Uncategorized

المطران كارلاساري: جمهورية جنوب السودان تنتظر زيارة البابا ورئيس أساقفة كانتربري

“جمهورية جنوب السودان تنتظر البابا فرنسيس ورئيس أساقفة كانتربوري جاستين ويلبي، اللذين سيجدان بلداً يشعر أنه متروك، عانى الأمرين بسبب الحرب ولا يحظى باهتمام دولي سوى في مناسبات قليلة”. هذا ما قاله أسقف أبرشية رومبيك بجنوب السودان المطران كريستيان كارلاساري خلال مشاركته في ندوة عبر الإنترنت نظمتها هيئة كاريتاس إيطاليا للتباحث في الأزمات الغذائية في القارة الأفريقية.

وقد شاء سيادته أن يسلط الضوء على أجواء الانتظار التي تعيشها البلاد، قبل عشرة أيام على بداية زيارة البابا فرنسيس الرسولية الأولى هذا العام والتي ستقوده إلى جمهورية الكونغو الديمقراطية وجنوب السودان من الحادي والثلاثين من الجاري وحتى الخامس من فبراير المقبل. تصريحات الأسقف الإيطالي أوردتها وكالة الأنباء الكاثوليكية “سير” مذكرة بأن هذا الأسقف والمرسل الكومبونياني أصيب بطلقات نارية في بيته برومبيك منذ سنتين قبل أن يستلم مهامه الأسقفية. وتشير الوكالة أيضا إلى أنه بعد التوقيع على اتفاقات السلام في العام ٢٠١٩ تتمتع البلاد اليوم بحكومة وحدة وطنية وهي أيضا حكومة انتقالية، بانتظار الانتخابات السياسية المزمع إجراؤها العام المقبل.

في سياق حديثه عن اتفاقات السلام قال سيادته إنها غالباً ما تولد المزيد من الصراعات لأن ثمة ميلاً لدى مختلف المجموعات إلى خلق الفوضى كي تكون لها قوة أكبر على طاولة المفاوضات، ولكي تحصل على المزيد من المناصب والموارد، حتى إذا أدى ذلك إلى زعزعة الأمن والاستقرار في البلاد. وتساءل كيف يمكن الحديث عن انتخابات ديمقراطية في وقت يتبع فيه كل مواطن جماعته العرقية، وحيث ثلث مجموع عدد السكان، أي حوالي أربعة ملايين من المهجرين واللاجئين، لا يستطيعون المشاركة في الانتخابات.

هذا ثم أكد سيادته أن جنوب السودان بلد غني بالموارد بيد أن هذا الغنى يشكل مصدراً للانقسامات والتوزيع غير العادل للثروات. وتحدث عن وجود بعض المجموعات التي تحصل على تلك الموارد لكنها لا تطلق العنان لمنظومة اقتصادية مستقلة، فيما يعيش المواطنون دون عتبة الفقر، ويفتقرون إلى كل الخدمات، لاسيما تلك الصحية. ولفت إلى أن الأطباء يفضلون العمل في القطاع الخاص، ما يحرم المواطنين من الرعاية المجانية، كما أن رواتب المعلمين تصل إلى عشرين دولاراً شهرياً، ما ينبئ بانهيار المنظومة المدرسية قريبا. وسلط سيادته الضوء على مشاكل بيئية مرتبطة بالمتساقطات والفيضانات التي تلحق الضرر بالمزروعات، لافتا على سبيل المثال إلى أن رعيتين في أبرشية مالامكال ستفتقران إلى الطعام خلال الأشهر المقبلة، كما أن المواد الغذائية في أبرشية رومبيك شحيحة بسبب قلة الأمطار.

ختم أسقف أبرشية رومبيك مداخلته مشيرا إلى أن الأبرشية ستبدأ – بالتعاون مع وكالات إنسانية ألمانية ونمساوية – بتوزيع الطعام والمعونات الإنسانية على الجماعات الأكثر هشاشة في ست عشرة رعية. وأكد أن هيئة كاريتاس المحلية تعمل منذ ثلاث سنوات على مشروع في المناطق على طول نهر النيل التي تعاني من الفيضانات، من أجل مساعدة السكان على الصمود.

(المصدر راديو الفاتيكان)

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى