Uncategorized

روحانيات مع البابا فرنسيس في الأيام العالمية للشباب: لا تخافوا، تحلوا بالشجاعة، امضوا قدمًا عالمين أنَّ محبّة الله تحمينا!

في إطار الأيام العالمية للشباب توجّه قداسة البابا فرنسيس مساء الخميس إلى منتزه إدواردو السابع في لشبونة حيث ترأس حفل استقبال الشباب المشاركين في الأيام العالمية السابع والثلاثين للشباب، وبعد كلمة ترحيب بطريرك لشبونة وجّه الأب الأقدس كلمة قال فيها أهلا وسهلا بكم وشكرًا لحضوركم هنا، أنا سعيد برؤيتكم! وسعيد بالإصغاء إلى الضوضاء اللطيفة التي تصدرونها ولأنكم تعدوني بفرحكم. من الجميل أن نكون معًا في لشبونة: لقد تمّت دعوتكم إلى هنا من قبلي، ومن قبل البطريرك، الذي أشكره على كلماته، ومن قبل أساقفتكم، وكهنتكم، وأساتذة التعليم المسيحي خاصتكم، والمنشِّطين. نشكر جميع الذين دعوكم وجميع الذين عملوا لجعل هذا اللقاء ممكنًا، ولنقم بذلك بتصفيق قوي! ولكنّ الذي دعاكم بشكل خاص هو يسوع: فلنشكر يسوع بتصفيق قوي آخر!

تابع البابا فرنسيس يقول أنتم لستم هنا من باب الصدفة. لقد دعاكم الرب وليس في هذه الأيام فقط، بل منذ بداية أيامكم. نعم، لقد دعاك بأسمائكم. لقد دُعيتم بأسمائكم: حاولوا أن تتخيلوا هذه الكلمات الثلاث مكتوبة بأحرف كبيرة؛ ومن ثمَّ فكّروا أنها مكتوبة في داخلكم، في قلوبكم، وكأنها تشكل عنوانًا لحياتكم، ومعنى ما أنتم عليه: أنت مدعوٌّ باسمك، أنت وأنت وجميعنا نحن الموجودون هنا قد دُعينا بأسمائنا. نحن لم نُدعى بشكل أوتوماتيكي؛ لقد دُعينا بأسمائنا. دعونا نفكر في هذا: يسوع قد دعاني باسمي. إنها كلمات مكتوبة في القلب. ومن ثم لنفكر أنها مكتوبة داخل كل فردٍ منا، في قلوبنا، وتشكل نوعًا ما عنوان حياتك، ومعنى ما نحن عليه،: لقد دُعيت بالاسم؛ لا أحد منا هو مسيحي بالصدفة: لقد دُعينا جميعًا بالاسم. في بداية حبكة الحياة، قبل المواهب التي لدينا وقبل الظلال والجراح التي نحملها في داخلنا نحن قد دُعينا لأننا محبوبين. نحن في عيني الله أبناء ثمينين يدعوهم كل يوم لكي يعانقهم ويشجّعهم؛ ولكي يجعل من كل واحد منا تحفةً فريدة ومميّزة لا يسعنا إلا أن نلمح جمالها.

أضاف الأب الأقدس يقول أيها في هذه الأيام العالمية للشباب، لنساعد بعضنا البعض على التعرف على هذه الحقيقة: ولتكن هذه الأيام أصداء نابضة لدعوة الله للحب هذه، لأننا ثمينون في عينيه، على الرغم مما تراه أحيانًا أعيننا، التي تُغشِّيها السلبية ويبهرها الكثير من الإلهاء. لتكن أيام يتردد فيها صدى اسمك، من خلال إخوة وأخوات من لغات وأمم عديدة يلفظونه بصداقة، كخبر فريد في التاريخ، لأنّه فريدٌ أيضًا نبض قلب الله لك. لتكن أيام نُثبِّتُ فيها في قلوبنا أننا محبوبون كما نحن. هذه هي نقطة البداية لليوم العالمي للشباب وإنما وبشكل خاص للحياة.

مدعوون بأسمائنا. تابع البابا فرنسيس يقول إنها ليست مقولة سائدة، إنها كلمة الله. أيها الصديق، أيتها الصديقة، إذا دعاك الله باسمك فهذا يعني أنك بالنسبة له لست رقمًا، بل وجهًا وقلبًا. وأود أن يلاحظ كلُّ فرد منكم شيئًا: كثيرون اليوم يعرفون اسمك، ولكنهم لا ينادوك باسمك. إنَّ اسمك في الواقع، معروف، ويظهر على شبكات التواصل الاجتماعية، وتتم معالجته بواسطة خوارزميات تربطه بالأذواق والتفضيلات. ومع ذلك، هذا كلّه لا يسأل فرادتكَ وإنما فائدتك لأبحاث السوق. كم من الذئاب يختبئون وراء ابتسامات صلاح زائف، يقولون إنهم يعرفون من أنت ولكنهم لا يحبونك، ويلمِّحون بأنهم يؤمنون بك ويعدونك بأنك ستصبح شخصًا مهمًّا، ليتركوك بعدها بمفردك عندما لا تعود مهمًّا لهم. إنها أوهام الافتراضية وعلينا أن نكون متنبّهين لكي لا نسمح لها بأن تخدعنا، لأن العديد من الحقائق التي تجذبنا وتعِد بالسعادة تُظهر بعدها نفسها على حقيقتها: أشياء تافهة، لا لزوم لها، وتترك الفراغ في داخلنا. أما يسوع فلا! هو يثق بك، وأنت مهمٌّ بالنسبة له.

أضاف الحبر الأعظم يقول وهكذا نحن، كنيسته، جماعة المدعوين: لا جماعة الأفضل – لا لأننا جميعنا خطأة – بل الذين دعوا كما نحن، لنفكر قليلاً في هذا، في قلوبنا: نحن مدعوون كما نحن، بالمشاكل التي نواجهها، بمحدودياتنا، بفرحنا الغامر، برغبتنا في أن نكون أفضل، وبرغبتنا في الفوز. نحن مدعوون هكذا كما نحن. فكروا في هذا الأمر. يسوع يدعوني هكذا كما أنا، وليس كما يطيب لي أن أكون. نحن جماعة إخوة وأخوات يسوع، أبناء وبنات الآب عينه. أيها الأصدقاء، أود أن أكون واضحًا معكم، أنتم الذين لديكم حساسية من الأكاذيب والكلمات الفارغة: هناك مكان في الكنيسة للجميع، لا أحد عديم الفائدة، لا أحد لا لزوم له، هناك متسع للجميع. هكذا كما نحن، جميعًا. وهذا ما قاله يسوع بوضوح عندما أرسل الرسل لكي يدعوا إلى وليمة ذلك الرجل الذي أعدها، قال: “اذهبوا وأحضروا الجميع، صغارًا وكبارًا، سليمين ومرضى، أبرارًا وخطأة: الجميع”. والكنيسة هي مكان للجميع. هذه هي الكنيسة، أم الجميع وهناك مكان للجميع. إنَّ الرب لا يوجه إصبع الاتهام، بل يفتح ذراعيه: وهذا ما يُظهره لنا يسوع على الصليب. هو لا يغلق الباب بل يدعونا لكي ندخل. لننقل في هذه الأيام لغة الحب الخاصة بيسوع: “الله يحبك، الله يدعوك”.

