Uncategorized

تحتاج الأرض المقدسة إلى وساطة خارجية لكي تحصل على السلام

دعا البابا للانضمام إلى وقفة صلاة من أجل السلام اقترحها المنتدى الدولي للعمل الكاثوليكي في الذكرى السنويّة التاسعة للصلاة من أجل السلام في الأرض المقدسة التي أُقيمت في حدائق الفاتيكان. النائب البطريركي العام في القدس وفلسطين يُسلِّط الضوء على أهمية اللقاءات وقوة الصلاة: “الله يريد ارتداد القلوب والنية الجادة للوصول إلى السلام، وبدون ذلك سيكون السلام بطيئًا”.

دعا المنتدى الدولي للعمل الكاثوليكي هذا الخميس، عند الساعة الواحدة ظهرًا، المؤمنين من مختلف الأديان والطوائف إلى الاتحاد للصلاة، وتخصيص “دقيقة من أجل السلام” في العالم.

 وخلال مقابلة الأربعاء العامة مع المؤمنين، دعم البابا مبادرة الصلاة هذه من أجل إنهاء الحروب، لا سيما في “أوكرانيا المعذّبة”. وباختيار المنتدى الدولي للعمل الكاثوليكي لتاريخ ٨ (يونيو)، أعرب عن رغبته في إحياء ذكرى الصلاة من أجل السلام التي دعا إليها البابا فرنسيس في ٨ (يونيو) ٢٠١٤، حيث اجتمع رئيسا إسرائيل والسلطة الفلسطينية، شيمون بيريز ومحمود عباس، في الفاتيكان، بحضور بطريرك القسطنطينية، لكي يسألوا الله معًا عطية السلام في الأرض المقدسة.

وللمناسبة أجرى القسم الفرنسي لموقع فاتيكان نيوز مقابلة مع المطران ويليام شوملي النائب البطريركي العام في القدس وفلسطين عاد فيها إلى الرجاء الذي ولّده هذا اللقاء في حدائق الفاتيكان.

قال المطران ويليام شوملي كان انطباعي متفائلاً. أعلم أن الصلاة لها دائمًا تأثير في وقت قريب أو بعيد، ليس فقط لتحقيق السلام – الذي نتمناه بالطبع – وإنما أيضًا لتجنب الأسوأ، لأن تجنب الأسوأ يمكنه أن يكون ثمرة للصلاة. صحيح أنه منذ عام ٢٠١٤، لم يتم حل قضية الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، لكننا على الأقل تجنبنا الأحداث التي كان من الممكن أن تكون أكثر مأساويّة من تلك التي عشناها. على سبيل المثال، استمرت الحرب الأخيرة بين الجهاد الإسلامي وإسرائيل ثلاثة أيام. كان من الممكن أن تستمر ٥٠ يومًا كما في الحروب الماضية، ونحن ما زلنا نرجو أن يأتي السلام في يوم من الأيام.

تابع النائب البطريركي العام في القدس وفلسطين مجيبًا على سؤال حول إن كانت الصلاة فعل ارتداد شخصي أساسي للذهاب أبعد من العنف وقال يتطلب بناء السلام حسن النية من كلا طرفي الصراع. إذا كان الطرفان لا يريدان تحقيق السلام، فإن كل الوساطات ستكون عديمة الجدوى. ولتغيير عقليات المقاتلين أو الأعداء التقليديين، يمكن للصلاة أن تفعل الكثير حقًا. أخيرًا، يريد الله ارتداد القلوب والنية الجادة للوصول إلى السلام. التي بدونها، يكون السلام بطيئًا.

أضاف المطران ويليام شوملي مجيبًا على سؤال حول إن كان اللقاء والمعرفة المتبادلة للوصول إلى الأخوّة التي تبني السلام الخطوة الأساسية الأخرى نحو السلام وقال نعم، نحن بحاجة إلى لقاء، وعلينا أن نقبل بأن نجلس حول طاولة المفاوضات. نحن بحاجة إلى وسطاء لتخفيف الموقفين، وللقيام بالقليل من الضغط. نحن نعلم أنه تم حل العديد من المشاكل بهذه الطريقة. لقد قامت أوروبا بعد حربين عالميتين ببناء الاتحاد الأوروبي وهذه معجزة، وقد حدثت هذه المعجزة لأن ثلاثة مسيحيين مُتحمِّسين – ألماني وفرنسي وإيطالي أرادوا بجدية أن يصنعوا السلام ويبنوا الاتحاد الأوروبي الذي برأيي، هو نموذجٌ ومعجزةُ مصالحة.

وختم المطران ويليام شوملي النائب البطريركي العام في القدس وفلسطين حديثه لموقع فاتيكان نيوز مجيبًا على سؤال حول إن كان يوجد مثل هؤلاء الأشخاص اليوم في الأرض المقدسة، وما هي معوقات السلام وقال في أجواء الكراهية والدماء والعنف الحالية، من الصعب للغاية أن نجلس على طاولة المفاوضات. لدينا حكومة يمينية في إسرائيل ولدينا حماس بين الفلسطينيين، ومن الصعب حملهم على الجلوس على الطاولة عينها. لا تزال هناك عقبات أمام السلام: على الانقسامات بين الفلسطينيين والجانب الإسرائيلي أيضًا أن يفهموا أنهم لن يحصلوا على السلام أيضًا. هناك نساء ورجال ذوي إرادة صالحة يعملون بجدية من أجل السلام، لكنهم أقليات لا ترتفع أصواتهم بشكل كافٍ من أجل إحداث تغيير فعال. نحن لسنا ناضجين بما فيه الكفاية لذلك. لأن الجميع يحتاج إلى السلام، والجميع يتحدث عن ذلك، والجميع يدَّعي أنّه يصلّي من أجل السلام، لكن السلام ليس هناك. نحن نعلم أن الله يستجيب لصلواتنا، فلماذا لم يستجب لها؟ أعتقد أنه لا يزال هناك الكثير من العمل الذي يتعين القيام به. نحن بحاجة إلى وساطة أقوى من القوى العظمى. لا يمكننا أن نترك الطرفين يتفاوضان وحدهما، نحن بحاجة إلى تدخل خارجي، لاسيما من الأمريكيين.

(المصدر راديو الفاتيكان)

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى