1ـ ووقف يسوع المسيح أمام قبر لعازر وبكى مع اخوته مريم ومرثا ومع الجموع التي كانت تنتحب أمام القبر (يوحنا 11 / 35) يسوع بكى صديقه لعازر وبكى على الإنسان ومع الإنسان، بكى على الإنسان على خطايا الإنسان ووحشية الإنسان تجاه أخوه الإنسان ويسوع مازال يبكى على الإنسان الذي لا تعرف المحبة طريقاً إلى قلبه فها هو يزداد توحشاً فيسرق ويسبي ويذبح ويقتل أخوه الإنسان هنا وهناك وكثيراً من الأحيان باسم الله.
2ـ ويسوع أيضاً يبكى مع الإنسان أي مع الإنسان المتألم المريض، النازح والمقتول والجائع والمتشرد.
3 ـ ولكن أيضاً مع الإنسان التائب الذي يبكى خطاياه وخطايا إخوته، ” طوبى للمساكن بالروح فإن لهم ملكوت السموات ” يبكي مع الإنسان هذا البكاء الذي يغسل القلب والضمير ويغير مسار الحياة، هذا القلب المنتظر لرجاء القيامة ينتظر خروج نور الفصح ليس من قبر المسيح بل من قلب الإنسان وظلمات نفسه.
4ـ نحن نحتفل اليوم بعيد الشعانين “ونهتف هوشعنا في الأعالي مبارك الآتي باسم الرب “نعم، “مبارك الآتي في قلوبنا وعائلتنا وضمائرنا “. فاليوم ونحن نحتفل هذا الاحتفال العظيم أفكارنا تذهب روحياً إلى المشردين والنازحين من العراق وسوريا وتركيا والذين يحتفلون بأحد الشعانين في العراء في الأكواخ بعيداً عن بيوتهم وكنائسهم وأديرتهم
1. ونهتف معهم “مبارك الآتي باسم الرب” هذا الهتاف الذي يجعلهم يصمدون.
2. وهذا الهتاف الذي جعل 21 مصري في ليبيا يرددونه قبل أن يذُبحوا.
3.هذا الهتاف الذي نردده يومياً ليس قولاً بل فعلاً عندما نبكي مع يسوع على الإنسانية التي تئن من أعمال الإنسان نفسه. بهذا المنظور نحتفل هذا العام بالفصح متضرعين إلى الله أن يعطينا عبوراً من الإنسان المتوحش إلى الإنسان المتأنس الذي هو على صورة الله ومثاله.
5ـ و نسمع صوته للإنسان كما للعازر “لك أقول هلم خارجاً” ويقول لأخوه الإنسان ـ حلو الأربطة….
6ـ فرائحة الموت والعتق سنحولها لرائحة المسيح الذكية فتكون كرازة لي بشخصك.