تابع الأب الأقدس يقول لقد سألتموني الليلة أيضًا أسئلة، أسئلة كثيرة. لا تتعبوا أبدًا من طرح الأسئلة؛ إن طرح الأسئلة هو أمر صحيح، لا بل هو غالبًا أفضل من إعطاء الإجابات، لكي يبقى الذي يسأل “قلقًا”، والقلق هو أفضل علاج ضدَّ العادة، وتلك الحالة الطبيعية التافهة التي تخدر الروح. كل واحد منا لديه مخاوفه الخاصة في داخله. لنحمل هذه الهموم معنا ولنحملها في الحوار بين بعضنا البعض، لنحملها معنا عندما نصلي أمام الله، وهذه الأسئلة ستصبح مع الحياة أجوبة، يجب علينا فقط أن ننتظر. هناك شيء مثير للاهتمام: الله يحب بشكل مفاجئ، هو ليس مبرمجًا، ومحبة الله هي مفاجأة. هو يفاجئنا على الدوام، يبقينا متنبهين على الدوام ويفاجئنا. أعزائي الشباب، أدعوكم لكي تفكروا في هذا الشيء الجميل: أن الله يحبنا، والله يحبنا كما نحن، وليس كما نود أن نكون أو كما يريدنا المجتمع أن نكون: هو يحبنا بما نحن عليه. يحبنا بعيوبنا ومحدودياتنا وبرغبتنا في المضي قدمًا في الحياة.

وختم البابا فرنسيس كلمته بالقول هكذا يدعونا الله: ثقوا لأن الله أب، وهو أب يحبنا. هذا ليس أمرًا سهلاً، ولهذا لدينا عونًا كبيرًا في أمِّ الله وهي أيضًا أمنا. هي أمنا. هذا فقط ما أردت أن أقوله لكم؛ لا تخافوا، تحلوا بالشجاعة، امضوا قدمًا عالمين أنَّ محبّة الله تحمينا!

(المصدر راديو الفاتيكان)

البابا فرنسيس يلتقي شباب الجامعة الكاثوليكية في لشبونة

في إطار زيارته الرسوليّة إلى البرتغال زار قداسة البابا فرنسيس الجامعة الكاثوليكية في لشبونة حيث التقى بالشباب الجامعيين، وبعد كلمة مديرة الجامعة وشهادات حياة لبعض الطلاب حول الرسالة العامة “كن مسبحًا” والميثاق التربوي العالمي واقتصاد فرنسيس ألقى الأب الأقدس كلمة قال فيها أشكر رئيسة الجامعة على كلماتها: لقد قالت إننا نشعر جميعًا بـأننا “حجاج”. إنها كلمة جميلة تستحق أن نتأمّل في معناها. هي تعني حرفياً أن نترك الروتين المعتاد جانباً وننطلق بقصد معيّن، فنتحرك “عبر الحقول” أو “أبعد من الحدود الشخصية”، أي خارج منطقة الراحة الخاصة نحو أفق المعنى. في مصطلح “الحاج” نرى انعكاس الحالة البشريّة، لأن كل فرد منا مدعو لكي يتعامل مع الأسئلة الكبيرة التي ليس لها إجابة مبسطة أو فورية، ولكنها تدعونا لكي نقوم برحلة ونتخطى ذواتنا ونذهب أبعد منها. إنها عملية يفهمها طالب الجامعة جيدًا، لأن هذه هي الطريقة التي يولد بها العلم. وكذلك أيضًا ينمو البحث الروحي. نحن لا نثق في الصيغ الجاهزة، والإجابات التي تبدو في متناول اليد، التي تنزلق من كُمِّ القميص مثل أوراق اللعب المزورة؛ نحن لا نثق بتلك المقترحات التي يبدو أنها تقدم كل شيء دون أن تطلب أي شيء. في أحد أمثال يسوع، يجد اللؤلؤة الثمينة ذلك الذي يبحث عنها بذكاء ومهارة، ويعطي كل شيء، ويخاطر بكل ما لديه لكي يحصل عليها. البحث والمجازفة: هذا هما فعلي الحجاج.

تابع البابا فرنسيس يقول قال بيسوا، بأسلوب معذب وإنما صحيح، “أن تكون غير راضٍ هو أن تكون إنسانًا”. لا يجب أن نخاف من الشعور بالقلق، ومن التفكير في أن ما نقوم به ليس كافياً. كونك غير راضٍ، بهذا المعنى وبالقدر الصحيح، هو ترياق جيد ضد افتراض الاكتفاء الذاتي والنرجسية. يميز عدم الاكتمال حالتنا كباحثين وحجاج لأنه، وكما يذكرنا يسوع، “نحن في العالم، ولكننا لسنا من العالم”. نحن مدعوون إلى شيء أكبر، إلى إقلاع لا يمكن الطيران بدونه. لذلك لا نخافنَّ إذا وجدنا أنفسنا عطشى من الداخل، مضطربين، وغير مكتملين، يتوقون إلى المعنى والمستقبل! نحن لسنا مرضى، بل أحياء! لنقلق بالأحرى عندما نكون مستعدين لكي نستبدل الدرب الذي علينا القيام به بأي نقطة إنعاش، طالما أنها تعطينا وهم الراحة؛ عندما نستبدل الوجوه بشاشات، والحقيقي بالافتراضي؛ وعندما، بدلاً من الأسئلة التي تمزّق، نفضل الإجابات السهلة التي تخدِر.

أضاف الأب الأقدس يقول أيها الأصدقاء، اسمحوا لي أن أقول لكم: ابحثوا وجازفوا. إنَّ التحديات هائلة والآهات أليمة في هذا المنعطف التاريخي، ولكن لنعانق خطر الاعتقاد بأننا لسنا في عذاب، وإنما في مرحلة الولادة؛ لا في النهاية، وإنما في بداية عرض رائع. لذا كونوا روادَ “تصميم رقصة جديدة” تضع الإنسان في المحور، كونوا مصمِّمين لرقصة الحياة. لقد كانت كلمات مديرة الجامعة ملهمة بالنسبة لي، لاسيما عندما قالت إن “الجامعة ليست موجودة لتحافظ على نفسها كمؤسسة، وإنما لكي تجيب بشجاعة على تحديات الحاضر والمستقبل”. إنَّ الحفاظ على الذات هو تجربة، ردة فعل مشروطة للخوف، تجعلنا ننظر إلى الحياة بطريقة مشوهة. إذا حافظت البذور على نفسها، فستهدر تمامًا قدرتها على التوليد وستحكم علينا بالجوع؛ إذا حافظ الشتاء على نفسه، فلن تكون هناك روعة الربيع. لذا تحلوا بالشجاعة لكي تستبدلوا المخاوف بالأحلام: لا تكونوا مدبري مخاوف، وإنما رواد أحلام!

تابع البابا يقول سيكون هدرًا أن نفكّر في جامعة تلتزم بتنشئة الأجيال الجديدة فقط لإدامة النظام النخبوي الحالي غير المتكافئ في العالم، حيث يبقى التعليم العالي امتيازًا لقليلين. إذا لم يتم قبول المعرفة كمسؤولية، فستصبح عقيمة. إذا لم يبذل الذين تلقوا تعليمًا عاليًا (والذي يبقى اليوم امتيازًا في البرتغال وفي العالم) جهدًا لإعادة ما استفادوا منه، فهم لم يفهموا تمامًا ما قد تم تقديمه لهم. إنَّ الأسئلة الأولى التي طرحها الله على الإنسان في سفر التكوين، هي: “أين أنت؟” و”أين أخوك؟”. لنسأل أنفسنا: أين أنا؟ هل أنا منغلق في فقاعاتي أم أخاطر بترك ضماناتي لكي أصبح مسيحيًا ممارسًا، وصانع عدالة وجمال؟ ومرة أخرى: أين أخي؟ إن خبرات الخدمة الأخوية مثل Missão País والعديد من الخدمات الأخرى التي تنشأ داخل الأكاديمية يجب اعتبارها خبرات لا غنى عنها للذين يمرّون في الجامعة. في الواقع، لا يجب أن يُنظر إلى الدرجة العلميّة كرخصةٍ لبناء الرفاهية الشخصية وحسب، وإنما كمهمّة لتكريس الذات لمجتمع أكثر عدالة وإدماجا، أي أكثر تقدمًا. لقد قيل لي أن إحدى شاعراتكم العظيمات، صوفيا دي ميلو براينر أندرسن، في مقابلة لها كانت نوع من الوصية، على السؤال: “ما الذي تودين أن ترينَه يتحقق في البرتغال في هذا القرن الجديد؟”، أجابت بدون تردد: “أود أن أرى تحقيق العدالة الاجتماعية، وتقليص الهوة بين الأغنياء والفقراء”. أنقل هذا السؤال إليكم. أعزائي الطلاب، حجاج العلم، ما الذي تريدون أن ترونه يتحقق في البرتغال وفي العالم؟ أي تغيّرات وأي تحولات؟ وكيف يمكن للجامعة ولاسيما للجامعة الكاثوليكية أن تساهم في ذلك؟

أضاف الحبر الأعظم يقول بياتريس، ماهور، ماريانا وتوماس، شكراً لكم على شهاداتكم. كان لديها كلها نبرة رجاء، وشحنة من الحماس الواقعي، بدون شكاوى وإنما أيضًا بدون قفزات مثالية إلى الأمام. تريدون أن تكونوا “رواد التغيير”، كما قالت ماريانا. خلال الإصغاء إليكم، فكرت في عبارة ربما قد تكون مألوفة لكم، من الكاتب خوسيه دي ألمادا نيغرييروس: “حلمت ببلد يصبح فيه الجميع معلِّمين”. وهذا المسن الذي يتحدث إليكم يحلم أيضًا بأن يصبح جيلكم جيل معلمين. معلمو بشريّة. معلمو رحمة. معلمو فرص جديدة لكوكب الأرض وسكانه. معلمو رجاء.

تابع البابا يقول كما أكد البعض منكم، علينا أن نعترف بالضرورة الملحة للاهتمام ببيتنا المشترك. ولكن، لا يمكن القيام بذلك دون ارتداد القلب وتغيير الرؤية الأنثروبولوجية التي يقوم عليها الاقتصاد والسياسة. لا يمكننا أن نكتفي بالإجراءات البسيطة الملطفة أو التنازلات الخجولة والغامضة. في هذه الحالة “الحلول الوسطى ليست سوى تأخير بسيط في الكارثة”. بينما يتعلق الأمر بتولي مسؤولية ما لا يزال يتمُّ تأجيله للأسف: الحاجة إلى إعادة تعريف ما نسميه التقدم والتطور. لأنه، باسم التقدم، كان هناك الكثير من الانحطاط والتراجع. أنتم الجيل الذي يمكنه أن يفوز بهذا التحدي: لديكم أكثر الأدوات العلمية والتكنولوجية تقدمًا ولكن من فضلكم لا تقعوا في فخ الرؤى الجزئية. لا تنسوا أننا بحاجة إلى إيكولوجيا متكاملة، وإلى أن نصغي إلى ألم الكوكب وألم الفقراء؛ ونجعل مأساة التصحر موازية لمأساة اللاجئين، وموضوع الهجرة مع موضوع انخفاض معدل الولادات وإلى أن نهتمَّ بالبعد المادي للحياة داخل بعد روحي. لا أن نخلق استقطابات، وإنما رؤى شاملة.

أضاف الحبر الأعظم يقول شكراً توماس لقولك إن “إيكولوجيا متكاملة أصيلة لن تكون ممكنة بدون الله، وأنه لا يمكن أن يكون هناك مستقبل في عالم بدون الله”. أود أن أقول لكم: اجعلوا الإيمان ذات مصداقية من خلال خياراتكم. لأنه إذا لم يولد الإيمان أنماط حياة مقنعة، فلن يختمر عجين العالم. لا يكفي أن يكون المسيحي مُقتنعًا بل يجب أن يكون مُقنعًا؛ وبالتالي فإن أفعالنا مدعوة لكي تعكس جمال الإنجيل الفرِح والجذري في الوقت عينه. كذلك، لا يمكن أن تُسكَن المسيحية كحصن محاط بالجدران، يرفع المعاقل ضد العالم. لذلك وجدت شهادة بياتريس مؤثرة عندما قالت إنها “من مجال الثقافة” بالتحديد تشعر بأنها مدعوة لكي تعيش التطويبات. إنَّ أحد أهم المهام بالنسبة للمسيحيين في كل عصر هو استعادة معنى التجسد. بدون التجسد تصبح المسيحية أيديولوجية. إن التجسد هو الذي يسمح لنا بأن نندهش من الجمال الذي يكشفه المسيح من خلال كل أخ وأخت، وكل رجل وامرأة.

تابع الأب الأقدس يقول في هذا الصدد، من المثير للاهتمام أنكم أضفتم القديسة كلارا في القسم الجديد المخصص لـ “اقتصاد فرنسيس”. في الواقع، إنَّ مساهمة النساء لا غنى عنها. كذلك، يُظهر الكتاب المقدس كيف أن اقتصاد العائلة هو إلى حد كبير في يد المرأة. فهي “الحاكم” الحقيقي للبيت، بحكمة لا يقتصر هدفها على الربح، وإنما على العناية والتعايش والرفاهية الجسدية والروحية للجميع، فضلاً عن المشاركة مع الفقراء والغرباء. لذلك من المثير تناول الدراسات الاقتصادية من هذا المنظور: بهدف أن نعيد إلى الاقتصاد الكرامة التي يستحقها، لكي لا يقع فريسة للسوق الجامح والمضاربة.

