد من آلاف الأشخاص، ويظهر أن الله صنع منها أكبر معجزة، جاعلًا نفسه حاضراً في وسطنا من أجل خلاص العالم.

تابع البابا فرنسيس كلمته متوقفاً عند الفعل الثاني ألا وهو رفع الشكر، مشيرًا إلى أن الامتنان هو عندما نقول للرب بتواضع وبفرح أيضًا إن كل ما أملكه هو عطية منك يا رب، وكي أشكرك أستطيع أن أعطيك كل ما منحتني إياه أنتَ في المقام الأول، بالإضافة إلى ابنك يسوع المسيح، مرفقاً هذه التقدمة بما يمكن أن أقدمه لك، ماذا أستطيع أن أقدم للرب؟ تساءل البابا. محبتي المتواضعة، أن أقول للرب إني أحبك. حبنا صغير، لكن عندما نقدمه للرب، إنه يقبله.

ووصل البابا إلى الفعل الثالث والأخير، أي المقاسمة، وقال: إنه خلال القداس يتقدم المؤمنون من المذبح للمناولة، أي لتناول جسد الرب ودمه، الذي هو غذاء للجميع، وهذه المناولة هي تعبير عن الشركة وهي لحظة رائعة الجمال، تعلمنا كيف نعيش كل فعل محبة كهبة من النعمة: هبةٌ لمن يمنح ولمن ينال في الآن معاً.

بعدها سأل البابا المؤمنين الحاضرين في الساحة الفاتيكانية ومن تابعوه عبر وسائل التواصل؛ ما إذا كانوا فعلاً يؤمنون، بنعمة الله، أن لديهم شيئا فريداً يقدمونه للأخوة، وإذا ما كانوا ممتنين للرب على العطايا التي يعبر لهم عن محبته من خلالها، وإذا ما كانوا يعيشون المقاسمة مع الآخرين كفترة من التلاقي والاغتناء المتبادل.

(راديو الفاتيكان)

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى