في جو ساحر حيث عبق التاريخ وفي وسط الأثار المصرية الفرعونية شهد المتحف المصري الكبير والجديد المقابل للأهرامات سهرة فنية بامتياز حيث كل شيء ينطق بالفن القديم فن الأجداد بروائعهم وفن الأحفاد بأبداعهم حيث نظم حفلاً موسيقياً بقيادة المايسترو نادر عباسى الكبير والفنانة العالمية فاطمة سعيد وأقيم الاحتفال في بهو المتحف أمام تمثال الملك رمسيس الثاني، وذلك في إطار مجموعة من الحفلات والفعاليات الثقافية والفنية التي أعلن المتحف تنظيمها قبل الافتتاح الرسمي. يعتبر المتحف المصري الكبير واحداً من أكبر متاحف العالم، فھو أكبر مشروع حضاري وثقافي عالمي یتم تنفيذه في الوقت الراهن. تم تصمیمه لیكون بمثابة بوابة عبر الزمن لتتلاقى حضارة ٥۰۰۰ عام مع الحضارة الحديثة.
وشهد الحفل حضورًا واسعاً مع إشادة الجمهور بالعروض، التي مثلت منتجاً راقياً كأفضل عرض وترويج لمكانة مصر، تمهيداً لافتتاح له صدى كبير عالمي سيحضره شخصيات عالمية ستروج ليس فقط للسياحة ولكن لتاريخ مصر الذي يمتد لأكثر من 7000 سنة.
وتضمن الحفل الأسبوع الماضي عدداً من الأعمال الكلاسيكية والموسيقى الشرقية، بما يتناسب مع احتفال الأول من نوعه مع نهج المتحف المصري الكبير في دعم التراث الثقافي وإلقاء الضوء على الأنشطة الثقافية والفنية.
وأعلن المتحف المصري الكبير، استضافة بعض الأحداث والفعاليات الثقافية والفنية الخاصة، ضمن التشغيل التجريبي قبل الافتتاح، إضافة إلى زيارات لبعض الأقسام، منها المسلة المعلقة والصالة الرئيسية ومتحف الأطفال والواقع الافتراضي والحدائق والمطاعم والمحال التجارية. المتحف المصري الكبير ليس متحف فحسب، بل صمم ليكون مجمعاً ثقافياً سياحياً ترفيهياً ومركزاً للبحث العلمي ليكون قبلة للباحثين الأثريين من كافة أنحاء العالم. يضم مخازن ومركز لصيانة وترميم الآثار بالإضافة إلى مساحات واسعة تشمل عدد من الفرص الاستثمارية الواعدة والمتمثلة في مركز للمؤتمرات، دور عرض حديثة، عدد من المحال التجارية، مطاعم والكافتريات والساحات المكشوفة التي تصلح لإقامة الفعاليات الثقافية والترفيهية على خلفية بانوراما الأهرامات.
وتستعد مصر لخطف أنظار العالم، بنحو 100 ألف قطعة أثرية سيتم عرضها في افتتاح تاريخي للمتحف يليق بعظمة الحضارة المصرية. فمصر بتاريخها تغزو العالم بقوتها الناعمة من تاريخ وفن ورقي يبهر العالم ونحن لا نستطيع أن نفعل ما هو أكثر ولكننا على الطريق الصحيح والمستقيم.
افتتاح المتحف غير محدد له تاريخاً نهائياً ولكن أقترح أن يتزامن مع إفتاح المتحف أن يفتتح أيضاً بالتوازي معه العاصمة الإدارية الجديدة ويحضر الرؤساء والملوك والزعماء ليس افتتاحا واحداً يعظم ويكرم الماضي بل افتتاحا ثانياً يعظم المستقبل وأن مصر ليس فقط تاريخ ماضيِ ولكن تاريخاً حاضراً وتاريخاً مستقبلياً، فنحن لسنا مأثورين في الماضي ولكننا شعب يتطلع إلى مستقبل نحن نصنعه بأيدينا، يا ليت الاقتراح يجد صدى لدى المسؤولين.