أضاف الحبر الأعظم يقول تتضمن مبادرة الميثاق التربوي العالمي، والمبادئ السبعة التي تشكل بنيته، العديد من هذه المواضيع، من العناية بالبيت المشترك إلى المشاركة الكاملة للمرأة، وصولاً إلى الحاجة إلى إيجاد أساليب جديدة لفهم الاقتصاد والسياسة والنمو والتقدم. أدعوكم لكي تدرسوا الميثاق التربوي العالمي وتصبحوا شغوفين به. إن إحدى النقاط التي يعالجها هي التربية على الاستقبال والإدماج. لا يمكننا أن ندعي أننا لم نسمع كلمات يسوع في إنجيل متى الفصل الخامس والعشرين: “كنت غريبا فآويتموني”. لقد تابعتُ شهادة ماهور بتأثُّر كبير، عندما ذكرت ما يعنيه العيش مع “الشعور الدائم بغياب البيت والعائلة والأصدقاء […]، وبأنها قد بقيت بلا بيت وبلا جامعة، وبلا نقود […]، متعبة، منهكة يثقِّلها الحزن والخسارة”. وقالت لنا إنها وجدت الرجاء مجدّدًا لأن شخصًا ما آمن بالتأثير المحوِّل لثقافة اللقاء. لأنه في كل مرة يمارس فيها شخص ما لفتة حسن الضيافة، هو يحدث تحولاً.

وختم البابا فرنسيس كلمته بالقول أيها الأصدقاء، يسعدني أن أراكم جماعة تربوية حيّة، منفتحة على الواقع، مع الإنجيل الذي ليس مجرد زينة، ولكنه ينعش الأجزاء والكل. أعلم أن مسيرتكم تشمل مجالات مختلفة: الدراسة، والصداقة، والخدمة الاجتماعية، والمسؤولية المدنية والسياسية، والعناية بالبيت المشترك، والتعبيرات الفنية… إنَّ كونكم جامعة كاثوليكية يعني أولاً: أن كل عنصر هو في علاقة مع الكل وأن الكل موجود في الأجزاء. وهكذا، فيما تكتسبون المهارات العلمية، تنضجون كأشخاص، في معرفة الذات وفي تمييز مساراتكم. فهيا إذن إلى الأمام! يخبرنا تقليد من القرون الوسطى أنه عندما كان يلتقي الحجاج ببعضهم البعض، كان أحدهم يحيِّ الآخر قائلاً «Ultreia» فيجيبه الثاني «et Suseia». إنها تعابير تشجيع على مواصلة البحث ومخاطر المسيرة، كمن يقول: “اذهب أبعد، وأعلى؛ هيا، تشدّد، امضِ قدما!”. وهذا ما أتمناه لكم أيضًا من كل قلبي.

(المصدر راديو الفاتيكان)

البابا فرنسيس يزور مقر منظمة سكولاس أوكورينتيس في كاشكايش البرتغالية ويلتقي الشباب المشاركين في مبادرة لها

زار البابا فرنسيس ظهر الخميس أغسطس مقر منظمة سكولاس أوكورينتيس في كاشكايش على بعد ٣٥ كيلومترا من العاصمة البرتغالية لشبونة. وتحدث الأب الأقدس إلى شباب المنظمة الدولية فأشار في البداية إلى أن سكولاس أوكيرينتيس تجعل الشباب في سير وتجعلهم يحترمون الآخرين ويصغون إليهم وتجعل الآخرين يصغون إليهم، كما وترشد إلى الطريق وتجعل الشباب يسيرون قدما، ووصف البابا بالتالي سكولاس أوكورينتيس بلقاء خلال سير. وتجدر الإشارة إلى أن المشاركين في هذا اللقاء يشاركون في مبادرة لسكولاس اوكورينتيس بعنوان “حياة بين العوالم”، وهم من دول وأديان مختلفة.

وفي إجابته على أسئلة الشباب وتعليقا على شهاداتهم توقف البابا فرنسيس عند مواضيع عديدة ومن بينها الأزمات، فأكد أن الأزمات تجعل الأشخاص يختارون، وأضاف أن حياة بلا أزمات هي مثل ماء مقطَّر بلا مذاق، وأكد أن المشاكل علينا تحملها وحلها والسير فيها لا التوقف. وشدد قداسته هنا على ألا يفعل الشخص هذا بمفرده بل مع آخرين، وهذا أمر هام في منظمة سكولاس أوكورينتيس، قال البابا، أي حل الأمور والسير إلى الأمام والنمو معا.

تحدث البابا فرنسيس بعد ذلك وانطلاقا من كلمات الشباب عن الفوضى، فأشار إلى قول البعض إن حياتنا البشرية هي تحويل الفوضى إلى فسحة، أي تحويل ما لا معنى له إلى شيء له معنى، فضاء مفتوح يوجه دعوة. وواصل قداسته مازحا إنه لا يريد أن يكون في هذه اللحظة معلم تعليم مسيحي إلا أننا إذا نظرنا إلى تركيبة سرد الخلق فسيمكن لمس الحديث عن سرد شاعري لكيفية تحويل الله الفوضى إلى كون. وتابع البابا فرنسيس أن في حياتنا أيضا تكون هناك لحظات فوضى وعدم نظام، لحظات لا نعرف فيها أين نقف، وأكد ان جميعنا نمر بمثل هذه اللحظات. وقال الأب الأقدس أن هنا يأتي عمل الأشخاص الذين يرافقوننا، عمل جماعي يحوِّل العالم. وأشار قداسته في هذا السياق إلى الرسم الجداري الذي ينفذه المشاركون في مشروع منظمة سكولاس أوكورينتيس وشَبَّه البابا هذا الرسم بكابلة سيكستين صغيرة، وقال إن خلف هذا العمل هناك فسحة، فضاء تم تشكيله من الفوضى. ودعا الشباب إلى عدم نسيان هذا الأمر مضيفا أن هذه هي مسيرة كل واحد منا وتحدث عن حياة تَلمس في الأزمات الفوضى لكنها تتحول داخلنا وفي الجماعة، أي في الحياة الشخصية وفي العلاقات، إلى فسحة، كون. ووجه قداسته التحية إلى الشباب على هذا العمل.

دعت بعد ذلك إحدى الشابات باللغة الإسبانية البابا فرنسيس إلى التوجه نحو ذلك الرسم الجداري مع الشباب الحاضرين ليضيف بفرشاة لمسته هو أيضا، بل ليختتم بلمسته هذه هذا العمل. وتحدثت الفتاة عن لمسة مميزة، قادرة على أن تدشن عملا افتراضيا يواصل توحيد جماعات سكولاس أوكورينتيس في جميع أنحاء العالم. وأمسك الأب الأقدس بالفعال بالفرشاة رساما بعض الخطوط الملونة في هذا العمل الجماعي.

هذا وفي ختام هذا اللقاء مع الشباب المشاركين في مبادرة منظمة سكولاس أوكورينتيس تحدث البابا فرنسيس عن السامري الصالح فقال أن لا أحد منا يُستثنى من واجب أن يكون كالسامري الصالح. وأضاف أن على كل شخص أن يبحث عن كيفية القيام بهذا الواجب في حياته. وتوقف قداسته عند مَن مروا بالرجل الملقى على الطريق في مَثل السامري الصالح، والذين لم يقتربوا منه مفضِّلين الحفاظ على طهارة شكلية بألا يلمسوا هذا الجريح ودمه. ودعا البابا فرنسيس الشباب إلى أن يسأل كل منهم نفسه ما الذي يجعله يشعر بالشفقة. وختم متحدثا عن رحمة السامري الصالح وذكَّر بقول يسوع لأحد علماء الشريعة الذي سأل المسيح ماذا أعمل لأرث الحياة الأبدية، حيث قال يسوع: “اذهب فاعمل أنت أيضا مثل ذلك”.

