Uncategorized

كلمة سفير الكرسي الرسولي في مصر في احتفال مرور 11 سنة على انتخاب البابا فرنسيس

صاحب الغبطة الأنبا إبراهيم إسحق سدراك بطريرك الإسكندرية للأقباط الكاثوليك،

أحمد فرغلي نائب وزير الخارجية للشئون الأوروبية والممثل الشخصي للسفير سامح شكري،

وزير الخارجية،

وأعضاء السلك الدبلوماسي والمنظمات الدولية،

الأمير عباس حلمي،

والأمير عبدالعزيز بن طلال بن عبدالعزيز آل سعود.

الشيخ محمد الأمير رئيس جامعة الأزهر للدلتا ورئيس بيت العائلة المصرية (بيت العيلة) والممثل الشخصي للدكتور أحمد الطيب.

السيدات والسادة ممثلي سلطات الدول. السيدات والسادة النواب وأعضاء مجلس الشيوخ،

الدكتور سعد الدين الهلالي، عضو أكاديمية الحياة.

ممثلي مختلف الجماعات المسيحية والإسلامية

الآباء الأفاضل الأخوات الموقرات الإخوة الموقرين، الأصدقاء الأعزاء،

في 13 مارس الجاري سيمر 11 عامًا على انتخاب البابا فرنسيس لكرسي القديس بطرس، حيث الاحتفال بقداس الشكر على خدمته الرسولية، سائلًا أن يساعده الرب في مهمته الدقيقة والمهمة جدًا، سواء للكاثوليك في جميع أنحاء العالم، وأيضا لجميع الرجال أصحاب الإرادة الصالحة.

مع هذا الاستقبال على شرفه، أود أن أذكر بأن رسالة قداسة البابا ليست فقط مراعاة الكنيسة الكاثوليكية، بل أيضا التذكير بالخطوط الرئيسية للقوانين الطبيعية وتعزيزها وتذكير كل شخص بالإرادة الصالحة، بل والأكثر من ذلك بالنسبة لأولئك الذين لديهم وظيفة في الحكومات، مسؤوليتهم الشخصية في تعزيز السلام والعدالة والصالح العام دائمًا. ولهذا السبب، دعا البابا فرانسيس مرة أخرى مؤخرًا إلى الوقف الفوري للصراعات المسلحة.

في الواقع، في هذه الأوقات التي تكثر فيها الحروب بجميع أنواعها، حتى أبوابنا في غزة، في الأراضي المقدسة، في لبنان في السودان واليمن، هناك حاجة طارئة، كزعماء سياسيين ودبلوماسيين ودينيين، لتعزيز كل ما في وسعنا لصالح السلام والعدالة، والعمل من خلال اتصالاتنا وأعمالنا للبحث عن كل ما يمكن أن يخفف معاناة الكثير من الأبرياء. إن الحروب لا تحل شيئًا، ولا تفيد أحدًا سوى تجار الأسلحة، وهي دائما ما تجعل الأضعف يعاني.

كرم مصر وترحيبها بأبناء غزة

لقد أظهرت مصر، خاصة خلال الأشهر الـ10 الماضية، للعالم كرمها وإحساسها بالترحيب، خاصة في المساعدات الغذائية لضحايا الحرب التي تعصف بغزة منذ أكثر من خمسة أشهر. كلنا شهود على ذلك، لكن أود هنا أن أقدم شهادتي الشخصية عن المنهج المدروس والنمط الدؤوب حيث سمحت لي السلطات المصرية باستقبال الراهبات والعائلات الهاربة من الحرب الأهلية في السودان، في بداية مايو 2023 والذين تمكنت من الترحيب بهم على الحدود الجنوبية لمصر.

إن الأحداث الدولية والتوترات الإقليمية الخطيرة لا تفشل في التأثير على الاقتصاد المصري، ولا سيما انخفاض في السياحة في الأشهر الأخيرة وانخفاض حركة المرور البحرية عبر قناة السويس، ويشارك الكرسي الرسولي هذه المخاوف ويواصل تعزيز كل ما يمكن مصر من ضمان السلام والوئام الاجتماعي والتنمية الشخصية للجميع.

وينبغي تعزيز جميع الجهود الرامية إلى ضمان علاقات إنسانية أعمق وتضامن أقوي بين الجميع. وفي هذا الصدد، أود مرة أخرى أن أشكر المدارس والكليات الكاثوليكية البالغ عددها 217، في جميع أنحاء مصر، والتي تعمل بجهد من خلال استقبال أغلبية من الطلاب غير الكاثوليك من الأرثوذكس أو المسلمين.

يرتبط الانسجام بين الناس ووحدة البلد ارتباطا وثيقا بجودة التعليم الذي لا يسمح فقط بتعليم جيد ومسؤول، ولكنه أيضا شرط لتجنب التعصب، لأن الجهل وجميع أشكال الفقر الفكري والاجتماعي والمادي، هي مصدر الخلاف والانقسامات والكراهية التي تعيق التنمية المتناغمة لكل فرد، ويجب أن تكون كل تنمية مصحوبة بتعزيز العلاقات بين الأشخاص، وهي المبدأ الأساسي للمعرفة والتفاهم المتبادل، في الصراحة والصدق واللطف، مع الصدق بشأن الصعوبات التي لا تزال قائمة. إن وجود العديد من الأصدقاء المصريين من جميع الأديان بيننا هذا المساء والذين يشاركوننا هذه القناعة هو شهادة على ما تمثله مصر على المستوى الدولي من خلال السعي لتحقيق التنمية المتناغمة التي تضمن السلام الاجتماعي من خلال التعليم ومن خلال مساهمة كل شخص بما يتجاوز المصالح الأنانية أو القطاعية.

أتواجد في مصر منذ أكثر من 4 سنوات، وأواصل السفر كثيرًا في كل مكان أجد الترحيب سخيا وعفويًا ودافئًا، سواء في أحياء المدينة أو في العديد من قرى صعيد مصر. أشعر دائما أنني في بيتي، مع عائلتي، في أمان تام، إنني أدرك جيدًا أن هذا الترحيب ليس من أجلي بقدر ما هو من أجل الشخص الذي أمثله البابا فرانسيس، الذي يعترف الجميع بعنايته وبالعمل الذي تقوم به الكنيسة الكاثوليكية من خلال مؤسساتها المختلفة، والمساعدة التعليمية والصحية للجميع للخير العام، وأود أن أؤكد هنا أن هذه اللقاءات تمثل دائما فرصة للتعرف على بعضنا البعض بشكل أفضل وتعزيز الروابط بين مختلف الشخصيات الأساسية في الحياة المحلية، أخيرًا أود أن أشكر بشكل خاص المستشار الجديد للسفارة البابوية، المونسنيور جوزيف فورو، وهو مندمجا بشكل جيد في الحياة الدبلوماسية والدينية والاجتماعية في مصر. أود أن أتقدم بجزيل الشكر إلى المستشار الإداري للسفارة البابوية روجية شقال، لتواجده الدائم، وقدرته على المساعدة في حل الصعوبات ومساعدة أكبر عدد ممكن من الناس. وأود أيضا أن أشكر بشكل خاص الراهبات المخلصات القادمين من الفلبين “عمال المسيح العامل” وجميع أعضاء السفارة البابوية على حماستهم وارتباطهم بالبيت وما يمثله وجعله مكان استقبال واجتماع للجميع. أود أيضًا أن أتقدم بشكر خاص جدا للأشخاص الذين ساهموا بسخاء في نجاح يوم البابا هذا، ولا سيما عائلة بدران، وعائلة برزي، وعائلة خيري، وعائلة لكح، وعائلة راجي وعائلة سجال.

أخيرًا؛ أود أن أشكر بحرارة جوقة القديس يوسف بقيادة الأب بطرس دانيال الفرنسيسكاني ، الذين قاموا هذا العام، كما في السنوات الخمس الماضية، بأداء ترانيم الكرسي الرسولي والنشيد الوطني لمصر ببراعة كبيرة. أشكركم، أيها الزملاء والإخوة والأصدقاء الأعزاء، على هذه الفرصة الفريدة التي منحتموني إياها لإثراء معرفتي وفهمي لمصر من أجل تقديرها بشكل أفضل والتعريف بها. تحيا مصر ويحيا البابا فرنسيس وتحيا العلاقات بين مصر والكرسي الرسولي باركم الله وحفظكم يوم بابا سعيد.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى