شهد الأسبوع الماضي حدثاً تاريخياً بكل المقاييس وهي زيارة البابا تواضروس الثاني بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية لأخيه قداسة البابا فرنسيس بابا روما وإن كان هذا اللقاء ليس الأول كما شرحنا في مقال العدد الماضي (لقاء البابوين) إلا أن هذه الزيارة أتسمت بمحطات مضيئة في طريق الأخوة والمحبة بين الكنيستين .
أولى هذه المحطات هي اللقاء المشترك في ساحة القديس بطرس حيث دعا قداسة البابا فرنسيس قداسة البابا تواضروس الثاني لإلقاء خطاباً على المؤمنين الحاضرين وأحسب أن أغلبية الحضور لم يروا بابا قبطياً يخاطبهم ولم يسمعوا من قبل الألحان القبطية التي أنشدها شمامسة الكنيسة القبطية في ساحة القديس بطرس قلب الكنيسة الكاثوليكية .
ثاني هذه المحطات هو اللقاء بحضور الوفدين الفاتيكاني والقبطي والتي أهدى فيها البابا فرنسيس جزء من رفات القديسة كاترينا حامية سيناء وأيضاً أجزاء من رفات الشهداء القديسين الـ21 الذين استشهدوا على يد داعش في خليج سرت في ليبيا عام 2015 وأعلن قداسة البابا فرنسيس أدخال أسماء الشهداء في عداد القديسين بالكنيسة الجامعة وإنشاء هيكلاً لهم.
ثالث هذه المحطات هي صلاة عشية ورفع البخور والقداس الإلهي التي ترأسها قداسة البابا تواضروس الثاني في كاتدرائية القديس يوحنا المعمدان إحدى أربع كاتدرائيات الخاصة ببابا روما لتكون أول احتفال غير كاثوليكي على مذبح كاثوليكي وذلك باستضافة كاثوليكية .
المحطة الرابعة من هذه المحطات هي الزيارات الخاصة التي زارها قداسة البابا لغير القديس بولس وبعض الأماكن الروحية وزيارته لدير الراهبات الصغيرات وهي رهبنة تخدم في مصر في المقطم والفيوم والصعيد والاستماع إلى الراهبات هناك .
قطعاً هناك محطات أخرى مضيئة في هذه الزيارة التاريخية للبابا تواضروس الثاني بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية لأخيه قداسة البابا فرنسيس بابا روما والذي يحب مصر ويكن لها حنيناً خاص.
كل المحطات المضيئة هي خطوات نحو المحبة والأخوة وترفع كثير من اللغط وسوء الفهم وأيضاً سوء النية التي يحلو للبعض اللعب بها بعيداً عن المحبة التي علمنا إياها السيد المسيح .