(المصدر راديو الفاتيكان)

البابا فرنسيس: يسوع ينتظر لكي نفتح له نوافذ أرواحنا

بمناسبة الأيام العالمية السابعة والثلاثين للشباب ترأس قداسة البابا فرنسيس مساء الجمعة في منتزه إدواردو السابع رتبة درب الصليب مع الشباب وللمناسبة ألقى الأب الأقدس كلمة عفوية قال فيها اليوم ستسيرون مع يسوع، يسوع هو الطريق ونحن سنسير معه لأنه بسير، عندما كان بيننا، سار يسوع، سار وشفى المرضى، وساعد الفقراء، وحقق العدالة… سار يعظ ويعلم. إن يسوع يسير، لكن المسيرة المحفورة في قلوبنا هي مسيرة الجلجلة، درب الصليب. واليوم سوف نجدد معًا درب الصليب بالصلاة. وسوف ننظر إلى يسوع الذي يمر وسنسير معه.

تابع البابا فرنسيس يقول مسيرة يسوع هي الله الذي يخرج من ذاته لكي يسير بيننا. إنه ما نسمعه مرات عديدة في القداس: “الكلمة صار جسداً وسار بيننا”. هل تذكرون ذلك؟ الكلمة صار إنسانًا وسار بيننا. وهو يفعل ذلك من أجل الحب. والصليب الذي يرافق كل يوم عالمي للشباب هو أيقونة هذه المسيرة وعلامتها. الصليب هو المعنى الأعظم للحب الأعظم، الحب الذي يريد يسوع من خلاله أن يعانق حياتنا. نعم، حياتنا، حياة كل فرد منا.

أضاف الأب الأقدس يقول يسوع يسير من أجلي. علينا جميعا أن نقول ذلك. يسوع يقوم بهذه المسيرة من أجلي، لكي يبذل حياته من أجلي. ولَيْسَ لأَحَدٍ حُبٌّ أَعْظَمُ مِنْ أَنْ يَبْذُلَ نَفْسَهُ في سَبِيلِ أَحِبَّائِهِ، ومن أن يبذل نفسه في سبيل الآخرين. لا تنسوا هذا الأمر أبدًا: لَيْسَ لأَحَدٍ حُبٌّ أَعْظَمُ مِنْ أَنْ يَبْذُلَ نَفْسَهُ في سَبِيلِ أَحِبَّائِهِ، وهذا ما علمه يسوع. لهذا السبب، عندما ننظر إلى المصلوب، وهو أمر مؤلم جدًّا وقاس جدًّا، نرى جمال الحب الذي يبذل حياته في سبيل كل واحد منا.

تابع الحبر الأعظم يقول لقد كان أحد المؤمنين يقول جملة أثّرت فيَّ كثيرا، كان يقول: “يا رب، من خلال عذابك الذي لا يوصف يمكنني أن أؤمن بالحب”. ويسوع يسير، ولكنه ينتظر شيئًا ما، ينتظر رفقتنا، ينتظرنا لننظر… لا أعرف، ينتظر لكي افتح له نوافذ روحي. كم هي قبيحة النفوس المغلقة، التي تزرع في الداخل وتبتسم في الداخل! ولكن لا معنى لذلك. يسوع يسير وينتظر بحبه، ينتظر بحنانه، لكي يعطينا العزاء ولكي يجفف دموعنا.

أضاف البابا فرنسيس يقول والآن سأطرح عليكم سؤالاً، لكن لا تجيبوا بصوت عالٍ: ليجب كل واحد منكم في داخله. هل ابكي أحيانا؟ هل هناك أشياء في الحياة تجعلني أبكي؟ لقد بكينا جميعًا في الحياة، وما زلنا نبكي. ويسوع موجود هناك معنا، يبكي معنا، لأنه يرافقنا في الظلمة التي تحملنا إلى البكاء. لنصمت قليلاً، وليقل كل واحد منا ليسوع لماذا يبكي في الحياة؛ ليقل كل واحد منا ذلك لنفسه، الآن، في صمت.

تابع الأب الأقدس يقول إن يسوع، بحنانه، يمسح دموعنا الخفية. إن يسوع يريد أن يملأ وحدتنا بقربه. كم هي حزينة لحظات العزلة! لكن يسوع حاضر ويريد أن يملأ هذه الوحدة. يريد يسوع أن يملأ خوفنا، خوفك، وخوفي، تلك المخاوف المظلمة هو يريد أن يملأها بعزاءه؛ وينتظر لكي يدفعنا لكي نعانق مجازفة الحب. لأنكم تعرفون ذلك أفضل مني: الحب هو مجازفة. علينا أن نجازف لكي نحب. إنها مجازفة، لكن الأمر يستحق المخاطرة، ويسوع سيرافقك في هذا. هو يرافقنا على الدوام، ويسير دائمًا، وهو قريب منا في حياتنا.

وختم البابا فرنسيس كلمته بالقول لا أريد أن أقول أشياء كثيرة بعد. اليوم سوف نسير معه، مسيرة آلامه، مسيرة مخاوفنا، ومسيرة عزلتنا. لنصمت لثانية واحدة وليفكر كل واحد منا في ألمه، في مخاوفه وفي بؤسه. لا تخافوا، فكروا في ذلك، وفكروا أيضًا في الرغبة في أن تستعيد روحكم ابتسامتها، لأن ويسوع يسير مع الصليب، ويموت على الصليب، لكي تبتسم أرواحنا. آمين.

(المصدر راديو الفاتيكان)

معانقة البابا فرنسيس لمجموعة من الشبان الأتراك التي عانوا من نتائج زلزال السادس من فبراير

على هامش زيارته الرسولية إلى البرتغال، التقى الحبر الأعظم في مقر السفارة البابوية في ليشبونة يوم الخميس مجموعة من الشبان والشابات الأتراك المشاركين في الأيام العالمية للشباب والذين عانوا من نتائج الزلزال المدمر الذي ضرب بلادهم في السادس من شباط فبراير الماضي.

هؤلاء الشبان والشابات الأتراك، الذين ينتمون إلى طوائف مسيحية مختلفة، توجهوا بالشكر إلى البابا فرنسيس على المساعدة التي قدمها لبلادهم عقب الهزة الأرضية المدمرة. وقد توجهوا إلى البرتغال برفقة النائب العام على النيابة الرسولية في منطقة الأناضول.

في أعقاب اللقاء صدر بيان عن دار الصحافة التابعة للكرسي الرسولي جاء فيه أن البابا فرنسيس عبر عن قربه من هؤلاء الشبان ومن الأشخاص الذين عانوا جراء الزلزال المدمر، وأشاد بشجاعتهم ومواجهتهم التحدي المتمثل في “إعادة بناء الحياة”. وختم البيان مشيرا إلى أن لقاء البابا مع الشبان والشابات الأتراك استغرق حوالي نصف ساعة، واختُتم بصلاة الأبانا، وتم خلاله أيضا الاحتفال بعيد ميلاد شابة تركية أطفأت شمعاتها الثلاث والعشرين.

