تحسين جودة الطرق وإنشاء الكبارى؛ من أجل إعادة هيكلة بنية التخطيط العمرانى وحل الأزمات المرورية المتعددة، لا يمكن إغفال الهدف الأساسى وراء مشاريع الطرق الجديدة في مصر، فالأمر مرتبط أيضاً بخطة التنمية المُستدامة التي تهدف إلى النهوض بالاقتصاد المصري. تعتبر شراييناً تربط بين محافظات القاهرة المُختلفة، بل وتعمل أيضاً الكباري الجديدة في مصر على مُراعاة النظم الداخلية لحركات التنقل الداخلى فمنظومة النقل الذكي باستخدام أحدث أساليب تكنولوجيا المعلومات فى إدارة منظومة النقل، واستخدام أحدث أجهزة البوابات الإلكترونية، الحساسات والموازين، الكاميرات والرادارات بهدف رفع مستويات الأمان على شبكة الطرق والحد من الحوادث. ما قيمة الكباري الجديدة والطرق الواسعة والمدن الحديثة ومليارات الجنيهات المصروفة إذا سلوكياتنا ظلت كما هي وربما أسوأ، نعم تم ضبط سرعة السيارات في بعض المناطق ولكن شوارعنا أصبحت عشوائية بدرجة الأمتياز، فالسيارات تدخل عكس الإتجاه خاصة في الشوارع الصغيرة لكي تسد الحركة وتشلها ناهيك عن التكاتك فمن فوضى مواقف الميكروباص إلى التكاتك التى تسير عكس الاتجاه إلى عبث الموتوسيكلات، والاستخدام الهستيرى لآلات التنبيه، مما يعرض حياة السائقين والركاب للخطر، ويتسبب في اختناقات مرورية، إضافة إلى فضلاً عن السير برعونة في الشوارع الرئيسية وعلى الطرق السريعة.وبائعى الفاكهة الذين يفترشون الطريق والمقاهى التى تحتل الأرصفة، كلها مظاهر عشوائية للحياة اليومية فأصبحت العشوائية أسلوب حياة. القهاوي عفواً الكافيهات تفرش الأرصفة بدون ظابط ولا رابط، الزبالة لا ترفع بل تظل أياماً حتى ترفع. إن انهيار الأخلاق له أسبابه التى نعلمها وأولها الفقر، فلا يمكننا أن نتجاهل قضية الفقر كسبب لفساد الأخلاق، فحين يدخل الفقر من الباب تهرب الأخلاق من الشباك، وتختفى كل أركان القيم والفضيلة أمام احتياجات البطون الجائعة.
صدق أو لا تصدق في المناطق التي يقال عنها راقية حيث السفارات وحضور الرئاسة والوزارات الهامة والشقق والمكاتب والمحلات التي تتعدى إيجارها عدة ملايين.
ما قيمة هذه المشاريع الكبيرة والضخمة والتضحيات التي يتكبلها المواطن قبل الحكومة لو كان سلوكنا عشوائي وأجهزة الدولة المعنية بالمرور والمحليات وغيرها نيام لا تعمل وتترك الشارع على غايته.
أدعو أجهزة الإعلام والمدارس والجامعات إلى تخصيص وقت للسلوكيات لإعادة الإنضباط للشارع المصري،فإذا كان الشارع عشوائياً أنسحبت هذه العشوائية على حياتنا كلها وأصبح أسلوب حياة، فسيتعثر أي تقدم نعمله وستتحطم هذه الشوارع الكبرى على صخرتها.
هذه صرخة الكثيرين من المواطنين الرافضيين للعشوائية ومتشوقون للإنضباط والمنهجية في حياتنا من أجل إنقاذ المواطن المصرى، فبناء وتقدم المجتمع يحتاج إلى مواطن صالح نافع لأهله ووطنه.