نسمع كثيراً هذه الأيام عن “الأخوة الإنسانية” بينما يسوع المسيح منذ أكثر من 2000 سنة يكلمنا عن “الأخوة الإنسانية” ويقول بولس الرسول “لينتبه بعضنا إلى بعض للحث على المحبة والأعمال الصالحة” (عب10 : 24 (.
فعل الانتباه تعنى المسؤولية تجاه أخي الإنسان وباليونانية Katanoein أي النظر جيداً أو النظر بتدقيق وهو مستعمل في العهد الجديد، أنظر إلى طيور السماء.
وأنظر القذى في عينك ونظر يسوع إليه وأحبه وإلى آخر. أي: بقاء أعيننا على الآخر مثل الغنى ولعازر فخطيئة الغني إنه لم ينظر إلى الآخر الذي على باب بيته، ومثل قايين الذى فجرا على الله “هل أنا حارس لأخي” (تك 4: 9).
يقول البابا بولس السادس: “العالم مريض ليس من نقص الموارد بل يكمن في انعدام الأخوة بين البشر والشعوب” والجواب في تأمل في نص الدينونة العامة يسوع يساوي نفسه بأخوته البشر الضعفاء بالإنسان الجوعان والفقير والمريض والمسجون والغريب إلى آخر دون تمييز بين البشر ( الدين، الطائفة، الحزب، اللون، الحالة الإيمانية، الأثنية).
القديس بولس وهو على طريق دمشق يسأل “من أنت يا رب؟ وأجابه يسوع أنا يسوع الذي تضطهده”. وهنا تحول بولس، فالإيمان مرتبط بالأعمال لأن هناك من يقول أن الإيمان. بولس ذاته يقول في أفسس “لأننا من صنع الله خلقنا في المسيح يسوع للأعمال الصالحة التي أعدها الله لنمارسها”.
ونحن على مشارف مسيرة الصوم علينا أن ننظر بتدقيق في احتياجات الأخر خاصة الأكثر احتياجاً وقد يكون الأخر من أصل بيتك، زوجك وزوجتك أو الأبناء أو الذين يعملون معك حتى نستحق أن نسمع من فم الرب، يقول يسوع ذاته “رثوا الملك المعد لكم… لأنكم فعلتم ذلك بأحد أخوتي هؤلاء الصغار”.