Uncategorized

ملف الزيارة الرسولية إلى منغوليا.. الكاردينال مارينجو: كلمات البابا في منغوليا أثّرت أيضًا على غير الكاثوليك

في جوابه على سؤال حول تقييمه الشخصي لزيارة البابا فرنسيس قال الكاردينال مارينجو أود حقًا أن أقول إنها نعمة كاملة، لا أعرف كيف أصفها بشكل مختلف، عطيّة كبيرة نلناها، ومثل أي عطيّة مجانية، بمعنى أنها تجاوزت آمالنا وتوقعاتنا. كل العمل، والجهد أيضًا في الإعداد، لأن واقعنا، صغير جدًا لدرجة أننا لم نكن نملك الوسائل والأشخاص المناسبين لحدث من هذا النوع، ومن ثم تغلب على هذا كلّه فرح وجود الأب الأقدس معنا، وشهادته المتواضعة والبسيطة والقريبة التي خلقت على الفور انسجامًا مع الناس، ومع أشخاص من كل الخلفيات الممكنة.

تابع الكاردينال مارينجو مجيبًا على سؤال حول معنى رؤية شخصية عالمية مثل البابا فرنسيس تأتي إلى منغوليا وتتحدث وتُعرّف عن نفسها وتُعلن عن دورها وقال لقد تلقيت عدة تعليقات إيجابية جدًّا من أشخاص، معظمهم غير مرتبطين بالكنيسة، حول كيف تمكن البابا من أن يسلط الضوء على جمال وأصالة هذا الشعب؛ فقد احتوت خطاباته حقًا على عناصر جعلت الناس يشعرون بالفخر لكونهم على ما هم عليه، لأنه قد أعطى فسحة كبيرة لجمال هذا الشعب وغناه وتقاليده وتاريخه. وبالتالي فإن رؤية زعيم ديني ذي شهرة عالمية يأتي إلى هنا جسديًا، حتى مع العنصر الضعيف الذي يميزه بسبب أمراضه الصحية، ويحمل رسالة الأخوة والتعاون والوئام هذه، قد أثّرت بالتأكيد في قلب هذا الشعب، وقد ساهمت أخيرًا في معرفة شخصه وما يمثله، والتي حتى عشية مجيئه، لم تكن دقيقة جدًا، لا بل ربما كانت سطحية أيضًا بعض الشيء.

أضاف الكاردينال مارينجو مجيبًا على سؤال حول إعادة إطلاق البابا لدور منغوليا على الساحة الدولية للسلام العالمي وإن كان واقع أنه قد وجّه رسائل إلى البلدين الجارين روسيا والصين قد طغى على الزيارة قليلاً أو أعطى زخماً جديداً لهذا الدور العالمي الذي يطلبه البابا من منغوليا وقال أعتقد أن شهادة البابا للسلام، كرسول سلام أو كما وصف هو نفسه عدة مرات كحاج، ومسافر سلام، قد ساعد بالتأكيد على خلق منظور معين، وكذلك أيضًا شعار الزيارة “الرجاء معًا” يعني أن هناك رجاء، وأنّه لا يتمُّ تحديد كل شيء فقط من خلال منطق الحساب والقوة والمراوغة والمصالح، وإنما هناك عالم روحي وأخلاقي مؤسس على علاقات حقيقية يمكنها أن تخلق الشروط من أجل سلام دائم، وأعتقد أن واقع أنَّ البابا قد وضع نفسه كرسول سلام بطريقة بسيطة ومباشرة جدًا، قد ساهم أيضًا في قراءة الزيارة بعين صحيحة، بدون تقديم حجج ربما لم تكن مقصودة، وإنما من خلال الانفتاح على الرسالة في حد ذاتها أي أن كل شعب – بغض النظر عن حجمه ووزنه النسبي – لديه مسؤولية بناء السلام. وقد اختبر المغول ذلك مع السلام المغولي، كما ذكر قداسة البابا نفسه، لقد كان ذلك حقيقة وربما يمكننا حقًا أن نتعلم من هذه الخبرات في حاضرنا.

تابع الكاردينال مارينجو مجيبًا على سؤال حول إن كان يمكن لهذه الزيارة أن تؤدي فعليا إلى الحرية الدينية واحترام الحقوق والتعايش السلمي بين الأديان وقال نأمل جميعًا أن تنمو هذه البذرة التي زرعتها زيارة البابا فرنسيس وتترسخ وتصبح واقعًا أكثر فأكثر. وأن تصبح هذه الرسائل المنقولة بشجاعة، وبصراحة، برامج ملموسة للحياة والتعاون. ولدينا آمال كبيرة في أن يصبح هذا كلّه مسار حقيقيًا، ومسيرة ملموسة لأننا نعلم أن هذا البلد أيضًا يفي بوعوده. لذلك نحن على يقين من أنه ستكون هناك نتائج إيجابية.

وخلص المدبّر الرسولي لأولانباتار حديثه مجيبًا على سؤال حول النتائج التي ينتظرها كراع لكنيسته الصغيرة وقال أولاً النمو، وتعميق الإيمان الأساسي، في إعادة الاكتشاف الجديد دائمًا لجمال الإيمان الذي سيتحول بالتأكيد إلى تجذر أعمق وأكثر فعالية، وبالتالي أيضًا في القدرة على التعبير عن هذا الإيمان وعيشه كمواطنين وكمواطنين في بلدهم، إنها عطيّة ومسؤولية أيضًا بالنسبة لنا جميعًا، وهكذا تصبح الكنيسة “الطفلة” بالغة ولكننا نأمل أن تبقى على الدوام في تلك الطفولة الروحية التي ليست تحذلُقًا، بل نظرة موجهة إلى الرب تصبح ملموسة بعدها في الثقة والاستسلام والقدرة على المغفرة والمصالحة.

(راديو الفاتيكان)

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى