Uncategorized

المونسنيور جالاجر: علينا التفكير بما لا يمكن تصوره لأجل السلام بأوكرانيا

قال أمين سر الدولة للعلاقات مع الدول والمنظمات الدولية، المونسنيور پاول ريتشارد جالاجر إن علينا أن نفكّر فيما لا يمكن تصوره من أجل إحلال السلام في أوكرانيا، وذلك في حديثه خلال مؤتمر: “أسلحة الدبلوماسية. حوار بين الكرسي الرسولي وأوروبا إزاء الحرب”، الذي نظّمته في روما شبكة رؤساء اليونسكو الإيطالية (ReCui)، وشارك فيه أيضًا الرئيس السابق للمفوضية الأوروبية رومانو برودي.

ووفقا لإذاعة الفاتيكان، فقد قال المونسنيور جالاجر، إنه “لا يمكننا الاستسلام لحقيقة أن الحرب في أوكرانيا ستستمر لفترة طويلة، وحتى لو لم يكن هناك في الوقت الحالي أساس لأي مفاوضات، علينا أن نحافظ على نموذج السلام حيًّا وعلى فكرة أن هذه الحرب ستنتهي، حتى لو لم تكن تلك النهاية التي تصورها زيلينسكي أو بوتين. نحن نريد سلامًا عادلًا، لكنه سلام يجب أن يأتي”.

وذكر مسؤول اليونسكو للتعددية الدينية والسلام، ألبيرتو ميلوني، أن دبلوماسية الكرسي الرسولي تتمتع، مقارنة بالجهات الفاعلة الأخرى، بقدرتها على العمل دون أفكار مادية ثانية.

وبهذا الصدد، أشار جالاجر إلى أن “خصوصية دبلوماسية الكرسي الرسولي، تكمن في أنها تمتلك قيمة مضافة تتمثل بالرحمة، الوحيدة القادرة على كسر قيود الكراهية والانتقام. بهذا المعنى، يعمل على سد الاختلافات لا زيادة الفجوات، لكي يكون الفرد على الدوام هو المستفيد النهائي من كل شيء.

واسترسل: لهذا السبب يُلزم البابا فرنسيس دبلوماسيته لكي تجتهد وتلتزم بكل السبل الممكنة لتحقيق السلام. سلام ملموس وقابل للتغيير ومتطور، بحيث يكون رابطًا لعملية فاضلة جديدة بين الأطراف المتنازعة وليس مجرد إسناد لفائزين وخاسرين.

وذكر المسؤول الفاتيكاني، أن في هذه المرحلة من التاريخ، تطارد الدبلوماسية الأحداث وفقدت ما ينبغي أن يكون جوهرها، أي القدرة على منع النزاعات. فهي لا يجب أن تكون وسيلة لوقف النزاعات مع الهدنات المسلحة، بل أداة للتلاحم الوقائي.

وأردف: إنها عملية لا يجب أن يشارك فيها القادة والدبلوماسيون فحسب، بل أكبر عدد ممكن من الفاعلين، ومن بينهم الديانات. وخير مثال على ذلك الزيارة الرسولية القادمة التي سيقوم بها البابا فرنسيس إلى الكونغو وجنوب السودان وسيرافقه فيها رئيس أساقفة كانتربري جاستن ويلبي.

وأضاف مسؤول العلاقات مع الدول والمنظمات الدولية، أن الحرب في أوكرانيا قد أظهرت بشكل خاص أزمة عميقة للنظام المتعدد الأطراف والمنظمات الدولية الكبيرة، ولاسيما الأمم المتحدة. فبعد مقتل العديد من الأشخاص، كانت أكبر فضيحة في هذه الحرب، تعرض كييف للقصف من قبل عضو دائم في مجلس الأمن أثناء زيارة الأمين العام للأمم المتحدة غوتيريش.

أعرب المطران جالاجر عن الأمل بأن يُصار إلى إصلاح لعمل المنظمة بطريقة أكثر تمثيلاً وأن تأخذ بعين الاعتبار احتياجات جميع الشعوب. وهذا يتطلب دعم المجتمع الدولي بأسره واستعادة “روح هلسنكي”، وهو الأمر الذي أكده أمين سرِّ دولة حاضرة الفاتيكان الكاردينال بيترو بارولين.

(المصدر آكي)

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى