Uncategorized

 غبطة البطريرك الراعي يترأس عيد سيدة لبنان

ترأس البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي الأحد ٧ مايو القداس الإلهي في بازيليك سيدة لبنان حريصا وألقى عظة بعنوان “ها منذ الآن يطوّبني جميع الأجيال، لأنّ القدير صنع بي العظائم” (لو 1: 48 -49) وقال ” هذا النشيد النبوي قالته أمّنا مريم العذراء أثناء زيارتها لنسيبتها أليصابات، لتكون في خدمتها وهي حامل بيوحنا في شهرها السادس. نحن وكل الذين توافدوا ويتوافدون إلى مزار سيدة لبنان المقدس، من هؤلاء الأجيال الذين “يطوّبون أمّنا مريم العذراء لما أجرى فيها الله من عظائم” (راجع لو 1: 48 -49).

قال البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي في عظته مترئسا القداس الإلهي في عيد سيدة لبنان، في الأحد الأول من أيار مايو “يسعدنا أن نحتفل معًا بهذه الليتورجيا الإلهية، مفتتحين بها الاحتفالات بعيد أمّنا سيدة لبنان، والمسيرات التقوية والزيارات الجماهرية طيلة هذا الشهر المبارك. وكل واحد وواحدة منا ومن سائر الزوار يحمل في طيات قلبه عاطفة بنوية لأمّنا السماوية، فضلًا عن الذين ينظرون إليها من بعيد: هذا ذاهب إلى عمله، وذاك عائد. هذا يناجيها من فراش ألمه وشيخوخته، وذاك يتوسل إليها من شبابيك مستشفاه. هذا يلتمس نجاحًا في دروسه وعمله، وذاك سلامة وخيرًا في سفره. هؤلاء وسواهم كلهم ثقة بأمّهم السماوية على ما يقول القديس برناردوس: “إذا تبعت العذراء مريم لا تتيه، وإذا دعوتها لا تيأس، وإذا تأمّلتها لا تضل، وإذا أسندتك لا تعثُر، وإذا حملتك لا تخاف، وإذا أرشدتك لا تتعب، وإذا نلت لديها حظوة بلغت ميناء النجاة”. وأضاف غبطته: “أودّ معكم أن أوجه عاطفة شكر لجمعية المرسلين اللبنانيين الموارنة الممثلة بقدس الأب العام مارون مبارك، والمشيرين العامين، ولكل الآباء الذين تولّوا إدارة هذا المزار والخدمة الروحية، منذ الأحد الأول من أيار سنة 1908، وقد تسلمت الجمعية هذه الخدمة من البطريرك الياس الحويّك والقاصد الرسولي آنذاك. وهكذا يواصل الآباء المرسلون مسؤوليتهم بتفان وابتكار وتوسّع وصولًا إلى الرئيس الحالي الأب فادي تابت والآباء معاونيه الأحباء. كافأهم الله جميعًا بفيض من نعمه وعطاياه”.

وأشار البطريرك الراعي في عظته إلى أنه “وعلى الرغم من جميع مظاهر الانهيار السياسي والمالي والاجتماعي والمعيشي عندنا، فإن ثقتنا بأمّنا مريم العذراء تبقى كبيرة. فسيدة لبنان تحفظ هذا الوطن وتحمي شعبه ورسالته ودوره في بيئته المشرقية. وهي بواسطة البقية الباقية من المخلِصين توجّه على طريقتها إلى طريق الخير والخروج من أزمتين كبيرتين:

الأزمة الأولى: الفراغ الرئاسي الذي يشل المؤسسات الدستورية: وبخاصة مجلس النواب والحكومة والإدارات العامة والقضاء، ويضع البلاد في حالة التفكك والفوضى وفلتان السلاح، وارتفاع حالات الفقر بحيث أن أسرتين من أصل خمس هي فقيرة أو فقيرة جدا، بحسب تقرير البنك الدولي. كلنا نصلّي لكي يعمل ذوو الإرادة الحسنة على انتخاب رئيس يكسب الثقة الداخلية والدولية، ويكون قادرًا بشخصيته وتمرّسه على التعاون مع المؤسسات الدستورية لتوطيد دولة القانون والعدالة، وإجراء الإصلاحات اللازمة في البنى والمؤسسات وهي مطلوبة من المجتمع الدولي لتسهيل التعاون معه.

الأزمة الثانية، تنامي عدد النازحين السوريين في لبنان، وهو عدد بات يشكل عبئًا ثقيلًا على لبنان، اقتصاديا واجتماعيا وديموغرافيا وأمنيا. فإنّا نأمل خيرًا من اللجنة الحكومية التي تكونت وبدأت العمل على حل هذه الأزمة. ونطلب من المفوضية لشؤون اللاجئين أن تتعاون مع هذه اللجنة بإعطائها ما يلزم من معلومات. فقد بدأنا نشك من حسن النوايا، ونتساءل هل وراء الموقف الدولي نية توطينهم في لبنان؟ وهل أنهم لا يحبذون عودتهم إلى سوريا خوفًا من الهجرة إلى بلدانهم؟ فكيف للبنان الرازح تحت أثقاله أن يحمل إضافة مليونين وثمانين ألف نازح سوري وثلاثماية ألف لاجئ فلسطيني؟ فنقول للمجتمع الدولي قدّموا مساعداتكم للنازحين السوريين على أرض سوريا وطنهم لكي يواصلوا تاريخهم ويعززوا ثقافتهم ويحموا حضارتهم. فافصل أيها المجتمع الدولي بين الوجه السياسي والوجه الإنساني – الوطني بعودة النازحين إلى بلادهم”.

وفي ختام عظته مترئسا القداس الإلهي يوم الأحد السابع من مايو في بازيليك سيدة لبنان حريصا، قال البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي “إننا في عيد أمّنا مريم العذراء سيدة لبنان، نجدد الطوبى لها والتكريم، ونسألها أن تتشفع لنا لدى العرش الإلهي من أجل تحقيق أمنيات كل الذين يتوافدون إليها حاملين آمالهم وهموم قلوبهم. ومعها نمجد الثالوث القدّوس الذي اختارها، الآب والإبن والروح القدس، الآن وإلى الأبد، آمين”.

( المصدر راديو الفاتيكان)

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى