بالأمس القريب كان يوم كما أعلنته الأمم المتحدة ” اللاجئ العالمي” وهو اليوم الذي يدعو العالم للتفكير والتأمل في موضوع أصبح خطير وهو المهاجرين والمهجرين، مهاجرين ومهجرين داخل أوطانهم أي ينتقلوا من مكان فيه خطر حرب أو مجاعة أو اضطهاد إلى مكان أخر أكثر أمنا داخل الوطن الواحد.
وهناك مهاجرين يتركون بلادهم إلى بلاد أخرى، أيضًا بسبب الحرب مثل سوريا ولبنان والسودان أو لضيق ذات اليد فيظنوا إن البلاد الغربية تقدم فرص مغرية لهؤلاء الشباب إلى أن يكتشفوا الحقيقة المرة بأن العيش ببلاد غريبة مع عادات مختلفة شيء صعب جداً ناهيك عن أن قبولهم في تلك المجتمعات ليس بالشيء الهين وفي الغالب يتولى المهاجرون الوظائف أو الأعمال الدونية التي يلفُظها أصحاب البلد انفسهم .
حسب إحصائيات الأمم المتحدة هناك ٢١٠ مليون مهاجر في العالم وفي الغالب هم من الدول الأفريقية التي تعرضت لحروب أهلية وقبلية وفساد حكم إضافة إلى التصحر، رغم أن الموارد الأفريقية عظيمة فهي من أغنى إذ ليس أغنى قارات العالم قاطبة .
حيث الذهب والفضة والماس والبترول والغاز والأرض الخصبة والعمالة الرخيصة ولكن لأسباب كثيرة لن نخوض فيها الآن ظلت القارة الأفريقية في الفقر بل افتقرت، وتسبب ذلك في نزوح الكثيرين من بلد إلى بلد أو المغامرة للذهاب إلى أوروبا وعبور البحر المتوسط وأحيانا المانش وصولاً لبريطانيا والاستعداد للموت من أجل هذا العبور كما رأينا في مآسي ما جرى في الأيام الأخيرة البلاد الغربية في مجملها تستقبل بعض المهاجرين والمهجرين رغم أن جميعهم يشتكون بأنهم وصلوا لنقطه التشبع، مما سبب لهم مشاكل اجتماعية حادة خاصة انهم لم ينجحوا في دمج المهاجرين الجدد في مجتمعهم.
أما في مصر، البلد المضياف والتي استقبلت كثير من اللاجئين منهم النبي إبراهيم والسيد المسيح وعائلته تستضيف ٩ ملیون مهاجر من سوريا ولبنان واليمن والسودان وليبيا و العراق وغيرهم فهم ضيوف وأخوة لمصر والمصريين ونحن نستقبلهم بكل قلوب مفتوحة ونتقاسم معهم اللغة والسكن والمدرسة والجامعة والعمل مع بعض المساعدات من المجتمع الدولي التي لا تكفي كل البنود موضوع الهجرة والمهجرين والمهاجرين سيكون من الأزمات الكبرى في السنوات القادمة حيث يبدو الحل بعيداً وفي العالم أجمع أصبح موضوعاً مسيساً للأسف دون النظر لاحتياجات الناس لذا ندعو الأمم المتحدة أن تنظم خطط جريئة وجديدة تحفظ للإنسان المهاجر كرامته وتحد من أسباب التهجير ولا يكون الإنسان مادة صراع بين الدول والجيوش والحروب الأهلية، كيف يكون ذلك ؟ هذا ما يجب دراسته بعمق.