معاناة 34 ألف قاصر يتيم.. منظمة فرسان مالطا: الوضع مؤلم جدًا في فلسطين
تحدثت سفيرة منظمة فرسان مالطا لدى فلسطين ميشيل بو حول الأزمة الإنسانية، وليدة الحرب الدائرة في قطاع غزة منذ قرابة الأربعة أشهر داعية إلى العمل على إعادة بناء التعايش السلمي، في وقت سلطت فيه نظيرتها في لبنان ماريا إيميريكا كوتّيزي الضوء على النشاطات الإنسانية التي تقوم بها المنظمة، وسط الكثير من الصعوبات، مؤكدة العزم على الاستمرار في مد يد العون لكل محتاج.
المناطق الحدودية بين إسرائيل ولبنان تشهد اشتباكات مستمرة إزاء استمرار تبادل القصف بين القوات الإسرائيلية وجماعة حزب الله اللبنانية المدعومة من إيران، وقد تعرضت الكثير من القرى اللبنانية لقصف المدفعية وللغارات الجوية الإسرائيلية التي أوقعت ضحايا وسط مقاتلي الحزب والمدنيين أيضا، وفي غضون ذلك يثير تدهور الأوضاع الإنسانية في الأراضي الفلسطينية قلق الجماعة الدولية، لاسيما المنظمات الملتزمة على صعيد النشاط الإنساني، ومن بينها منظمة فرسان مالطا التي تعرضت مستوصفاتها للأضرار في جنوب لبنان لكنها عازمة على الاستمرار في مساعدة المحتاجين.
حيث أكدت سفيرة المنظمة في بيروت كوتّيزي أن أحد المستوصفات التابعة لفرسان مالطا تعرض للقصف، وهو يبعد كيلومترين عن الحدود الإسرائيلية، لافتة إلى أن التجهيزات والمعدات الطبية نُقلت إلى مستشفى ميداني بالقرب من مركز للصليب الأحمر، وأوضحت أن المساعدات لا تقتصر على المرضى وحسب إنما تشمل أيضا النازحين، كما تقوم المنظمة بتوفير البذور للمزارعين من أجل مساعدتهم على سد الاحتياجات الغذائية، هذا فضلًا عن برنامج آخر يشمل توزيع وجبات غذائية يومية ساخنة على المعوزين، وأشارت إلى أن منظمة فرسان مالطا تتعاون كثيراً مع جمعيات من ديانات وطوائف أخرى، لاسيما مع الأطباء الشيعة والسنة.
لم تُخف سفيرة فرسان مالطا في بيروت قلقها حيال تأثير الصراع الدائر في غزة على الأوضاع الصعبة في لبنان، مشيرة إلى التضخم المالي الهائل الذي يمنع الكثير من المواطنين من شراء ما يلزم من المواد الغذائية، واستبعدت أن تصل الحرب إلى بيروت، لافتة إلى أن الصراع الدائر في جنوب البلاد هو بين إسرائيل وإيران. وقالت: إنها لا تعرف ما إذا كان قرار مجلس الأمن رقم ١٧٠١ سيُطبق، والذي يقتضي أن تنسحب الميلشيا الشيعية إلى شمال نهر الليطاني.
وفي سياق متصل تحدثت سفيرة “فرسان مالطا” في فلسطين التي تعرف المنطقة منذ سبعينيات القرن الماضي وقالت إن الوضع آنذاك كان أفضل من الحاضر، كان التنقل الحر ممكناً وكان اليهود يزورون المناطق المحيطة بالقدس بهدف التبضع، لكن بات يوجد اليوم جدار بعلو ثلاثين متراً يلف المدينة، وعبرت عن سرورها بالعودة إلى المنطقة لتلتقي بالعائلات وتزور المستشفى التابع للمنظمة، لكنها في الوقت نفسه قالت: إن الوضع الراهن مؤلم للغاية، وتحدثت عن القلق الشديد السائد في الضفة الغربية إذ لا يعلم الناس ما إذا كانت الحرب ستشملهم أيضا. ولم تُخف ألمها الكبير حيال الأوضاع في غزة، لاسيما إزاء سقوط الكثير من الضحايا في صفوف الأطفال، وأشارت إلى وجود أكثر من 34 ألف قاصر يتيم في القطاع، معتبرة أن الوضع الإنساني يحتاج إلى اهتمام العالم.
وتوقفت السفيرة عند الأوضاع في بيت لحم حيث يعاني الأطفال من سوء التغذية، مشيرة إلى وجود الكثير من الأطفال حديثي الولادة في قسم العلاج المركز في مستشفى العائلة المقدسة، التابع للمنظمة وعبرت عن أملها بأن يأتي اليوم الذي تنعم فيه عائلات المنطقة بأسرها بسلام دائم.
(راديو الفاتيكان)