في الذكرى السنوية الخامسة والعشرين للتوقيع على الاتفاق الإطار بين الكرسي الرسولي وجمهورية الجابون قام أمين سر دولة حاضرة الفاتيكان الكاردينال بيترو بارولين بزيارة إلى البلد الأفريقي عقد خلالها لقاءات مع كبار المسؤولين المدنيين والدينيين ساهمت في توطيد العلاقات الثنائية.
في أعقاب هذه الزيارة نشرت صحيفة “أوسيرفاتوريه رومانو” الفاتيكانية مقالاً سلطت فيه الضوء على أبرز المحطات موضحة أن الكاردينال بارولين التقى لدى وصوله إلى الغابون رئيس البلاد السيد علي بونغو أونديمبا، مع العلم أن زيارة المسؤول الفاتيكاني تزامنت مع الذكرى السنوية الأربعين للزيارة التاريخية للبابا يوحنا بولس الثاني. كما كان في استقبال نيافته رئيس مجلس الأساقفة المحلي المطران جان فينسان إيينيه وعدد من الأساقفة والكهنة والرهبان والراهبات.
أوضحت الصحيفة الفاتيكانية أنه خلال اللقاء بين الكاردينال بارولين والرئيس أونديمبا عبر الطرفان عن تقديرهما للعلاقات الطيبة بين الكنيسة والدولة، وتم التوقف عند التعاون القائم بين الكرسي الرسولي وجمهورية الغابون، وبين مجلس الأساقفة والحكومة المحلية، هذه العلاقات التي ينظمها الاتفاق الإطار، الأول من نوعه مع بلد أفريقي ما دون الصحراء. وتمنى نيافته خلال الزيارة أن تتمكن الكنيسة الكاثوليكية من الاستمرار في رسالة التنشئة البشرية والدينية، والموجهة خصيصا نحو الشبيبة. من جانبه دعا رئيس البلاد البابا فرنسيس إلى زيارة الغابون، قبل أن يمنح ضيفه وسام “النجمة الاستوائية”.
بعدها كتبت الصحيفة الفاتيكانية أن نيافته عقد لقاء مع الأساقفة المحليين في مقر السفارة البابوية، وشجعهم على أن يكونوا “رعاة ساهرين” في مرحلة تستعد فيها البلاد للانتخابات، وعلى أن يضعوا أنفسهم بتصرف الخير العام. وحثّهم على الحفاظ دوماً على روابط الوحدة وعلى عدم نسيان الرسالة النبوية للكنيسة لصالح العدالة والحقيقة والوحدة.
وخلال الزيارة قام أمين سر دولة حاضرة الفاتيكان بمباركة مركز صحي تابع لهيئة كاريتاس، وشكر جميع من ساهموا مادياً في هذا المشروع ومن بينهم البابا فرنسيس نفسه، مع العلم أن المركز يُعنى بالدرجة الأولى بصحة المرأة، لاسيما النسوة الحوامل. وعبر أيضا عن امتنانه للراهبات اللواتي يشرفن على هذا المركز، وشكرهن على المساعدة المقدمة إلى جميع الفقراء، لافتا إلى أن المركز الصحي هو بيت الجميع، ومكانٌ تُعاش فيه خبرة الضيافة والعطف والمحبة، كما يحصل في كنف العائلة الواحدة.
أثناء مشاركته في احتفال نُظم لمناسبة الذكرى السنوية الخامسة والعشرين للتوقيع على الاتفاق الإطار، قال المسؤول الفاتيكاني إن العلاقات الثنائية تتمتع بتقليد عريق، وقد ساهمت في تعزيزها الزيارة التي قام بها إلى الفاتيكان رئيس البلاد في الثامن والعشرين من نيسان الفائت. وأكد بارولين أن حضوره في الغابون ممثلاً البابا فرنسيس يشهد على الرغبة في متابعة مسيرة الحوار والاحترام المتبادل.
واختتم نيافته الزيارة بقداس إلهي احتفل به في كاتدرائية سيدة الصعود في العاصمة ليبرفيل، وشدد في عظته على ضرورة أن يقول المؤمن نعم لدعوة الله له وأن يقبل بمشيئة الرب ويسعى دوما لأن يكون ملح الأرض ونور العالم.
(المصدر راديو الفاتيكان)