(المصدر راديو الفاتيكان)

البابا يلتقي ممثلين عن بعض مراكز الرعاية والأعمال الخيرية في البرتغال ويقول لهم “أنتم المحبة التي تعمل”

يتابع البابا فرنسيس زيارته الرسولية إلى البرتغال لمناسبة الأيام العالمية للشباب ٢٠٢٣. صباح الجمعة توجه الحبر الأعظم إلى حديقة “فاسكو دا غاما” في العاصمة لشيبونة حيث تم تجهيز مائة وخمسين كرسي اعتراف ومنح البابا شابين من إسبانيا وإيطاليا وشابة من غواتيمالا سر الاعتراف، قبل أن يتوجه إلى مركز سيرافينا الرعوي للقاء ممثلين عن بعض مراكز الرعاية والأعمال الخيرية الناشطة في البرتغال.

وجه البابا فرنسيس للحاضرين خطاباً استهله مرحبا بالجميع وخص بالذكر كاهن الرعية، وشكره على الكلمة التي وجهها له. ثم قال الحبر الأعظم: حسنٌ أن نكون هنا معًا لأنّنا، في لقاء الأيام العالمية للشباب، ننظر إلى العذراء التي قامت فمضت لتساعد. في الواقع، المحبّة هي أصل وهدف المسيرة المسيحيّة، وحضوركم، أنتم واقع نراه، أنتم ”المحبّة التي تعمل“، وهذا يساعدنا على ألّا ننسى اتجاهنا ومعنى ما نعمله. أشكركم على شهاداتكم، وأريد أن أركِّز على عمل الخير معًا، والعمل بصورة واقعيّة.

أوّلًا: عمل الخير معًا أي أن نعيش ونساعد ونحبّ معًا: الشّباب والبالغين، الأصحاء والمرضى، معًا. يجب ألّا يُعرّف عن أنفسنا انطلاقًا من المرض أو المشاكل، لأنّنا لسنا مرضًا أو مشكلة: نحن، كلّ واحد منّا، عطيّة، عطيّة فريدة بالرّغم من حدودنا، وعطيّة ثمينة ومقدّسة لله، وللجماعة المسيحيّة وللجماعة البشريّة. وهكذا، كما نحن، نُغنِي الجماعة ونترك الجماعة تُغنينا.

تابع البابا فرنسيس متحدثا عن الوجه الثاني الذي هو العمل بصورة واقعيّة. وقال: إنّ الكنيسة “ليست متحفًا للآثار. إنّها نبع القرية القدّيم الذي يعطي الماء لأجيال اليوم والمستقبل”. النّبع يخدم لإرواء عطش الأشخاص الذين يصِلُون متعبين بثقل ومشقّات السّفر والحياة! الواقعيّة، أيّ الانتباه إلى الأمور كما هي ”هنا والآن“، وهذا ما تفعلونه أصلًا، مع الاهتمامّ بالتّفاصيل ومع الحس العمليّ، وهي فضائل جميلة تميِّز الشّعب البرتغالي.

بعدها قال البابا إنه يود أن يتوقف عند فكرة لم يكتبها، لكنها جزء من روح ما يريد قوله. وأضاف: لا يوجد حبّ مجرد، فالحب الأفلاطوني لا وجود له في الواقع. الحب ينبغي أن يكون ملموساً، إنه الحب الذي يلطّخ اليدين. وكل وحد منا مدعو لأن يتساءل ما إذا كان الحب الذي يكنه حيال الأشخاص الحاضرين هنا، والأشخاص الآخرين ملموساً أم مجردا؟ عندما أمد يد المساعدة إلى شخص محتاج، إلى مريض، إلى شخص مهمش، هل أخاف من أن ينقل لي العدوى؟ هل أشعر بالقرف حيال الفقر؟ فقر الآخرين؟

وأضاف الحبر الأعظم أن بعض الأشخاص يعيشون حياة نظيفة لكن لا جدوى منها، ويمرون على هذه الدنيا دون أن يتركوا أثراً، لأن حياتهم لا ثقل لها. لكن هنا يوجد واقع يترك أثراً منذ سنوات طويلة، ويشكل مصدر إلهام للآخرين. واعتبر البابا أنه لا وجود لليوم العالمي للشباب إن لم يؤخذ هذا الواقع في عين الاعتبار. لأن هذا النشاط يعكس أيضا وجه الشباب، لأنه يولّد حياة جديدة باستمرار، من خلال تصرفاتكم والتزامكم، ومن خلال تلطيخ اليدين للمس بؤس الآخرين، وهذا يولد إلهاماً ويولّد الحياة.

ختم البابا فرنسيس خطابه إلى الممثلين عن بعض مراكز الرعاية والأعمال الخيرية قائلا: شكراً على كل هذا، أشكركم من صميم القلب. سيروا إلى الأمام ولا تفقدوا الشجاعة.

(المصدر راديو الفاتيكان)

البابا يصلي المسبحة الورديّة مع الشباب المرضى والمساجين في مزار فاطيما

في اليوم الرابع من زيارته إلى البرتغال بمناسبة الأيام العالمية للشباب السابع والثلاثين، قام البابا فرنسيس، صباح اليوم السبت 5 أغسطس 2023، بزيارة إلى مزار السيّدة العذراء في فاتيما، حيث رفع صلاة المسبحة الورديّة في كابيلا الظهورات، مع المرضى الشباب والمساجين، من أجل السلام.

وفي ختام الصلاة ألقى قداسته كلمة عفويّة قال فيها: لقد تلونا صلاة المسبحة الوردية، وهي صلاة جميلة وحيوية، حيوية لأنها تضعنا في تواصل مع حياة يسوع ومريم. وتأملنا في أسرار الفرح التي تذكرنا بأن الكنيسة لا يمكنها إلا أن تكون بيت الفرح. إن الكابلة التي نحن فيها هي صورة جميلة للكنيسة: مضيافة وبدون أبواب، إنّ الكنيسة ليس لها أبواب، لكي يتمكن الجميع من الدخول. وهنا يمكننا أيضًا يمكننا أن نُصرّ على أنه يمكن للجميع أن يدخلوا، لأن هذا هو بيت الأم، وقلب الأم مفتوح دائمًا لجميع أبنائها، للجميع بدون استبعاد أحد.

