Uncategorized

مداخلة الكاردينال بارولين في جامعة “كا فوسكاري” بالبندقية لمناسبة تقديم كتاب حول تعاليم البابا يوحنا بولس الأول

شارك أمين سر دولة حاضرة الفاتيكان الكاردينال بيترو بارولين في لقاء عُقد بجامعة “كا فوسكاري” بالبندقية لمناسبة تقديم كتاب جديد بعنوان “تعاليم يوحنا بولس الأول: دراسة تاريخية ولاهوتية من خلال أوراق الأرشيف”.

ألقى نيافته خطاباً لفت في مستهله إلى الدراسات التي جرت برعاية المؤسسة الفاتيكانية “يوحنا بولس الأول” والتي أفسحت المجال أمام التعمق في الإرث التعليمي الذي تركه هذا البابا وذلك في ضوء وثائق الأرشيف المتاحة اليوم.

وبعد أن حيا القيمين على هذه الجامعة ذكر الكاردينال بارولين بالمؤتمر الدراسي الأول الذي نظمته المؤسسة الفاتيكانية في الثالث عشر من الجاري، بالتعاون مع قسم اللاهوت العقائدي في الجامعة الغريغورية الحبرية، وسلط الضوء على تعاليم البابا ألبينو لوتشياني استنادا إلى عدد كبير من الوثائق والكتابات التي تركها البابا الراحل بدءاً من العام ١٩٢٩ ولغاية السابع والعشرين من  سبتمبر ١٩٧٨. وقد سلط اللقاء الضوء على الرسالة التي وجهها إلى مدينة روما والعالم غداة انتخابه في السابع والعشرين من أغسطس ١٩٧٨.

فيما يتعلق بالكتاب الجديد، ذكّر أمين سر دولة حاضرة الفاتيكان أنه بدأ الإعداد له لمناسبة احتفال تطويبه في الرابع من  سبتمبر الماضي، ويُفتتح المجلد بتوطئة للبابا فرنسيس، وقد أُرسلت نسخة عنه إلى جميع الأساقفة الإيطاليين. ووجه هنا نيافته كلمة شكر إلى إقليم فينيتو الذي ساهم في نشر الكتاب في المنطقة التي كانت مسقط رأس هذا الحبر الأعظم.

بعدها ذكر بارولين بأن المؤسسة الفاتيكانية “يوحنا بولس الأول” أبصرت النور برغبة من البابا فرنسيس في السابع عشر من  فبراير ٢٠٢٠، بغية الحفاظ على الإرث المكتوب للبابا لوتشياني والاهتمام بما تركه لنا على الصعيد اللاهوتي والكنسي والثقافي والروحي. وأكد نيافته أن المؤسسة تمكنت – خلال السنوات الثلاث الماضية – من أن تخطو خطوات هامة في مجال تعزيز البحوث والدراسات حول إرث يوحنا بولس الأول، والتعمق فيها ونشرها. ومن بين الخطوات جمع الأرشيف الخاص للبابا الراحل والمجلدات التي كانت موجودة في مكتبته الخاصة، والمحفوظة اليوم في مكتبة بطريركية البندقية.

تابع نيافته قائلا إن الدراسات التي تمت في ضوء أوراق الأرشيف أظهرت مساعي البابا يوحنا بولس الأول لدفع الكنيسة إلى الأمام في الطريق التي رسمها المجمع المسكوني الفاتيكاني الثاني، لاسيما من خلال العودة إلى ينابيع الإنجيل، والتجدد الإرسالي، وشركة الأساقفة والخدمة في إطار الفقر الكنسي، والحوار مع العالم المعاصر، والبحث عن الوحدة مع باقي الكنائس المسيحية والحوار الديني والبحث عن السلام. وفي سياق حديثه عن حبرية البابا لوتشياني القصيرة شدد البابا فرنسيس على أن سلفه، الذي كان يحركه إيمان الشعب المسيحي، تمكن من توجيه نظرة نبوية إلى جراح العالم وشروره، مظهراً مدى حرص الكنيسة على السلام.

هذا ثم شاء المسؤول الفاتيكاني أن يسلط الضوء على الجهود التي بذلها يوحنا بولس الأول من أجل تعزيز المصالحة والأخوة بين الشعوب داعياً إياها إلى التعاون في الحفاظ على السلام في العالم المضطرب وفي احتواء العنف الأعمى الذي يزرع الدمار والموت. وتوقف نيافته عند النداءات العديدة التي أطلقها يوحنا بولس الأول لصالح السلام في الشرق الأوسط، بدءاً من ندائه بعد تلاوة صلاة التبشير الملائكي في العاشر من  سبتمبر ١٩٧٨، عندما دعا قادة مختلف الديانات للصلاة على نية السلام، مقتبساً آيات من القرآن ومن الكتاب المقدس.

وفي مقابلته العامة مع المؤمنين في العشرين من الشهر نفسه تطرق إلى اتفاقات “كامب دايفد”، وتوقف عند كلمات الرئيس الأمريكي الأسبق جيمي كارتر الذي اقتبس كلمات الرب يسوع قائلا “طوبى للساعين إلى السلام”. وفي كلمة وجهها إلى أعضاء السلك الدبلوماسي في الحادي والثلاثين من أغسطس ١٩٧٨ سلط الضوء على النشاط الدبلوماسي للكرسي الرسولي الذي ينبع من نظرة إيمانية.

ولم تخلُ كلمات الكاردينال بارولين عن البابا يوحنا بولس الأول من الإشارة إلى الرسالة التاريخية التي وجهها هذا الأخير إلى أساقفة تشيلي والأرجنتين في العشرين من  سبتمبر ١٩٧٨، في وقت كانت فيه التوترات بين البلدين تهدد باندلاع حرب تم تفاديها بفضل وساطة الكرسي الرسولي، هذا فضلا عن دعم البابا لوتشياني لمفاوضات السلام بين مصر وإسرائيل التي جرت في “كامب دايفد”، وأعرب يوحنا بولس الأول عن أمنيته بأن تؤدي إلى سلام عادل ودائم بين الطرفين، يحل كل المشاكل العالقة. ووجه رسالة إلى الرئيس كارتر أكد فيها التزام الكرسي الرسولي في دعم كل الجهود الهادفة إلى تحقيق السلام في الشرق الأوسط.

( المصدر راديو الفاتيكان)

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى