في ذكرى استشهادها.. تعرف عن القديسة فالنتينا العذراء الشهيدة
تحتفل الكنيسة الكاثوليكية بذكرى استشهاد القديسة فالنتينا العذراء في 25 يوليو من كل عام، ففي فلسطين كانت تعيش “فالنتينا” ابنة الـ18 من عمرها، وهي فتاة عذراء عفيفة مسيحية من بيت مسيحي، ونشأت على السلوك القويم والتمسك بالإيمان السليم محبة في الملك السيد المسيح له كل المجد، فهي امرأة في الجسم وفى قوة الإدراك رجل، وكانت تحفظ الكتاب المقدس وتتلُ في المزامير والتسابيح.
وشهدت القرون الأولى وأثناء انتشار المسيحية كانت موجة الاضطهاد تنتقل من بلدة إلى أخرى مثل مصر وفلسطين وسوريا وفينيقية ونيقوميديا (عاصمة بيثينيا) والتي جعلها دقلديانوس عاصمة الإمبراطورية في الشرق فى قيصريه في فلسطين.
وكانت “فالنتينا” تصلها أخبار شهداء المسيحيين المؤمنين على يد الحكام الظالمين، فكانت تصلي من اجل أن يثبتهم الرب يسوع المسيح في الإيمان إلى النفس الأخير، وان يحفظ كنيسته وشعبه ورعيته. وكانت تغبط من يستشهد على اسم المسيح له المجد، وهي التي كانت تقول “إن نزل علي جيش لا يخاف قلبي”.
ذهبت فالنتينا إلى غزة من أجل زيارة أقاربها، وبمجرد وصولها رأت الولاة الرومانيين وهم يعذبون بعض المقبوض عليهم من المؤمنين المسيحيين، ويأمروهم بالسجود للأوثان ووضع البخور أمامهم، وراعها ثبات المسيحيين واحتمالهم شدة العذابات حتى الموت، وحدث في عهد الوالي فرميليانوس الذي عُين بدلًا من أوريانوس في فلسطين، أن كانت هناك امرأة من غزة قوية الإرادة ثابتة العزيمة، ولما هُدّدت بالزنا معها هاجمت الوالي، فقُبض عليها وجلدت أولًا ثم رُفعت على خشبة ومزّق جنباها، وصار المعذبون يعذبونها بوحشية وبلا توقف كأمر القاضي.
كانت فالنتينا مارة بالقرب عندما شاهدت ذلك، فلما رأت ذلك كله وصرخت بصوت عالي في وجه القاضي قائلة: “إلى متى يستمر تعذيبكم لأختي”، فعندما سمع الوالي صوتها امر بالقبض عليها فساقوها أمامه وسألها: “من أين أتت وما هي عقيدتك؟ فأجابته: “أنا مسيحية وأومن بالمسيح الاله الواحد الذي له السجود”، وعندئذ أمرها بأن تسجد للأوثان وتعطي البخور لهم فرفضت بقوة فجروها بشده ناحية المذبح.
وعندما رأت الشهيدة المعلقة على الخشبة رفست المذبح بقدميها بكل الشجاعة فسقط بما عليه من نار، فزأر الوالي بجنون وصار يعذبها بشده وعنف في جنبيها وكل جسدها، ثم أوثق الاثنان فالنتينا والأخت الأخرى وألقاهما في نار متقدة ونالتا أكاليل الشهادة، نالت “فالنتينا” ابنة 18 سنة إكليل الشهادة بفرح وعزاء فحصدت مع الشهيدة الأخرى الفردوس النعيم وتركتا لنا مثالا وقدوه في الشجاعة والثبات على الإيمان واحتقار أباطيل العالم، فكم يفتقد عالمنا اليوم إلى أمثال القديسين الشهداء.