رئيس أساقفة حلب للموارنة المطران يوسف طوبجي: مشروعين لإعادة إعمار وترميم بيوت المسيحيين ومساعدة من تشردوا على دفع أجور السكن.. تقديم مساعدات غذائية ومادية للعائلات التي فقدت مورد رزقها بسبب الزلزال
في وقت تستعد فيه الجماعات المسيحية في سورية للاحتفال بعيد الفصح أجرى موقع فاتيكان نيوز الإلكتروني مقابلة مع رئيس أساقفة حلب للموارنة المطران يوسف طوبجي حدثنا خلالها عن حملات التضامن مع السكان المنكوبين جراء الزلزال، وتطرق إلى أهمية الاحتفالات الفصحية التي تمنح الرجاء وتعطي معنى للإيمان المسيحي.
قال رئيس الأساقفة طوبجي إن الجماعات المسيحية تعيش حالياً زمن الصوم بألم لكن في أجواء من التضامن التام، مشيداً بحس المسؤولية الذي أظهره العالم تجاه سورية في أعقاب الزلزال الأخير الذي ضرب شمال البلاد في السادس من فبراير الماضي.
ولفت سيادته إلى وجود العديد من الجمعيات والأخويات التي تسعى إلى تلبية احتياجات من تضرروا بسبب الهزة الأرضية، وهذا يضاف إلى حملات التضامن التي نُظمت في مختلف أنحاء العالم من أجل مد يد العون للسكان المنكوبين.
وأشار إلى أن التضامن جاء أيضا من الجماعات الدينية في بلدان المنطقة، شأن العراق والإمارات العربية المتحدة، موضحا أن سورية عادت لتتصدر صفحات الجرائد العالمية بعد أن بقيت منسية لسنوات طويلة.
وأكد سيادته أن زمن الصوم هذا العام يأتي بعد أكثر من عقد من الأحداث المؤلمة: اثنتا عشرة سنة من الحرب، جائحتا كوفيد وكوليرا، ومن ثم العقوبات الدولية.
في سياق حديثه عن العلاقات بين المسيحيين والمسلمين، خصوصا وأن عيد الفصح يتزامن هذا العام مع شهر رمضان، قال المطران طوبجي إن المسيحيين والمسلمين في سورية هم على تواصل يومي، وثمة أجواء من الأخوة على الرغم من وجود بعض العناصر التي تلحق الضرر أحياناً.
ولفت إلى العلاقات الجيدة التي تربطه مع مفتي الجمهورية العربية السورية ومع جميع القادة الدينيين في حلب، وقال إن المسألة لا تقتصر على تبادل التهاني رسمياً مع المسلمين، إذ يوجد حوار عميق بين الطرفين حول عدد من القضايا، من بينها شخصية العذراء مريم. وأشار سيادته إلى تزامن العيدين هذا العام، متحدثا أيضا عن التضامن في أعقاب الزلزال الأخير الذي أظهر أن الجميع يوجدون على متن الزورق نفسه.
فيما يتعلق بالاحتفالات الدينية لمناسبة أسبوع الآلام وعيد الفصح قال رئيس أساقفة حلب للموارنة إنها تجري بهدوء على الرغم من المشاكل التي سببها الزلزال التي زادت الطين بلة بعد سنوات من الحرب والمعاناة التي اختبرها المسيحيون في مناطق نفوذ الجهاديين. ولفت سيادته إلى مدى تعلق المسيحيين بهذه الاحتفالات لكونها تمنح الرجاء وتعطي معنى لإيمان المسيحيين الذين ينظرون إلى صليب المسيح كي يستمدوا منه القوة وسط الصعوبات. وأكد أن عيد الفصح هو عيد القيامة، ولهذا السبب ثمة تطلعات كبيرة من قبل الشبان، وشدد على ضرورة أن يتحلوا بالصبر وينتظروا أن تفتح نعمة الرب قلوب وضمائر حكام العالم كله، مؤكدا أن المؤمنين يرفعون الصلاة على نية السلام في العالم وعلى نية ازدهار الشعوب.
في ختام حديثه لفت سيادته إلى مشروعين تم إطلاقهما في حلب الأول يهدف إلى إعادة إعمار وترميم بيوت المسيحيين ومساعدة من تشردوا على دفع أجور السكن، والمشروع الثاني يتعلق بتقديم مساعدات غذائية ومادية للعائلات التي فقدت مورد رزقها بسبب الزلزال.
(المصدر راديو الفاتيكان)