التقى قداسة البابا تواضروس الثاني بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية للأقباط الأرثوذكس مع قداسة البابا فرنسيس بابا روما يوم 10 مايو الماضي. وتأتي هذه الزيارة الثانية، حيث كانت الأولى في 10 مايو 2013 – وكنت شاهد عيان عليها – وكان كلا البابوين حدثي العهد، وذلك لأحياء ذكرى زيارة مثلث الرحمات قداسة البابا شنودة الثالث ومثلث الرحمات البابا بولس السادس عام 1973، والتي فيها أنهت الكنيستان خلافاً عقائديا دام أكثر من 1450 سنة حول طبيعة السيد المسيح، وذلك منذ مجمع خلقدونيا 451م وتم التوقيع النهائي بين مثلث الرحمات البابا شنودة الثالث ومثلث الرحمات القديس البابا يوحنا بولس الثاني عام 1987.
لكن ما هي أهمية هذه الزيارة اليوم؟ تأتي هذه الزيارة في وقت العالم كله مضطرب، إما من الحرب الروسية الأوكرانية، أو الحرب في السودان، وفي ظل الأزمات الاقتصادية الحادة في العالم أجمع، والتي يحتاج فيها المؤمنين علامة محبة بين القيادات الدينية. إذا كما يقول قداسة البابا بولس السادس “ما يجمعنا أكثر بكثير مما يفرقنا”. فتلك العلامة هي علامة رجاء وأمل، كما من الطبيعي أن يصلي البابوان معاً من أجل السلام في العالم ومن أجل إنهاء كل الحروب والأزمات التي تمس الإنسانية حالياً.
تتبوأ مصر موقعاً مهماً في قلب البابا فرنسيس والذي كان أول من يستقبل الرئيس السيسي في نوفمبر 2014، وقد زار مصر في إبريل 2017 وتلك الزيارة المباركة مازالت عالقة في الأذهان، كما شجع قداسته الزيارات لمصر “على خطي العائلة المقدسة” وباركها.
الجديد في زيارة قداسة البابا تواضروس الثاني للفاتيكان هذه المرة هي الصلاة معاً والمشاركة في اللقاء المفتوح العام الذي يعقده قداسة بابا فرنسيس كل أربعاء لإلقاء تعليمه على المؤمنين. كذلك سيقيم البابا تواضروس صلاة القداس في الكاتدرائية البابوية التي تحمل اسم النبي يوحنا (يحيي) المعمدان، وقد سبق لقداسه البابا أن احتفل في كاتدرائية القديس مرقس في فينسيا بصلاة القداس في الزيارة الأولى عام 2014.
هذه الزيارات المتبادلة تقوي الروابط بين الكنيستين وقيادتهما وتزيدها عمقاً وتفهماً، فلنصلي بقلوب خاشعة للرب من أجل المحبة حتى نصل يوماً للهدف الأسمى وهو وحدة القلوب كما أرادها السيد المسيح.