عميد السلك الدبلوماسي يشكر البابا على جهوده الهادفة إلى التصدي للشر واللامبالاة
خلال اللقاء الذي جمع البابا فرنسيس بأعضاء السلك الدبلوماسي المعتمد لدى الكرسي الرسولي لتبادل التهاني بحلول العام الجديد، كانت لعميد السلك، السفير القبرصي جورج بوليديس، كلمة وجهها إلى الحبر الأعظم باسم الحاضرين معزياً برحيل البابا بندكتس السادس عشر ولافتا إلى إخلاصه للكنيسة وعلاقاته الطيبة مع الدبلوماسيين، وأشاد بمواقف البابا فرنسيس لصالح الأخوّة والسلام، متحدثا عن الشروط الكفيلة ببناء ثقافة السلام.
توقف الدبلوماسي القبصري عند فيروس من نوع آخر يشهده العالم بعد انحسار جائحة كوفيد، ألا وهو فيروس الحرب الذي يهدد اليوم، على ما يبدو، العالم كله. ولفت إلى الكلمات التي قالها البابا في تشرين الأول أكتوبر، لمناسبة اللقاء ما بين الأديان الذي نظمته جماعة سانت إيجيديو، عندما تحدث عن السلام المنتهَك والمجروح والمُداس. وذكّر بأن الحبر الأعظم دعا – في عيد الحبل بلا دنس – إلى الأمل في انتصار المحبة على الحقد والحقيقة على الكذب، والغفران على العدوان، والسلام على الحرب.
وأكد السفير القبرصي أنه من خلال كلمات البابا فرنسيس تظهر بشكل جلي آلام البشرية التي تعاني من الصراعات والعنف والألم والدمار. وأشار إلى وجود العديد من الآباء والأمهات الذين يبكون أبناءهم، فضلاً عن الأطفال الذين صاروا أيتاماً والمنازل المدمرة والعديد من المهجرين واللاجئين. وسلط الضوء في هذا السياق على التزام الدبلوماسيين في نزع فتيل الصراعات والحيلولة دون اتساع رقعتها كي لا تقضي على الخير الموجود في كل مجتمع. واعتبر أن انتصار السلام يتحقق فقط عندما يشعر كل واحد منا أنه جزء من العائلة البشرية، مؤكدا أنه من خلال الإصغاء والحوار وتقبل الآخر واستضافة كل ضعيف ومحتاج ومهمش يمكن أن تُبنى ثقافة السلام، لأن العالم اليوم بأمس الحاجة إليها.
لم تخلُ كلمات بوليديس من الحديث عن الجهود التي بذلها فرنسيس خلال السنة الماضية بغية التصدي للشر واللامبالاة، مؤكدا أن التحديات التي تحدث عنها البابا في رسالته لمناسبة اليوم العالمي للسلام ٢٠٢٣ يستشعر بها الدبلوماسيون أيضا، مقتنعين بأن السلام هو أمر حيوي بالنسبة للبلدان التي تعيش أزمات وتلك التي تتحمل تبعاتها السيئة بشكل مباشر أو غير مباشر. ولفت بنوع خاص إلى الفقر وانعدام المساواة وعدم توفر الطعام والرعاية الصحية والعمل الكريم للجميع، متطرقاً أيضا إلى أهمية الضيافة وإدماج الأشخاص الذين يعيشون على هامش المجتمعات.
وبعد أن تناول أهم الزيارات الرسولية التي قام بها البابا خلال العام المنصرم، توقف الدبلوماسي القبرصي عند كلمات فرنسيس في رسالته إلى مدينة روما والعالم يوم عيد الميلاد، عندما تحدث عن الجوع إلى السلام، وأكد أن طريق السلام متعرج وصعب ولا بد أن نسير فيه معاً، مشيرا إلى أن العديد من المناطق تعيش اليوم “الحرب العالمية الثالثة المجزّأة” وأكد أن السلام يحتاج إلى الشجاعة والحقيقة. ختاماً لفت بوليديس إلى أول زيارة رسولية سيقوم بها البابا فرنسيس هذا العام، إلى جمهورية الكونغو الديمقراطية وجنوب السودان، مشيراً إلى أنها ستكون بمثابة حج في درب السلام والمصالحة وجدد شكره للبابا على عمله الدؤوب الذي يشكل مصدر أمل للشعوب كافة.
(المصدر راديو الفاتيكان)