 نحن هنا تحت نظرها الوالدي، نحن هنا ككنيسة، كنيسة أم. والحج بالتحديد هو سمتها المريمية، لأن مريم هي أول من قام بحج بعد أن نالت البشرى بيسوع. فما إن اكتشفت حمل نسيبتها التي كانت مُسنّة، خرجت راكضة إليها. إنها ترجمة فضفاضة نوعًا ما، لكن الإنجيل يقول، “مضت مسرعة”، لكن باللغة المحكية نحن نقول خرجت راكضة لكي تساعد وتكون حاضرة. هناك الكثير من الأدعية لمريم، ولكن هناك دعاء آخر يمكننا أن نقول إذ نفكر فيها كالعذراء التي تنطلق مسرعة، في كل مرة تحدث مشكلة ما، في كل مرة ندعوها فيها، هي لا تتأخر بل تأتي مُسرعة إنها “العذراء المسرعة”، هل يعجبكم ذلك؟ لنقل ذلك معًا: سيدتنا مريم العذراء المسرعة، التي تسرع لكي تكون بقربنا، والتي تسرع لأنها أم. وهكذا رافقت حياة يسوع، ولم تختبئ بعد القيامة، بل رافقت التلاميذ، في انتظار الروح القدس، ورافقت الكنيسة التي بدأت تنمو بعد العنصرة. إنَّها سيدتنا مريم العذراء المسرعة وسيّدتنا العذراء مريم التي ترافق! لم تكن أبدًا رائدة! وتصرف مريم الأم التي تستقبل هو مزدوج، أولاً تقبل يسوع ومن ثمَّ تدلُّ إليه. إنَّ مريم في حياتها لم تفعل شيئًا سوى أن تدلنا إلى يسوع. “افعلوا ما يقوله لكم”، اتبعوا يسوع، هاذان هما تصرفا مريم، لنفكر في ذلك جيّدًا، هي تقبلنا جميعًا، وتدلنا إلى يسوع، وتقوم بذلك بسرعة.

إنّ سيدتنا مريم العذراء المسرعة تقبلنا جميعًا وتدلنا إلى يسوع؛ وفي كلِّ مرة نأتي فيها إلى هنا لنتذكّر ذلك: إن مريم حاضرة هنا بشكل مميّز لكي ينفتح عدم إيمان الكثير من القلوب على يسوع، وبحضورها هي تدلنا إلى يسوع دائمًا. واليوم هي حاضرة هنا بيننا، إنها دائمًا بيننا، ولكنني اليوم شعرت بأنها أقرب بكثير. أيها الأصدقاء، إن يسوع يحبنا لدرجة أنه يتماهى معنا، ويطلب منا أن نتعاون معه، ومريم تدلنا إلى ما يطلبه يسوع منا، أي أن نسير في الحياة، ونتعاون معه. أريد أن ننظر اليوم إلى صورة مريم، ونفكر كلٌّ منا بماذا تقول لي مريم كأم، وما الذي تدلني إليه بإصبعها؟ هي تدلنا إلى يسوع، ولكنها تدلنا أحيانًا أيضًا إلى شيء لا يعمل جيدًا في قلبنا. لنسألها إذن: يا أمي ما الذي تدليني إليه؟ لنأخذ وقفة صمت وليسأل كل واحد منا العذراء في قلبه: “يا أمي وما الذي تدليني إليه؟ ما الذي يقلقُكِ في حياتي؟ ما الذي تتأثرين به في حياتي؟ ما الذي يثير اهتمامك في حياتي؟ وأنت تدُلِّين إليه”. وعندها ستشير إلى قلوبنا لكي يأتي إليها يسوع، وبالتالي تمامًا كما تدلنا إلى يسوع، هي تدل يسوع إلى قلب كل واحد منا.

أيها الإخوة الأعزاء، لنشعر اليوم بحضور مريم الأم، الأم التي ستقول دائمًا “افعلوا ما يقوله لكم يسوع”، هي تدلُّنا إلى يسوع، ولكن الأم تقول ليسوع أيضًا: “افعل ما يطلبونه منك”. هذه هي مريم. هذه هي أمنا، سيدتنا التي تُسرع لكي تكون قريبة منا. لتباركنا جميعًا، آمين.

(المصدر أبونا)

البابا فرنسيس يختتم زيارته الرسولية إلى البرتغال بلقاء متطوعي الأيام العالمية للشباب

في ختام زيارته الرسولية إلى البرتغال التقى البابا فرنسيس مساء الأحد في ألجيش متطوعي الأيام العالمية للشباب. ووجه في بداية كلمته الشكر إلى الجميع على ما قاموا به من عمل جيد وقال إنهم عملوا لأشهر بعيدا عن الأضواء، هذا إلى جانب انهم قد أصبحوا نموذجا من خلال تشكيلهم فريقا للعمل معا. وأضاف الأب الأقدس أن ما قاموا به، وأكثر منه عمل، هو خدمة.

وتابع البابا متحدثا عن الخدمة التي قدمتها مريم العذراء التي قامت ومضت مسرعة لزيارة اليصابات، حيث شعرت بالحاجة الملحة لتقاسم الفرح بالخدمة. تحدث قداسته أيضا عن زكا الذي نزل من الشجرة مسرعا ليلتقي يسوع ويستضيفه في بيته، وعن النساء والتلاميذ الذين كانوا يمضون يوم الفصح مسرعين بين القبر والعلية ليعلنوا قيامة المسيح. وتابع البابا أن مَن يحب لا يقف مكتوف اليدين بل يسرع الخطى نحو الآخرين، وقال للأعداد الكبيرة من المتطوعين أنهم قد ركضوا وأسرعوا كثيرا خلال هذه الأشهر وتابع أنه قد رآهم يجيبون على آلاف الاحتياجات بوجوه يبدو عليا التعب أحيانا ولكنه لاحظ أن عيونهم ملتمعة بفرح الخدمة. وتوقف البابا عند ما قاموا به من أشياء كبيرة من خلال لفتات بسيطة مثل تقديم زجاجة مياه، لفتات تصنع الصداقة. وأشار البابا فرنسيس إلى أن إسراعهم وركضهم هذا يختلف عن اللهاث بلا هدف الذي نجده في عالمنا أحيانا، فقد كانوا يسرعون للقاء الآخرين وخدمتهم باسم يسوع، ليَخدموا لا ليُخدموا. وشكرهم قداسته على هذا.

وعن الشهادات التي تم الإصغاء إليها من قِبل بعض الشباب قال البابا فرنسيس إنهم قد تحدثوا جميعا عن لقاء خاص ومميز مع يسوع، وأضاف أنهم قد ذكَّرونا باللقاء الأجمل، محرك اللقاءات الأخرى كافة، اللقاء الذي يجعل الحياة تسير قدما، اللقاء الأهم. وشدد الأب الأقدس هنا على أن تجديد اللقاء الشخصي مع يسوع كل يوم هو جوهر الحياة المسيحية وأكد ضرورة تجديده لا في العقل فقط بل وفي القلب أيضا. وأشار إلى أن قول “نعم” صغيرة ليسوع يمكنه أن يغير حياتنا، وأضاف أن “نعم” التي نقولها للآخرين أيضا هي مفيدة. وواصل البابا معلقا على الشهادات التي تم الاستماع إليها فتحدث عما يجب القيام به في لحظات التخبط والفوضى في الحياة، فلاستعادة النظام لسنا في حاجة إلى الأشياء أو الأموال بل إلى توسيع القلوب وفتحها على المحبة، وذكَّر بأن الرب يسير معنا. ومن شهادة أخرى لأحد الشباب تحدث فيها عن تمكنه خلال الأيام العالمية للشباب من لقاء يسوع ولقاء الآخرين انطلق الأب الأقدس ليتحدث عن لقاء يسوع كلحظة فريدة ومميزة يصعب وصفها، إلا أن هذا اللقاء يأتي دائما بفضل مسيرة نقوم بها مع الآخرين.

وفي ختام كلمته استعار البابا فرنسيس صورة الأمواج المرتفعة في منطقة نازاري شمالَي لشبونة حتى أنها أصبحت مزارا سياحيا عالميا، فقال للمتطوعين إنهم قد واجهوا هم أيضا خلال هذه الأيام موجة بكل معنى الكلمة، ليست من المياه، بل هي موجة شباب غمرت المدينة، إلا أنهم بمعونة الله وبفضل السخاء الكبير والدعم المتبادل نجحوا في اعتلاء هذه الموجة. وشجع الأب الأقدس بالتالي الجميع على مواصلة اعتلاء موجة المحبة. وأضاف: لتكن خدمة الأيام العالمية للشباب الأولى من موجات خير كثيرة ستحملهم إلى الأعلى كل مرة، أكثر قربا من الله، وهذا سيجعلهم يرون طريقهم من منظور أفضل.  

(المصدر راديو الفاتيكان)

أمسية الصلاة لمناسبة الأيام العالمية للشباب.. البابا يشجع المشاركين على عدم الخوف من الفشل ويطلب منهم أن يحملوا الفرح للآخرين

“لا بد من السير قدما في الحياة وإذا سقط الإنسان فهو يحتاج إلى المساعدة كي ينهض، وهذا هو تمرين مستمر لأنه لا يوجد شيء مجاني في العالم باستثناء محبة يسوع”. بهذه الكلمات توجه البابا فرنسيس إلى حوالي مليون ونصف مليون شاب وشابة غصت بهم حديقة تيجو في ليشبونة، والتي باشروا بالتوافد إليها بدءا من ساعات الصباح الأولى كي يشاركوا في أمسية الصلاة لمناسبة الأيام العالمية للشباب، والتي كانت المحط ما قبل الأخير من أسبوع حافل بالنشاطات على التراب البرتغالي. ومن بينهم من وصلوا إلى الحديقة بعد مسيرة طويلة اجتازوا خلالها ثمانية أو عشرة كيلومترات سيراً على الأقدام.

خطاب البابا إلى الشبان أخذ شكل حوار، فطرح فرنسيس على الحاضرين أسئلة اقتضت منهم الأجوبة. وقد شرح الحبر الأعظم المعنى العميق للعمل الذي قامت به مريم، التي نهضت وتوجهت مسرعة عند نسيبتها أليصابات، مع أنها كانت قد تلقت للتو بشارة الملاك. ولفت البابا إلى أن العذراء، وعوضا عن التفكير بنفسها، فكرت بالشخص الآخر، فكرت بنسيبتها لأن الفرح هو إرسالي، ليس خاصاً بنا بل يهدف إلى حمل شيء ما للآخرين.

شاء فرنسيس أن يتوقف عند هذه الفكرة أكثر من مرة طالباً من الشبان أن يكرروا القول إنهم عازمون على حمل الفرح للآخرين، متذكرين أن الآخرين أيضا جهّزونا كي نناله. إنهم الأشخاص الذين حملوا النور إلى حياتنا: الوالدون، الأجداد، الأصدقاء، الكهنة، الرهبان، معلمو الدين، والمدرسون. وطلب البابا من الحاضرين أن يقفوا دقيقة صمت يتذكرون خلالها هؤلاء الأشخاص. وقال إن هؤلاء هم جذور الفرح، لأن الفرح الواجب نقله لا ينبغي أن يكون عابراً أو موقتاً، بل يجب أن يمد الجذور، وهذا الأمر لا يتحقق داخل جدران المكتبة إذ لا بد من السعي إليه واكتشافه في الحوار مع الآخرين.

بعدها سأل البابا الشبان والشابات المشاركين في أمسية الصلاة ما إذا كانوا قد شعروا بالتعب في بعض الأحيان، وقال إن الإنسان قد يشعر أحياناً بالرغبة في الاستسلام والتوقف عن السير قدماً، ويسقط أرضا. بيد أن الفشل في الحياة ليس النهاية. من المهم ألا يبقى الإنسان أرضاً، وألا يقفل الباب أمام الأمل في الحياة. وفي هذه الحالة ينبغي أن يُساعد الشخص الذي سقط كي يتمكن من النهوض. وهي جملة كررها البابا أكثر من مرة وطلب من الحاضرين أن يتأملوا فيها وسط التصفيق. وقال إن الطريقة الوحيدة التي يمكن أن ننظر فيها إلى شخص ما من الأعلى إلى الأسفل، هي عندما نساعده على النهوض.

هذا ثم لفت الحبر الأعظم إلى أن هذا الأمر يحتاج إلى التمرين، تماما كلاعب الكرة الذي يتمرن على تسديد الأهداف. وقال إنه لا توجد دورات دراسية تعلمنا السير في الحياة. إننا نتعلم ذلك من والدينا، من أجدادنا وأصدقائنا الذين يمسكون بيدنا. من هنا دعا البابا الحاضرين إلى وضع هدف لمسيرتهم، وإلى التمرين كل يوم من أيام حياتهم، لأنه لا يوجد شيء مجاني، فلكل شيء ثمنه، باستثناء محبة يسوع، التي هي مجانية. من هذا المنطلق شجع البابا فرنسيس الشبان والشابات على السير قدماً والنظر إلى الجذور بلا خوف.

القسم الأول من أمسية الصلاة بدأ بعرض موسيقي ولوحات راقصة روت قصة شابة تركت الله يحاكيها، وقد بدل هذا الاختبار حياتها، وترك أثراً لدى جميع الأشخاص الذين التقت بهم. وهذه الرواية تشبه إلى حد بعيد ما حصل مع مريم العذراء التي قالت “نعم” لدعوة الله لها، وهي تلهمنا اليوم على فعل الشيء نفسه، وعلى أن نهب أنفسنا بالكامل للرب وأن نضع حياتنا كلها بين يديه، متخلّين عن مشاريعنا الخاصة، كي نصبح أدواته في تاريخ محبته تجاه كل واحد منا.

وقد تخللت العرض الفني شهادتان إحداهما لكاهن تحدث عن التزامه في حمل الفرح للآخرين ومساعدتهم على إيجاد المسيح، وروى أنه تعرض لحادث سير خطير نجا منه بأعجوبة وجعله يدرك المعنى العميق للحياة، فأصبح كاهنا. أما الشهادة الثانية فكانت لشابة جاءت من الموزمبيق، من منطقة كابو ديل غادو، التي تشكل منذ خمس سنوات مسرحاً لأعمال عنف تمارسها مجموعات مسلحة متطرفة. وقالت إنها بعد أن فقدت والدها اضطرت للهرب من الإرهابيين مع والدتها وشقيقاتها الثلاث، وقد صلين كثيراً، ولم يفقدن الإيمان، وطلبن من الله أن يساعدهن على إلغاء الشر من العالم وصلين كي يتبدل الأشخاص المسؤولون عن هذه الحرب. وختمت بالقول: إننا، وعلى الرغم من الآلام الكثيرة، لم نفقد قط الأمل بأننا سنتمكن يوماً ما من بناء حياتنا مجددا.

(المصدر راديو الفاتيكان)

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى