“حملة جمع التبرعات لصالح الأرض المقدسة يوم الجمعة العظيمة ستُخصص هذا العام لمساعدة ضحايا الزلزال المدمر الذي ضرب تركيا وسورية الشهر الماضي” هذا ما جاء في رسالة لعميد دائرة الكنائس الشرقية المطران كلاوديو جوجيروتي، حثّ فيها المؤمنين الكاثوليك حول العالم على دعم مشاريع حراسة الأرض المقدسة والعديد من الجمعيات الرهبانية التي تشكل مصدر رجاء بالنسبة للمقيمين في الأماكن المقدسة ومن يعانون من تبعات الهزة الأرضية الأخيرة.
المطران جوجيروتي كتب أن تلك المناطق كانت شاهدة على عمل الرسل، وقد تفتحت فيها براعم المسيحية في القرن الأول، وشهدت أيضا نشوء التقاليد الرهبانية والنسكية، بالإضافة إلى المدارس اللاهوتية التي ساهمت في تطوير فهم السر المسيحي.
وأضاف سيادته أن البابا فرنسيس شاء أن يشجع المؤمنين حول العالم على التضامن مع الجماعات المسيحية في الأرض المقدسة، التي ما تزال تشهد للإنجيل، وهي تريدنا أن نرى في المسيح المتألم والمصلوب آلام العديد من الأخوة والأخوات الذين شاهدوا أحباءهم يموتون تحت الأنقاض أو جراء القصف، ولا بد أن يُرافق هؤلاء الأشخاص على درب الجلجلة والصليب مدركين أن القبر ليس الكلمة الأخيرة لحياة الإنسان.
بعدها طلب المسؤول الفاتيكاني من المؤمنين أن يحافظوا على ذكرى العلية حية، من خلال جعل بيوتهم ورعاياهم علياتٍ للصلاة وممارسة المحبة. وشدد على ضرورة أن يسكن إعلان القيامة في قلوبنا جميعاً. وذكّر المطران جوجيروتي بأن العديد من بيوت وأديرة الرهبان والراهبات الفرنسيسكان والجمعيات الرهبانية الأخرى في تركيا وسورية، تحولت خلال الأسابيع الماضية إلى ملجأ آمن للعديد من الأشخاص المشردين، ولفت إلى أن تلك الجمعيات تبقى مصدرا للرجاء في الأرض المقدسة عن طريق الاهتمام بالصغار، وتوفير التعليم المدرسي ومرافقة الأمهات الفقيرات، والانحناء على المسنين والمرضى، بالإضافة إلى توفير السكن وفرص العمل للعديد من العائلات.
وتوجه سيادته في رسالته إلى المؤمنين الكاثوليك حول العالم حاثا إياهم على المشاركة بسخاء في حملة جمع التبرعات يوم الجمعة العظيمة، الموافق السابع من أبريل المقبل، تماما كما فعلت الأرملة التي أشاد بها يسوع في الإنجيل.
وفي تقريرها لعام ٢٠٢٢ أوضحت دائرة الكنائس الشرقية أن حملة جمع التبرعات لصالح الأرض المقدسة تشكل المصدر الأساسي لإبقاء الجماعات المسيحية حية حول الأماكن المقدسة، وهي أداة تسمح للكنيسة بالوقوف إلى جانب الجماعات الكنسية في الشرق الأوسط، كما أنها تفسح المجال أمام الحراسة الفرنسيسكانية للأرض المقدسة كي تعتني بالمواقع المقدسة، التي هي حجارة الذاكرة، وكي تحافظ أيضا على الحضور المسيحي هناك، مع العلم أن المسيحيين هم الحجارة الحية، وذلك من خلال العديد من نشاطات التضامن في مختلف المجالات الرعوية والتربوية والإعانية والصحية والاجتماعية. وهذا ينطبق على القدس، فلسطين، إسرائيل، الأردن، القبرص، لبنان، مصر، أثيوبيا، إرتريا، تركيا، إيران، العراق.
(المصدر راديو الفاتيكان)