بيان مجلس كنائس الشرق في الذكرى السنوية الـ11 على اختطاف مطراني حلب
تمر السنة الحادية عشرة، ومطراني حلب، العزيزين على كنيستَيهما وعلى قلوب رعاياهم وكلّ من عرفهما، ما زالا مجهولي المصير.
ماذا يسعنا ان نقول للعالم الصامت والمتجاهل لهذه المأساة؟ هل نرفع الصوت عاليًا ونحن نعلم انه أصم؟ هل نخاطب ضميره ونحن نعلم انه قد فقد كل مشاعر الرحمة؟ هل نتوجه الى مؤسساته ونحن نعلم انها ليست ذات جدوى؟ ينطبق على العالم اليوم القول “لكان أجاب لو ناديتَ حيا، ولكن لا حياة لمن تنادي”.
مخجل موقف العالم، مخجل تجاهله لآلام الناس، اهل المخطوفين والمغيبين قسرا، وهم يعدون بالملايين في العالم،ومنهم اهل ورعايا ومحبي مطراني حلب، مار غريغوريوس يوحنا إبراهيم والمطران بولس يازجي، الذين طال انتظارهماوالذين تركا وراءهما ارثاً عظيماً وفراغاً كبيراً.
لقد حولنا تغييبهما، في ذكراه العاشرة العام الماضي، الى رمز انساني مسكوني، عبر تحويل يوم اختطافهما الى هدف انساني مسكوني وعالمي، ابعد من المطالبة بعودتهما منفردين، فسمينا هذا التاريخ “اليوم المسكوني للمخطوفين والمغيبين قسراً” معتبرين ان تغييب هذين الراعيين الجليلين هو تغييب لكل من فقده اهله واحباءه بالوسائل الاجرامية نفسها التي رمت عائلات بكاملها في آتون البؤس والحسرة.
لقد اعتبرنا ان مأساة تغييب هذين الحبرين الجليلين تعبرعن مأسي آلاف الاسر وملايين الناس ممن فقدوا عزيزا في ظروف مأساوية، وما زالوا يحيون على امل ان يردهم خبر، أي خبر، يثلج صدورهم.
سوف نتابع احياء ذكرى خطفهما كل عام، وسوف نبقى نتحدى صمت المسؤولين في العالم وتجاهلهم، كما سنستمر بمحاكاة ضمائرهم، من اجل الحبرين الجليلين كما من اجل جميع من هم مغيبون قسرا في العالم، محمّلين أصحاب القرار والعالمين بخبايا الأمور، المسؤولية امام التاريخ والإنسانية، منطلقين من قناعة راسخة لدينا انهم قادرون على القيام بما يثلج صدور العدد الهائل من الاسر التي تعيش على امل يتضاءل كلما طال الزمن.
اننا نهيب بكل من هو معني بالمشاعر والكرامة الانسانيتين، بكل من هو معني بحقوق الانسان، بكل من هو معني بالعدالة والحرية والسلام، ان يبقي الصوت عالياً، دفاعا عن المخطوفين والمحتجزين عن غير وجه حق، والمغيبين قسراً، والذين يئنون في اقبية مظلمة ولا يعرفون مصيرهم، وان يبقوا صوتاً صارخا في بريّة اللامبالاة والاستهتار بالإنسان.
اننا نرفع الصلاة الى الرب القدير، خالق السماء والأرض، الذي لا فناء لملكه، العالم بالخفايا والنوايا، ان يلهم مرتكبي فعل الخطف والتغييب سواء السبيل، وان يلهمهم الى وقفة ضمير، الى وقفة مع الذات، لعل في ذلك بعض الراحة والطمأنينة لمن يسهر الليل في انتظار عزيز غاب.
(أبونا)