Uncategorized

جوجيروتي: الاعتداء الأخير ضد الكنيسة في سوريا هدفُه إجبار المسيحيين على ترك الشرق الأوسط

في أعقاب الهجوم الإرهابي الذي استهدف المصلين داخل كنيسة مار إلياس للروم الأرثوذكس في إحدى ضواحي العاصمة السورية، عبّر عميد دائرة الكنائس الشرقية الكاردينال كلاوديو جوجيروتي عن قرب الكنيسة الجامعة من المؤمنين الذين استهدفهم الاعتداء الانتحاري، لافتًا إلى أنه لا يوجد أي فرق بين المسيحيين لأنهم جمعهم باتوا الضحية.

وعبر الكاردينال كلاوديو جوجيروتي عن قلقه حيال ما جرى، مع أنه أكد أن الاعتداء لم يكن مفاجئاً إذا ما أخذنا في عين الاعتبار التوترات وأعمال العنف الراهنة في منطقة الشرق الأوسط بأسرها. واعتبر نيافته أنه من الصعب جدًا أن نتنبأ بما يمكن أن يحدث في الغد، لافتًا إلى أن الأمر المؤكد هو أن المجزرة التي ذهب ضحيتها المكون المسيحي تهدف إلى مضاعفة أعداد المسيحيين الذين يغادرون الشرق الأوسط. ورأى أن الاعتداء الإرهابي استهدف كنيسة تابعة للروم الأرثوذكس، دون سواها، نظراً لكون هذه الطائفة تشكل الأكثرية في حي الدويلعة، مشيرًا إلى أن الهجوم استهدف في الواقع جميع المسيحيين في سوريا، لا بل في منطقة الشرق الأوسط برمتها.

أعتبر الكاردينال جوجيروتي أن المسيحيين المتمسكين بالبقاء في أرضهم هم أبطال بكل ما للكلمة من معنى، وأضاف: أن هؤلاء يرفضون النزوح لأنهم يأملون في التوصل إلى تفاهم أو اتفاق ما، وهم مقتنعون بأن “النموذج اللبناني” يمكن أن يُطبق في بلدان أخرى. ورأى الكاردينال أنه يتعين على القادة والحكّام الغربيين أن يدركوا أن المسألة في سوريا والمنطقة لا تتعلق بالإيمان المسيحي، كعقيدة، بل في النظر إلى المكونات المسيحية على أنها تنتمي إلى الغرب، حتى عندما يكون الأشخاص مسيحيين إسميين، وهم ملحدون في الواقع. ورأى نيافته أن ما نشهده اليوم يبدو حرباً عالمية جديدة، تحمل صبغة دينية.

وقال المسؤول الفاتيكاني: إنه يفكّر بالضحايا الأبرياء للاعتداء على كنيسة مار إلياس، مؤكدا أن المسيحيين في سوريا والشرق الأوسط هم جزء لا يتجزأ من العائلة المسيحية الكبرى. إنهم يتناولون جسد الرب ودمه، ويؤمنون بالإله المتجسد، المصلوب والقائم من بين الأموات، وبالتالي هم جزء منا. مشيرًا إلى أن الله لا يتخلى عن شعبه أبداً، وهو لم يفعل ذلك في زمن الحرب، ولا على مر التاريخ، بل شدهنا دائماً القيامة، وهذا ما سنشهده هذه المرة أيضًا، مع أن الكلفة قد تكون باهظة.

وعبر الكاردينال عن قربه من الجماعة المسيحية في سوريا، مع أن هذا الأمر ليس كافياً، وتوجه إلى هؤلاء المسيحيين قائلًا: نحن معكم، نحن أنتم! في هذه الكنيسة في دمشق قتلونا نحن أيضًا، وبالتالي لا يمكن التمييز بين كنيسة وأخرى، لأننا جميعا الضحية. 

(راديو الفاتيكان)

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى